كان لياسمينة فرصة محاورة صانع المحتوى وخبير المكياج السعودي علي ماجد في لقاء حصريّ مثير يكشف به جوانب اهتمامه بعالم الجمال.
بشكل لافت وطريف تميز المؤثر وصانع المحتوى المتخصص بالمكياج والتجميل علي ماجد بأسلوبه العفوي والفريد في تقديم مقاطع فيديو منوّعة في مجال التجميل والمكياج والعناية بالبشرة، متخطيًا العديد من العقبات والإنتقادات بعزيمة وإصرار نحو الشغف، فتابعي معنا هذا الحوار لتعرف عليه عن كثب، ولك قبل ذلك متابعة تقييم خبير مكياج المشاهير فادي قطايا لـ 5 مستحضرات مكياج عالمية: ما هو المستحضر الذي وجده رائعًا؟؟
حدثنا أكثر عن نفسك وكيف توّجهت إلى عالم المكياج ومنتجات التجميل وصقلت موهبتك وشغفك به؟
كان تخصصي في الواقع مختلفًا تمامًا عما أفعله الآن على وسائل التواصل الاجتماعي وكانت دراستي الجامعية في الهندسة وتخرجت منذ أقل من عامين وأنا سعيد لأنني فعلت ذلك بسبب ما علمتني إياه تلك التجربة.
لقد كان لدي دائمًا شغف بالجمال منذ أن كنت طفلاً في الثامنة من عمري، وعلى حد ما أستطيع أن أتذكر أحببت دائمًا النظر إلى الحملات الإعلانية لمختلف العلامات التجارية، وكنت أتصفح المجلات وأحلم بهذا العالم حيث يجب على الناس أن يكونوا مبدعين ويكشفوا الخيال الفني ويعيدوه إلى الحياة.
وما زلت أتذكر بعض الإعلانات التجارية عندما كنت أصغر سنًا وكيف بدت لي ساحرة في ذلك الوقت، وأتذكر بوضوح تخيلاتي حول مجال التجميل ورغبتي في أن أكون جزءًا منه، ولقد احتلت العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية المحيطة بي مكانًا خاصًا في قلبي منذ أن كنت صغيرًا.
لذلك بدأت باستخدام أموالي الخاصة لشراء وتجربة منتجات التجميل، ومنتجات العناية بالبشرة، والمكياج، ومنتجات العناية بالشعر، كلها تقريبًا في الوقت نفسه.
أصبحت معروفًا جدًا بحبي للجمال من قبل كل من حولي من: الأصدقاء، العائلة، زملاء الدراسة. في الوقت نفسه قمت بشراء الكثير من مواد التجميل من الإنترنت، بسبب مبدعي التجميل المختلفين في ذلك الوقت، وقد بدأ ذلك في الغالب في عام 2016 أثناء جماهيرية الشخصيات المؤثّرة على وسائل التواصل الاعلامي الذين يعملون على محتوى التجميل، وكان من المثير أن أكون جزءًا من مجتمع يشارك فيه الكثير من الأشخاص نفس الشغف والاهتمامات التي كانت لديّ.
من هم الأشخاص الذين كان لهم الأثر في دعم مسيرتك وهوايتك؟
لا أعتقد أنني كنت سأحظى بالثقة التي أمتلكها بشأن ما أقوم به، وتحديدًا كوني مؤثرا في مجال التجميل، لولا والدي ووالدتي فهما يدعمانني بشكل لا يصدق ويجعلانني أشعر بالأمان في الاستمرار في القيام بما أحبه.
في البداية لم يهتموا كثيرًا، لأنني كنت لا أزال في الجامعة وكانت أولويتهما هي: “طالما أنك تبلي بلاءً حسنًا في الجامعة وتتخرج، فهذا كل ما يهم الآن.” ولكن لاحقا علموا بالمحتوى الخاص بي ولكن لم يبدوا أبدًا اهتمامًا كبيرًا حتى أصبح الأمر جديًا وأخبرتهما أنني سأذهب في أول رحلة لتصوير برنامج واقعي مع احد شركات التجميل.
