في واحدة من الرياضات غير المألوفة في المملكة، حملت شيرين أبو الحسن على عاتقها فكرة تأسيس مجموعة رواسي@Rawasi_team1 للتعريف برياضة الهايكنج وممارستها. فبعد أن اشتعلت حماستها بممارسة هذه الرياضة رغبت في نشر تلك الحماسة لكل الراغبين والراغبات بالاستمتاع بهذه الهواية والرياضة ، لتكون بذلك واحدة من السيدات السعوديات اللواتي تخطين المألوف بهواياتهن …
كيف بدأ حبك للرياضة بشكل عام ولماذا وقع اختيارك على رياضة الهايكنج؟
منذ طفولتي وأنا أمارس الرياضة وإن كنت وقتها قد نشأت في حقبة زمنية تحصر الرجال بها، ولكن بفضل عائلتي التي كانت تمنحنا الحرية والتشجيع حصلت على الحزام الأحمر بالتايكوندو، كما حصلت على المركز الأول في الوثب الطويل والعالي أثناء الدراسة، وكانت السباحة أيضا من الرياضات التي أحبها. ولكن بعد الزواج والانتقال لمدينة أخرى بالمملكة، تحول جل اهتمامي لعائلتي الصغيرة، واقتصر نشاطي الرياضي على المشي الذي كنت أمارسه مع صديقة لي، حدثتني في إحدى المرات عن فكرة الخروج مع مجموعة من السيدات والفتيات لصعود قمة جبل الكلمنجارو رابع أعلى قمة في العالم وأعلى قمة في قارة أفريقيا ، وفعلا كانت تلك المغامرة في عام 2016 والتي كانت بداية الشعلة التي قلبت الكثير من موازين حياتي وغيرت نظرتي لكثير من الأشياء.
كيف تعمقت في رياضة الهايكنج وتشجعت لتأسيس مجموعة رواسي؟
بعد مغامرتي الأولى والتي تبعتها مغامرتي الثانية في عام 2017 لقمة جبل توبقال في جبال الأطلس، وجدت نفسي لا أستطيع الانتظار، وتنتابني الحماسة للسفر وممارسة هواياتي مراراً وتكراراً، وتشجعت فعلياً على تأسيس مجموعة رواسي بعد إطلاق رؤية المملكة 2030، وبتحفيز من صديقاتي جاءتني فكرة إنشاء مجموعة تمارس رياضة الهايكنج بحرفية وليس مجرد رحلات في الطبيعة، ووقع اختياري على اسم رواسي كونه يعني الجبال الشاهقة وشديدة الثبات إضافة لكونه اسم عربي يرمز للمرأة العربية، وبدأت ب 15 عضوا ليكثر عددنا ونصبح 210 منهم 170 سيدة، والباقون رجال واطفال.
قد لا يتعامل كثر مع هذه الرياضة بجدية وقد يجدونها كنزهة فقط، كيف تعاملت مع هذه النظرة؟
في البداية تعجب البعض ولكن لم يكن هناك استهجان، من كوننا الفريق الوحيد بإدارة وبأغلبية نسائية، ورغم أنني واجهت بعض العراقيل ولكن ذلك لم يردعني، ووضعت شروط إلزامية على الأعضاء تقتضي ضرورة الالتزام بالملابس والأدوات الخاصة برياضة الهايكنج، وذلك لتحقيق هدفنا لنشر هذه الرياضة التي تعزز الثقة بالنفس وحب الطبيعة .
متى بدأت بالشعور أن جهودك بدأت تثمر وما إحساسك تجاه ذلك؟
أجمل المشاعر كانت تنتابني حين بدأت ألاحظ التغيير القوي في أغلبية الأعضاء وحماستهم وعشقهم للرياضة، ليمارسوها عند سفرهم خارج المملكة ويمثلوا بها فريقنا، وهذا يدل على التزامنا وترابطنا كفريق، ولك أن تتعرفي على السعودية التي تسلقت قمة إيفرست.
ما هي الفوائد الصحية والنفسية لهذه الرياضة، وهل تحتاج الى لياقة معينة؟
هذه الرياضة بشكل عام لا تحتاج في أغلب الأحيان إلى لياقة، ولكن هناك بعض المسارات التي قد تحتاج إلى لياقة متوسطة، وتختلف صعوبة وسهولة ممارستها من شخص إلى آخر، وهذا ما يدفع البعض لزيادة لياقتهم ليتمكنوا من المشاركة في رحلات ذات مستويات عالية وتحتاج قوة تحمل أعلى، ومما لا شك فيه فأن لهذه الرياضة فوائد جمة للروح وللجسد وتبعد عنا الروتين اليومي والحياة داخل المدينة، وتجعلنا نتأمل ونتخلص من ضغوط الحياة اليومية، وذلك وسط مجموعة يسود جوها الاحترام والتآلف بعيدا عن النقاشات السياسية والطائفية، كما أن الأطفال وصغار السن وجدوا في هذه الرياضة متعة تبعدهم عن جو الألعاب الإلكترونية.
