لا تنفصل الأزياء عن الظروف التي يمرّ فيها العالم وخاصة البلدان التي ينتمي إليها مصمّمو الأزياء. في لحظات مفصلية، يكشف فيها مصمّم الأزياء عن إنسانيته وتعلّقه بقيم انسانية عالمية وعابرة للمجتمعات واعتزازه بهويته الوطنية. وقد رأينا الكثير من الأمثلة في العالم لمصمّمي أزياء تركّزت تصاميمهم على مناهضة العنصرية والدفاع عن قيم الحرية والعدالة. وقد يهمّك الاطّلاع على صحفيات ومراسلات فلسطينيات أبدعن في تقديم صور الحقيقة للعالم.
وهذه حال الكثير من مصمّمي الأزياء الفلسطينيين الذين اتخذوا على عاتقهم مهمّة الحفاظ على تراث بلدهم وهويتهم الوطنية من خلال تصاميم أزياء عصريّة تروي قصّة وطن هجّر معظم أبناءه. وقد كان لعملهم تأثيرًا عالميًّا، مع قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” على ادراج فن التطريز الفلسطيني على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي عام 2021.
تصاميم متجذّرة في الأرض
تعكس تصاميم ياسمين مجلّي التي تحيكها النسوة في غزة، روحًا عصرية تحاكي الموضة ولكنها متجذرة في الأرض. تستخدم مجلّي ألوان الزيتون والتربة وتكتب عبارات مثل “نابلس ترحب بكم” وتطبع صورة شيفروليه موديل 1963 على تيشيرت سوداء مع عبارة “من القدس إلى دمشق والقاهرة” لتذكّر بأن هذه المنقطة كانت منطقة سلام يتنقل فيها الأهالي بين العواصم دون حواجز. وهذه التي شير تحديدا، يقول موقع “”نول كوليكتڤ” أنها صنعت في بيت لحم.
ووسط دمار متواصل تعيشه غزة، لا تنسى مجلّي البيئة، وتحرص على انتاج تصاميم مستدامة وصديقة للبيئة، وهذه مفارقة من الصعب عدم التوقّف عندها. و”سوق سمارة” خطّ تصاميم بدأته مجلّي لتدوير ملابس من خلال التطريز عليها وأيضا إعادة تصميمها لتلبس امرأة عصرية ترغب في أن تقول بأنها متعلقة بهويتها الفلسطينية رغم كل شيء.
ياسمين مجلّي هي مصممة أزياء فلسطينية والمديرة الابداعية لتعاونية “نول كوليكتڤ” للأزياء، عملت مع نساء من غزة لانتاج ملابس تعكس روح التراث الفلسطيني. وقد ذاع صيت هذه المصممة الشابة عام 2017، عندما قررت اطلاق ملابس نسائية لمناهضة التحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة الفلسطينية، فطبعت على سترات نسائية عبارة “لست حبيبتك”.
نختم مع مشاهير عرب وعالميون يعلنون تضامنهم مع فلسطين وآخرون يخسرون متابعيهم بسبب مواقفهم.