عندما وصل الأمر إلى تلك النقطة، كانت لديهما أسئلة بخصوص صناعة المحتوى وماذا يعني ذلك بالنسبة لي، وقد أجرينا محادثات حول هذا الموضوع، ولم أشعر أبدًا بأنهم يحكمان عليّ بشكل سلبيّ، ولم يطلبا مني أبدًا التوقف عن ممارسة مجال التجميل كمهنة، بل واجها الناس بجملة: “هذا ابني، وهذا ما يفعله”، وهذا ما منحني القوة، فأنا لا أستطيع أن أتخيل أنني قادر على القيام بكل ما قمت به حتى الآن لولا حبهما ودعمهما لي.
كما كان لدي دائمًا عددا قليلا من الأصدقاء الذين كانوا يدعمونني ويتقبلون هواياتي وشغفي بالجمال، لذلك لم تكن هذه مشكلة أبدًا لأنهم كانوا يعرفون دائمًا أنني أحب هذا المجال.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في بداياتك وهل تلاشت حاليًا؟
في البداية، كان أكبر صراع واجهته هو حاجتي إلى “تحسين” الطريقة التي أصور بها المحتوى، الأمر الذي جعلني أضيع قدرًا كبيرا من الوقت فليس من المفترض أن يكون المحتوى مثالياً، بل يجب أن يستمتع الناس بمشاهدته ومشاركته مع أصدقائهم.
بمجرد أن تغلبت على هذه العقبة، بدأت ببطء، ولكن بثبات في نشر المحتوى بطريقة ممتعة وجذابة. أتذكر أنني حاولت في أحد الأسابيع نشر 7-9 مقاطع فيديو كل يوم، ونجحت في تحقيق نتائج رائعة لصفحتي، ولكنني شعرت بالإرهاق ولم أتمكن من الاستمرار بذلك لفترة طويلة.
أنا متأكد أن العديد من صُناع المحتوى يعانون من هذه الحلقة المُفرغة من الهوس بعدد المتابعين والتعليقات، بحيث إذا لم يحصد المقطع على 100 ألف إعجاب خلال ساعتين سينتابنا شعور بالفشل والاستسلام، وهذا النمط من التفكير عانيت منه لفترة من الوقت مع بداية استخدامي منصة TikTok.
تمكنت في نهاية المطاف من استخلاص أن الطريق الأكثر صحة لي هو الشعور بقيمتي كإنسان والتعلم من التجارب السابقة، ووضع شغفي في عالم الجمال ليكون في مقدمة كل مقطع أقوم بنشره.
متى شعر علي ماجد بأنه أصبح معروفًا ومشهورًا على منصات التواصل الاجتماعي، وهل ذلك هو الهدف الحقيقي أم الهدف هو إبراز مهاراتك وخبرتك في مجال المكياج؟
لم أشعر أبدًا “بالشهرة” في حد ذاتها، حتى بدأت بالخروج من المنزل وكنت ألاحظ باستمرار أن وجودي مُلفت للناس عند التسوق في المركز التجاري، أو حتى عند ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية. ولقد بدأت في الآونة الأخيرة اتلقى دعوات لحضور بعض الفعاليات، وهناك كنت أقابل أشخاصًا آخرين لديهم وظائف مماثلة لمسيرتي. وهذا ما شجعني أكثر على إكمال طريقي والظهور على العلن.
لقد كان الأمر غريبًا جدًا ويصعب قبوله، ولكنني أعتقد أني تجاوزت الأمر جيدًا مع مرور الوقت وتكيفت مع دعم المحبين لي. وأعتقد أن المفاجأة ليست بمجرد أن الناس بدأو بمعرفتي بل بكوني صاحب محتوى أحبه الناس وأعجبوا به وتفاعلو معه أيضًا، وهذا هو الجزء الأكثر إثارة بالنسبة لي.
