في حوار حصري مع ياسمينة اجابت سارة العنزيأول امرأة سعودية تقود سيارة اسعاف عن اسئلتنا لتكشف لنا أسباب اختيارها لهذا المجال وخبايا وأسرار مهنتها والصعوبات التي تواجهها يومياً اثناء اداءها لواجبها.
خطف أسم سارة العنزي الأضواء خلال الأسابيع الماضية، لتتناقل العديد من الشبكات ووسائل الإعلام قصة هذه الفتاة السعودية التي تعمل كأخصائية إسعاف وطوارئ في مدينة الملك فهد الطبية، فتعرفي عليها من منبر ياسمينة…
من خلال التقرير المصور الذي نُشر على جميع محطات الإعلام، تكلمت عن حبك للمجال الطبي منذ الصغر، فلماذا وقع اختيارك بالذات على قسم الإسعاف والطوارئ؟
يُعد تخصص الإسعاف والطوارئ من التخصصات الحرجة التي تعتمد على سرعة الاستجابة ودقة الملاحظة لمداواة المرضى، فهذا العمل بنسبة لي بمثابة تحدي متجدد في كل حالة أقابلها، وأنا أحب التحديات.
تخرجت عام 2017 من جامعة العلوم والتكنولوجيا في المملكة الاردنية الهاشمية، هل تخيلت في يوم من الأيام، أن يتم تداول اسمك في الشبكات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أخفيكم سراً، فقد تم تداول اسمي إعلامياً قبل عام 2017 ولكن في نطاق المملكة الأردنية الهاشمية، كوني كنت من المتفوقات علمياً فكان لي الشرف بالظهور على قناة التلفزيون الأردني، ولكن لم أكن أتصوّر انتشار اسمي اليوم على هذا النطاق الواسع، وأعتقد أن السبب يعود لكسر الحواجز التي كانت تخصنا كفتيات سعوديات.
> أحب السرعة لأنها تعينني على انقاذ أرواح الناس
مجالك يجمع ما بين دقة المجال الطبي وحالاته الحرجة وبين السرعة والبديهة في اتخاذ القرار، فما الذي صقل مهاراتك هل هو مجال الدراسة أم الممارسة؟
بالنسبة لي الدراسة والممارسة هما وجهان لعملة واحدة، فمتى ما كانت الركيزة العلمية واضحة ومفهومه كلما الممارسة العملية صارت أسهل، وهذا ما ساعدني كثيراً في صقل مهاراتي.
كيف تصفين قيادتك للسيارة بشكل عام، وهل تميلين للتهور أو السرعة؟
بصراحة، أرى أن الاتزان في القيادة أمر مطلوب، ولكنني أحب السرعة لأنها طريقتي التي تعينني بعد الله على انقاذ الناس.
وبالحديث عن سارة العنزي، إطلعي معنا أيضاً على سعوديات يقتحمن مهن رجالية ويخرجن عن المألوف.
ما المخاوف التي كانت تنتابك في دخول معترك هذا المجال، والتعامل بشكل مباشر مع حالات حرجة؟
جُل مخاوفي ترتكز على المحافظة على حياة وسلامة المرضى وأرواحهم لكونها أمانة في عنقي.
هل واجهت نظرات استهجان أو استغراب من قبل المرضى أو الحالات التي تعاملت معها، وما هي أقسى ردة فعل تعرضت لها؟
الحقيقة أن معظم المرضى الذين واجهتهم كانوا يقدمون الدعم والتشجيع لي، ولا أنكر أنني في البداية قد واجهت نظرة استغراب لكوني في تخصص مقتصر على الرجال فقط، ولكن مع الأيام تلاشت تلك النظرة ووجدت الكثير من الدعم والتحفيز، ولا يحضرني أي ردات فعل قاسية لأنها لا تكاد تذكر امام حفاوة وتشجيع أبناء وبنات وطني لي.
ما هي الأساسيات التي يجب أن يتمتع بها المُسعف وقائد سيارة الإسعاف من وجهة نظرك؟
من المهم أن يتمتع اختصاصي الإسعاف والطوارئ بركيزة علمية واضحة، إضافة إلى سرعة البديهة والملاحظة، أما ما يخص قائد سيارة الاسعاف، فنحن ننطلق كفريق مكون من شخصين نحمل ذات التخصص فكلانا يتمتع بذات الأساسيات والمهارات.
توجّه إلى اليمين قليلا.. في المسار الأيسر المسعفة سارة العنزي، ضمن أوائل سائقات الإسعاف بالمملكة، على أهبة الاستعداد دومًا لنداء الإنسانية والوطن. @KFMC_RIYADH #التواصل_الحكومي pic.twitter.com/WDCqr7LPia
— التواصل الحكومي (@CGCSaudi) September 23, 2020
ساعات عملك الطويلة والمرهقة هل تؤثر على أسرتك، وكيف هو الوضع مع جائحة كورونا حدثينا عن السلبيات التي تؤثر عليك بصفة شخصية؟
بلا شك هناك تأثير كبير على أسرتي واطفالي بسبب ساعات عملي الطويلة والمرهقة، ولكني فخورة بكوني من أوائل اخصائيات الإسعاف اللواتي عملن ميدانياً على مستوى المملكة، وبكل تأكيد كان البُعد عن اطفالي هو أكثر تبعات جائحة كورونا التي أثرت بي ودعمتني بذات الوقت.
اليوم أنت قائدة أول سيارة اسعاف، وقد نحظى في المستقبل القريب بأول قائدة سيارة أطفاء أو حتى بأول قائدة مركبة فضائية، كيف تحفزين بنات وطنك لتخطي حدود المألوف والخروج عن الإطار؟
أنا لست مجرد قائدة سيارة اسعاف بل أعتبر أول اختصلصية اسعاف وطوارئ تقود سيارة الاسعاف، وهذا ما جعلني اتخطى حدود المألوف وأخرج عن الإطار في ظل تمكين المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين_حفظهما الله_ ومن هذا المنطلق أشجع كل امرأة سعودية على المضي في خدمة وطنها بصورة مشرفة ولو تخطت حدود المألوف كون ذلك هو انتصار للفتيات السعوديات بالمجمل.
اسعافك لأشخاص بحالة الخطر قد يجعلك مرتبكة وعاطفية، فهل بكيت يوماً على موقف صادفك؟
لا أتذكر أنني بكيت أثناء مباشرتي للحالة، ولكنني دائما أسعى لتفريغ طاقتي السلبية عند خروجي من العمل وأنا متجهة إلى منزلي.
هل من الممكن أن نجدك مشرفة على تدريب وتأهيل الفتيات في هذا المجال؟
حالياً أعمل في فريق التعليم في مدينة الملك فهد الطبية في قسم الإسعاف والطوارئ، وشرف كبير لي ان أكون أول مشرفة وملهمة لأخصائيات الإسعاف والطوارئ.
حدثينا عن طموحاتك في المجال المهني، وعن تطلعاتك المستقبلية للفتيات السعوديات؟
أطمح على المستوى الشخصي لإكمال مسيرتي العلمية في مسار العناية الحرجة، وبخصوص تطلعاتي لمستقبل الفتيات السعوديات فأنا أجد أن الفتاة السعودية جديرة بهذه الفرص كونها قادرة على الابداع والتميز، والأمثلة كثيرة ومتعددة لفتيات سعوديات نجحن على الصعيد الدولي وهذا غير مستغرب.
وبالختام، اقرأي المزيد عن ارتفاع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 31.4%