في ذكرى 4 اب مصممون لبنانيون يؤكّدون بقاء بيروت الإبداع، فرغم كل الوجع والخسائر الفادحة، نهضوا من جديد ولملموا كل جراحاتهم، وها هم اليوم أقوى من السابق، ولكن تبقى صور أضرار دور الأزياء جراء انفجار بيروت في الأذهان.
عام مرّ على انفجار بيروت الكارثيّ، وما زال الألم في قلوب مواطنيه، وتحديدًا من خسروا أحبّاء، ومن تدمّرت منازلهم ومقرّات عملهم، ومن تعرّضوا لإصابات… ما حصل لا يمكن أن يفارق ذاكرتهم بسهولة، وسيخلّد فيها حتّى مماتهم!
قزّي وأسطا: موقع جديد للدار
للأسف، تم إيجاد مقرًا آخر لأتولييه دار Azzi & Osta، بعد أن دمّر الانفجار المقرّ الأول كليًا، ولم يبقَ سوى أحجارًا وأغراضًا متناثرة.
كان لا بدّ من النهوض من جديد، وواظب أفراد فريق العمل على التواصل مع العملاء لتلبية مطالبهم التي كانت من أبرز الدوافع للاستمرار. وحتى في ظلّ الفترة الصعبة التي تمرّ بها البلاد، إغلاق الدار فيها ليس واردًا أبدًا، فلبنان هو جوهر قزي وأسطا، والتوسّع في أوروبا مستمرّ من دون ترك لبنان أبدًا.
طوني ورد: نجاح مستمر رغم كل شيء
أفراد فريق العمل في أتولييه المصمم طوني ورد كانوا شاهدين على الدمار الذي حلّ بالمكان، والأصعب أنّهم اضطرّوا بعد أيّام على مزاولة العمل في الوقت نفسه الذي تتمّ فيه إصلاحات ما خلّفه الانفجار، والعاملون في أقسام الخياطة تابعوا مهامهم من الأقسام الإداريّة بعدما تدمّرت أقسامهم.
إغلاق الدار في لبنان ليس واردًا أبدًا بالنسبة لطوني ورد، بل على العكس فالدار تتوسّع أكثر وتُضمّ موظّفين جدد إليها، ولكن لا أحد يعلم ما الذي تخبّئه الأيام المقبلة في لبنان الذي يفتقر إلى الاستقرار الأمنيّ والاقتصاديّ في الوقت الراهن.
ليس الانفجار وحده ما أثّر على مسيرة طوني ورد، بل أيضًا جائحة كورونا، ولكن بعد عام من الكارثة، أثبت أنّه أقوى من كلّ العوائق، ورفع اسم لبنان عاليًا من جديد، ليس من خلال تقديمه لمجموعات جديدة فحسب، بل أيضًا عبر انتشار اسمه في الفعاليّات العالميّة التي احتلّت تصاميمه فيها السجادة الحمراء.
حسين بظاظا: لبنان يبقى المنزل
بعد شهرين من الانفجار، تم الانتهاء من إصلاحات دار حسين بظاظا، فالدمار لم يكن شيئًا مقارنة بما حلّ بباقي البنى التحتية. بالطبع، لم تصبح كالسابق وكان من المفضّل أن يتم نقلها إلى موقع جديد، ولكن الأوضاع في لبنان لم تسمح بذلك.
يقول المصمم حسين بظاظا، :"الانفجار أثّر على إبداعي، وجدت نفسي في القاع قبل أن أنهض من جديد. بعد الانفجار، أطلقنا مجموعة NH4NO3، الصيغة الكيميائية لنيترات الأمونيوم، مع فيلم قصير يصوّر ما مرّ به اللبنانيّون من مشاعر أليمة بسبب الانفجار، والتي ترجمتها إلى تصاميم رائعة.
> لقد فكّرت مرارًا بنقل الدار إلى بلد آخر، ولكن يبقى لبنان المنزل الذي لا نغادره!
حال مصمّمو الأزياء الذين تضرّروا
متابعة الحياة بشكل طبيعيّ لم تكن سهلة بالنسبة لمصمّمي الأزياء اللبنانيين، فحتى بعد مرور عام، استصعبوا التحدّث عن التجربة الأليمة. فالمصمّم المبدع زهير مراد على سبيل المثال، فضّل عدم العودة إلى الماضي المؤلم، مؤكّدًا أنّه لا يفكّر أبدًا بإغلاق أتولييه داره في لبنان.
وبدورها، اعتذرت مايا، المديرة التنفيذيّة لدار مجوهرات Mukhi Sisters، عن التحدّث أيضًا عمّا يذكّرها بالانفجار، مع غصّة فضحت الحزن الذي ما زال يرافقها حتّى الساعة! وبالمناسبة، سبق وأن أجرت ياسمينة مقابلة مع الأخوات موكهي.
أخيرًا، اطّلعي على لقاءات ياسمينة مع المصممين وخبراء التجميل بعد الانفجار.