عالم السوشيل ميديا مليء بالميزات والسلبيات، عدد لنا أهمها بالنسبة لك كمؤثر سعودي يهوى فنون المكياج؟
يعتبر تكريس نفسك لمجال صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من الأمور الصعبة مهما كان العمر، والبلد الذي تعيش به، أو حتى الفئة التي تستهدفها، وأعتقد أن صناع المحتوى يواجهون ذات العقبات والتحديات، فالأمر يحتاج إلى الكثير من العمل، وهذا ما يكون مرهقًا ومتعبًا وقد يؤثر على النفس وخصوصًا عند مواجهة الانتقادات وتحليلات الناس لتحركاتك.
وكوني رجل أعمل على صناعة محتوى يختص بالتجميل فلم يكن ذلك سهلًا أبداً، ولكني احاول بذل قصار جهدي، والتعلم من تجاربي السابقة، والتعامل مع كل العقبات في حياتي، وأعترف دائمًا بمدى كوني محظوظ جدًا لكوني سعودي، وأنتمي إلى بلد لها إنجازات عظيمة في التنوّع والتنمية لأبناء شعبها، لذلك أنا فخور بكوني جزء من هذا الوطن، كما أنني أستلهم من رؤية 2030 الشجاعة للمضي في شغفي بثبات وإيمان بنفسي لتحقيق أحلامي.
في ذات الإطار ما هو أجمل تعليق وأسوأ تعليق جاءك من المتابعين؟
أتلقى العديد من التعليقات السلبية التي تتراوح من التهكم الى التهديد بالاعتداء لكني تعلمت ألا أقرأ التعليقات السلبية أو أمنحهم وقتي أو حتى أتفاعل معهم، لكوني أدركت أن هؤلاء الأشخاص يعكسون افتقارهم لحب نفسهم بهذا السلوك.
في حين أحظى بسعادة لا توصف عند رؤية التعليقات الإيجابية وخصوصًا عندما أسمع أن أشخاص قد استفادوا من مقاطعي، وهذا ما يحفزني لبذل المزيد من الجهد، فرؤية المتابعين متحمسين يعني لي الكثير، ويدخل السعادة إلى قلبي.
من فترة قريبة كنت في فرنسا ما هي الخبرة التي اكتسبتها هناك؟
عندما يتعلق الأمر بمهاراتي كفنان مكياج شعرت بالحاجة إلى بيئة تعليمية يمكنني فيها صقل مهاراتي بشكل أكبر والارتقاء بمهنتي إلى المستوى التالي على الرغم من المعرفة والخبرة التي اكتسبتها من العمل بمفردي على مر السنين حيث كانت رحلتي الاولى إلى باريس أخذت فيها دورة مكثفة لمدة أربعة أسابيع تشمل معظم المواضيع الخاصة بالتجميل في أكاديمية “ميك أب فور إيفر”، وهناك اكتسبت كنزًا من المعرفة من خلال الفترة القصيرة التي أمضيتها في الأكاديمية، وكان من الرائع أن أكون في هذا النوع من البيئة حيث نتعلم كل يوم نظريات حول المكياج، والشكل، ونظرية الألوان، ونطبقها بشكل مباشر. لقد كنت سعيدًا بوجودي هناك، متعطشًا للتعلم، وقد أشاد زملائي والمدرسون بحماستي، وأنصح بشدّه كل المهتمين في مجال التجميل لخوض هذه التجربة.
أما بالنسبة لكوني عشت في باريس لبضعة أسابيع، فقد تعلمت الكثير، بل وتشجعت على تعلم اللغة الفرنسية. فمن يدري ربما سأتقن اللغة وأعود لمغامرة أخرى العام المقبل؟
جمعك أكثر من تعاون مع مؤثرين آخرين مثل قمر، حدثنا أكثر عن هذه الخطوة وكيف أسهمت في إثراء المحتوى الذي تقدمه؟
قمر من صانعي المحتوى المفضلين بالنسبة لي، فهي واحدة من الأشخاص المفضلين لدي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا سعيد جداً بكل ما أنجزته في رحلتها. إنه يسعدني أن أرى الأشخاص الطيبين والمجتهدين يحصلون على التقدير الذي يستحقونه.
