في مقابلة حصرية مع موقع ياسمينة، تحدثت الممثلة القديرة رندة كعدي عن دورها المحوري في مسلسل “القدر”، حيث تجسد شخصية “نجوى”، الأم المتسلطة التي تتحكم بمصائر أفراد عائلتها.
رندة، التي أثبتت قدرتها التمثيلية الفائقة على مدار سنوات طويلة والتي نغرم بأدائها في كل مرة تقدم فيها شخصية جديدة، تفتح قلبها وتشاركنا أسرار كواليس عملها مع أبرز نجوم الدراما العربية.
كما تحدثت رندة عن التحديات التي واجهتها أثناء تقديم الشخصية، وعن ردود فعل الجمهور بعد تحول بعض المشاهد إلى سوشيل ترند في الوطن العربي.
تابعي معنا هذا الحوار الاستثنائي الذي يسلط الضوء على رحلة رندة كعدي الناجحة في “القدر” ورسالتها العميقة التي تحملها من خلال شخصيتها.
كواليس شخصية “نجوى” المعقدة!
ست نجوى، مبروك نجاح العمل. كيف تصفين شخصيتك في مسلسل “القدر”؟
شكرًا جزيلاً للمشاهد العربي على محبته ودعمه المستمر. شخصية “نجوى” في مسلسل “القدر” هي شخصية معقدة وقوية، تتسم بالتسلط والحماية المبالغ فيها تجاه أفراد عائلتها انطلاقًا من محبتها لهم.
تجسدين دور الأم المتسلطة التي تتحكم بمصائر أفراد عائلتها. كيف تعاملتِ مع تعقيدات هذه الشخصية؟ وهل هناك أي تحديات في تقديم هذا الدور؟
نعم “نجوى” هي أم تسعى للتحكم بمصائر أبنائها وتتعامل مع كل شخص من حولها بناءً على ما تراه هو الأنسب لهم، حتى وإذا كان ذلك على حساب رغباتهم الشخصية.
لكل شخصية تعقيدات وخلفيات، بعضها مستوحى من خيال الكاتب وبعضها يعكس واقعًا معينًا، كلنا نمر بلحظات من التعقيدات التربوية الموروثة خصوصًا جيل “نجوى”، ومن هذه النقطة أنا و”مدربة التمثيل” ابنتي تمارا كريستينا حاوي، عملنا على شخصيتها، من هي، أين ولدت؟ أو قد تكون نجوى الفتاة الكبرى التي تحملت مسؤولية عائلتها لإعالة والدتها، من هنا بدأنا نفهم شخصيتها ولماذا تصرفت هكذا حتى في طريقة افصاحها عن محبتها.
أما بالنسبة للتحديات فقد تجلّت في إقناع نفسي بأبعاد الشخصية أولاً، ثم تجسيد سلوكياتها وتحركاتها بكل مصداقية. كان علي أن أصدق الشخصية بكل تفاصيلها لكي أتمكن من إيصالها للجمهور بطريقة حقيقية ومؤثرة.
الحب هو سرّ نجاح “القدر”
كيف تصفين التعامل مع نجوم العمل، مثل قصي خولي، رزان جمال، ديمة قندلفت ووسام حنا؟
علاقتي بفريق العمل قائمة على الصداقة المتبادلة والمحبة الحقيقية وهو ما ينعكس على الكاميرا. مع قصي خولي، الذي سبق أن تعاونت معه في تجربة ناجحة، أكن له كل الحب “حبيب قلبي”.
رزان جمال أيضًا أحبّها جدًا ونجحنا في تجارب سابقة. أما ديمة قندلفت فهي المرة الأولى التي أتعامل معها وتتميز بأخلاقها الرفيعة. وسام حنا “حبيب قلبي أيضًا”، وكل الممثلين من دون استثناء، جميعهم أكن لهم محبة واحترام كبيرين.
هل كان لديك ردود فعل معينة من الجمهور خصوصًا بعد رقصتك مع قصي خولي في كواليس العمل التي تحولت إلى ترند على مواقع التواصل الإجتماعي؟
أنا سعيدة جدًا بردود فعل الجمهور وكمية الحب التي نتلقاها منهم، لأننا نقدم عملاً من قلبنا. أما بالنسبة للكواليس ومشهد الرقص العفوي مع قصي خولي، فهي تعتبر بمثابة “فشة خلق” للفنان لتخفيف التعب وتحويل لحظات الإرهاق إلى فرح وراحة.
التصوير كان مكثفًا للغاية، فقد قمنا بتصوير 45 حلقة في 4 أشهر فقط، مما يعكس روح التعاون العالية والحرفية الكبيرة التي يتمتع بها فريق الإنتاج وكل طاقم العمل.
أسرار شخصية “نجوى” المتسلطة
هل تعتقدين أن شخصية “نجوى” تمثل واقعًا معينًا في مجتمعاتنا، أو أنها مجرد شخصية خيالية تحمل الكثير من الصراع الداخلي؟
حياكة مسار الشخصية من الخيال لكن الشخصية منبعها يكون مستوحى من المجتمع، لذلك كل دور نقوم به يحمل جانبًا من الواقع، حتى وإن كانت تندرج ضمن إطار الخيال.
بعيدًا عن التمثيل، ماذا يعني لكِ “القدر” شخصيًا؟ وهل هناك لحظات في حياتك شعرت فيها أن القدر قد لعب دورًا مهمًا في مسيرتكِ؟
أؤمن بالقدر ومشيئة الخالق.لكن في نفس الوقت، أعتقد أننا نملك القدرة على موجهة التحديات والتكيف معها. لو لم تكن أقدارنا قد كتبت لنا القوة على الاستمرار والتحدي لما تمكنا من تخطي الصعوبات.
رسالة رندة كعدي في “القدر”: الحرية!
ما هو التحدي الأكبر الذي واجهتيه أثناء تصوير “القدر”، سواء على المستوى الفني أو الشخصي؟
التحدي الأكبر الذي واجهته أثناء تصوير “القدر” كان يتمثل في ضغط الوقت الذي كان يفرض علينا إنجاز العمل في فترة قليلة. هناك دائمًا فارق بين ما قمنا به وما كنا نطمح لتحقيقه. ولكن، بفضل الجهود المشتركة والإصرار تمكنا من التغلب على هذا التحدي وتحقيق النجاح في النهاية.
أخيرًا، ماذا تقولين لجمهوركِ الذي يتابعكِ في المسلسل؟ وما هي رسالتكِ لهم من خلال شخصية “نجوى”؟
كل شخصية أؤديها في أي عمل فني تحمل رسالة معينة، وفي شخصية “نجوى” أردت أن أوصل فكرة مهمة: كلما حاولنا التحكم بمصائر أحبائنا وعائلتنا، نجد أنفسنا نواجه الفشل. الامتلاك هو عدو الحرية ولا يمكنك تقييد أي إنسان. لذلك يجب أن نراجع أنفسنا ونحكم ضميرنا وندرك أننا نلعب دور في حياة عائلتنا من خلال تقديم الحب والعناية، لكن علينا أن نمنحهم المساحة والحرية. رسالتي هي أن نتعلم كيف نحب بحرية وأن نبتعد عن المثل القائل “من الحب ما قتل”.