خرجت ريم، الشابة العشرينية الجميلة والذكية وصاحبة الوظيفة الناجحة والمهمة، برفقة كريم، الشاب الجميل والجذاب، المستقرّ مادياً، الى أحد المطاعم الراقية، لتناول عشاء رومانسي، كبادرة خير وانطلاقة جميلة لعلاقة عاطفية رائعة ومميزة.
اختبري نفسك:ما هو سرّ جاذبيتك؟
فبعد محاولات عدة، تمكّن كريم من اقناع ريم بالخروج برفقته، هي التي رسمت أحلامها وبنت مشاريعها المستقبلية، المبنية على حياة زوجية رائعة، فكان الموعد المحدّد، مساء ذلك اليوم.
فقد أمضت ريم النهار بكامله تحاول إظهار نفسها في أحلى طلّة ممكنة، مرتدية أحدث فساتينها وحصرت على اتقان زينتها وماكياجها وشعرها وانتظرت كريم!
خلال الساعة التي انتظرت فيها كريم، شعرت ريم بأن الدهر طويل والوقت يمر ببطء، خصوصاً أنها حاولت إشغال نفسها بالتحدث مع الصديقات، مشاركة إياهن احلامها الوردية، وهن بدورهن شاركنها سعادتها المطلقة.
وأتى كريم، وخرج الثنائي في موعد الاحلام، فشعرت لوهلة ريم بأنها أميرة في قصص الاطفال الخيالية برفقة أميرها الجميل، حتى انتهى الموعد وعادت الجميلة الى منزلها حاملة معها آمالاً كثيراً وتوقعات عالية.
الى أن اتى الصباح ومعه الظهر فالمساء، ولم يهاتفها كريم! بدأت تقلق وبدأت الافكار تأخذها شمالاً ويميناً، من دون أي جواب أو معرفة بالقين!
ماذا عليها أن تفعل؟ هل تتصل به؟ هل تحاول التقصي عنه؟ ماذا تفعل؟ هي الفتاة المهذبة التي تعرف التقاليد جيداً وتدرك أن الواجب والعرف يطلب من كريم الاتصال والتواصل معها، وليس أن تأخذ على عاتقها هي حمل المبادرة الثقيل.
فما كان منها الا سوء اللجوء الى الصديقات مشاركة إياهن هذه المشكلة الغريبة. وهنا، زادت الامور تعقيداً، خصوصاً أن للأسف، الصديقات لا تلعبن غالباً دور المساندات وليس المساعدات، فبدلا من إعطائها النصائح وتشجعيها على المضي قدماً واعتبارها شخصاً صاحب قيمة وانسانة مستقلة تستحق من يعطيها قيمتها الحقيقية وما تستحق من معاملة جيدة، بدأن بتهدئتها.
فبدأت كل واحدة منهن بإعطائها الحجة الواهية تلو الأخرى، بأنه مشغول أو مريض أو يعطي وقتاً للعلاقة! وهو بالتأكيد متيم بها.. لتصل إحداهن لاقناعها بمحاولة الاتصال به، فنحن، بحسب حجتها، بتنا في القرن الواحد والعشرين، وعلى الفتاة المبادرة. وبعد فقدان ريم القدرة على الاحتمال، اتصلت بكريم، للتفاجأ بأنه بخير وعلى ما يرام وأنه غير مشغول، بل كان مجرد موعد عاطفي للتسلية والتعارف وهو ليس بجديّ أو طامح لبلورة العلاقة.
فضربت احلام ريم بالواقع المرير، متألمة ليس فقط بخسارتها لفارس الاحلام، بل أيضاً من الموقف الذي وضعت نفسها فيه، وهي أنها "تلحق العريس"، ما ألحق أذى بكرامتها وصورتها.
من هنا، يا عزيزتي، عليك في الحب كما في العمل أو أي شيء في الحياة، عدم وضع التوقعات المسبقة لانها غالباً لن تتحقّق لسبب من الاسباب، وهذا ما سيؤلمك جداً، وبالتالي بهدف حماية نفسك، حاولي دائماً التشبّث بالواقع ومحاولة التأقلم معه.
كما عليك معرفة لعب دور الصديقة الجيدة، فدورها المساندة صحيح لكن الاهم اطلاع الصديقة الاخرى بحقيقة الامور ومحاولة مساعدتها على التأقلم مع الموضوع والخروج من المشكلة بأقل ضرر ممكن، وليس تركها تؤذي نفسها خشية أن تؤذيها بالحقيقة المرّة.
اقرئي المزيد:حين تكونين.. المرأة الأخرى في حياته!