في كل قمة تجربة مختلفة صفي لنا شعورك وأحاسيسك اتجاه كل قمة صعدت لها؟
أول قمة تسلقتها كانت قمة كليمنجارو والتي تعد رابع أعلى قمة من القمم السبعة العالمية، وكان ذلك في عام 2016 وأعتقد أن هذه القمة بالذات تعطي خبرة وتساعد على بناء الثقة والقوة، فكان بالنسبة لي اختبار قاسي ولكن جميل في ذات الوقت ولذلك دائما أنصح الجدد بتسلقه في البداية. في عام 2017 تسلقت قمة توبقال أعلى قمة في جبال أطلس شمال أفريقيا، والتي بها اكتسبت خبرة استعمال أدوات المشي على الثلج، ولكن بشكل عام كانت تجربة سهلة، وثالث قمة كانت قمة البروس وهي خامس أعلى قمة في العالم ، والأعلى في قارة أوروبا وكان ذلك في عام 2018، وفيها تعلمت أكثر استخدام أدوات مختلفة للوصول للقمة، وتكمن صعوبة هذه الرحلة في الأجواء العاصفة والرياح القوية التي كانت بقوة 40_35 كم في الساعة، وبرغم من ذلك ومع إصرار الفريق تمكنا من الوصول للقمة والنزول منها بسلام، وفي نفس العام تسلقت قمة السودة في أبها والتي تعد أعلى قمة في المملكة. عام 2019 تسلقت قمة جبل صبحا في القويعية أعلى قمة في نجد، تبعها في ذات العام تجربتي للوصول للمخيم الرئيسي في جبل ايفرست.
قمة جبل فوجي هي الرحلة الأخيرة لك في هذا العام كيف كانت تجربتك وتجربة الفريق معها؟
قمة فوجي كانت رحلة تحدي لي ولفريقي، حيث انطلقنا من المحطة صفر، وصولا لمسار يوشيدا بواسطة الغابة وخلال يوم ونصف كان منها 4 ساعات للنوم فقط وصلنا للقمة، فكانت بالنسبة لنا رحلة طويلة وشاقة تمكنا فيها إثبات قوة تحملنا.
تسلقت كل هذه القمم ما القمة التي تحلمين بالوصول لها؟
أتمنى أن أكمل مسيرتي بتسلق بقية القمم السبعة بالعالم، عدى قمة افريست لأسباب احتفظ بها لنفسي، وكذلك هناك إحدى القمم التي وضعتها من ضمن خطتي ولكن نظراً لإصابتي في أوتار الأكتاف فأجلت هذه الرحلة لعام 2021 بإذن الله، تعرفي على البطلان السعوديان سعود العيدي ومنى شهاب متسلقان قمة ايفريست.
في هذا العام وجدنا اختلاف واضح فبرز نشاط الهايكنج كواحدة من الفعاليات المهمة في كل من موسم السودة وموسم الطائف ما رأيك بذلك ؟
وجود رياضة الهايكنج في كل من موسم الطائف وموسم السودة بأبها هو تقدم رائع لنشر ثقافة رياضة الهايكنج من خلال السياحة، لذلك أحيي هيئة السياحة على هذه البادرة الأكثر من رائعة.
هل يحظى فريق رواسي على دعم من قبل جهة معينة، وما مخططاتك الشخصية وما طموحك الذي تتمنين أن يتحقق في فريق رواسي؟
خلال العامين الماضيين لتأسيسي لفريق رواسي، وجدت أن الدعم الأساسي هو دعم أعضاء الفريق لبعضهم البعض، ووجدنا أيضا دعم وتشجيع قوي من قبل شركة الحاج حسين علي رضا المحدودة، وذلك في رحلتي قمة البروس وقمة فوجي، ونشكرهم على هذه الثقة لتحقيق أحلام فريقنا بصعود هذه القمم.
وحاليا أخطط لصعود قمة جبل شمس في عُمان، وجبل اللوز في الشمال، وجبل القارة في الأحساء، وغيرها الكثير بإذن الله، وأتمنى أن يكون لفريق رواسي بصمة واضحة في المجتمع لنشر ثقافة هذه الرياضة بصورة صحيحة، ولذلك نعمل على تشجيع الأشبال للمشاركة في تدريب تسلق الصخور في سبيل إنشاء أبطال من الفريق يمثلوننا على قمم العالم.