وبالعادة لا أقوم بكثير من التعاون مع صُناع محتوى آخرين، فمعظم مقاطعي هي مع اصدقاء أو أشخاص أستمتع بالتواجد والعمل معهم، ولا أحاول أبدًا كسب شهرة أو متابعين، إنما الأمر هو مجرد الإتفاق على فكرة والإستمتاع بتصويرها بشكل ممتع لنا وللمتابعين، فأنا من الأشخاص المنفتحين لتجربة كل جديد وخصوصًا مع أشخاص يشاركونني ذات الحماس.
أحد أهم الأشياء التي تقدمها هي اختبارات على منتجات العناية بالبشرة، حدثنا عن أهمية ذلك بالنسبة لكل رجل؟
دائمًا أوضح للمتابعين بأنهم ليسوا بحاجه لاستعمال ما يستعمله المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل ما هو مهم هو استعمال منتجات تلائم نوع البشرة، وتمنحهم الثقة الداخلية، وفيما يتعلق بالرجال ومنتجات العناية بالبشرة، فهم يحتاجون إلى 3 اشياء رئيسية: غسول للوجه، ومرطب يناسب نوع البشرة، وواقي شمس بحماية +50، ورغم أنني أقوم بخطوات إضافية مثل التقشير، والتونر إلا أن ذلك ليس ضروريًا للجميع، وبالتأكيد لا حاجة إلى روتين مكون من 10 خطوات للحصول على بشرة نضرة وصحية.
من خبراء المكياج العالميين والعرب من هي الشخصية التي تعجبك وتتطلع لأن تحقق نجاح مثلها؟
من العالم العربي، أول اسم يتبادر إلى ذهني هو محمد هنداش، وانا من أشد المعجبين بمقاطع الفيديو الخاصة به على YouTube منذ عام 2019 تقريبًا، وما زلت اتذكر عندما تفاعل من أحد مقاطعي وترك لي تعليقًا داعمًا للغاية، فقد أسعدني دعمه ومتابعته لي، فهو أول مبدع ومحترف معروف في مجال التجميل يعترف بي وبعملي،
كما أن الأسطورة بالنسبة لي في عالم التجميل هو بسام فتوح، الذي يُعتبر من أوائل أيقونات الجمال الذين تابعوني ودعموا محتواي بلطف وحب. ولقد اتصل بي شخصيًا على رقم هاتفي ذات يوم للتأكد من أنني استلمت مجموعة مكياجه التي أرسلها لي بسخاء، وهو أمر لم يحدث لي من قبل مع أي من المشاهير، ولم أستطع أن أصدق أن هذا الرجل، الذي قام بوضع المكياج لأكبر الفنانين في عصرنا، كان يتصل بي للتأكد من حصولي على هديته! إنه أمر أثر بي بطريقة لا تصدق.
أخيرًا، حدثنا عن أجندة أعمالك في تطوير ذاتك وفي تطوير المحتوى الخاص بك؟
لديّ الكثير من الخطط لهذا العام، والعديد من المشاريع المثيرة التي تلوح في الأفق، والتي لا أستطيع الكشف عن بعضها حتى الآن.
لقد أعلنت أيضًا في نهاية العام الماضي بأنني سأبدأ علامتي التجارية الخاصة بمستحضرات التجميل، وهي خطوة كنت أحلم بفعلها لسنوات عديدة، لذلك ترقبوا حساب الـTikTok الخاص بي، فقد قمت بتشويق المتابعين حول اسم ونوع المنتج الأول لذلك ترقبوا الأخبار القادمة.
بخلاف ذلك، أنا أبحث دائمًا عن تجارب جديدة لصقل مهاراتي كمنشئ محتوى وفنان مكياج لتزود بكل الأدوات التي أحتاجها لمواصلة طريقي و المضي قدمًا في رحلتي.
ولك في الختام أن تلقِ نظرة على حوارنا مع المؤثرّة السعودية تمارا القباني في حديث مميّز: هذه هي أسرار جمالي وأناقتي ونمط حياتي الصحي!