خسرت اللغة ورقتها الأبرز أمس في مؤتمر سلمى حايك الصحافي في لبنان، باعتبارها الحاجز الأبرز في التواصل والمحدّد الأهمّ للهوية والانتماء، فتلك السمراء الجذابة التي اعتادت كسر الكليشيهات برهنت عن عروبتها ولبنانيتها حماسةً واندفاعاً وشغفاً بالقلب والقالب.
ففي سياق زيارتها الأولى الى لبنان احتفاءً بإطلاق فيلمها "النبي" الذي يعتمد على كتاب الفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران والذي بيع منه أكثر من 9 ملايين نسخة فى طبعاته الأمريكية فقط، عقدت الممثلة العالمية سلمى حايك مؤتمراً صحافياً في "برايم أون بليس" في بيروت في حضور مخرج العمل "روجر أليرز" موقّع الفيلم الأشهر في العالم Lion King الأسد الملك، الموسيقي اللبناني غبريال يارد الذي أبدع في تلوين كلمات جبران بالنوتات والألحان المعانقة لها، رئيس لجنة جبران خليل جبران الدكتور طارق شدياق، إضافةً الى الجهتين المنتجة والمموّلة.
سلمى حايك تختار خبير الماكياج بسّام فتوح
خلال المؤتمر تحدّثت حايك التي سحرت الجميع بعفويتها واندفاعها ومحبّتها التي شعر بها كل صحافي حجز لنفسه كرسيّ في القاعة، عن فخرها بهذا الفيلم الذي تعتبره رسالة وحدة وحبّ وسلام موجّهة من جبران اللبناني الى كلّ العالم. وكشفت كم أنّ المشروع وعلى رغم صعوبته، شكّل واحدة من أبرز أولوياتها لسنوات متلاحقة نظراً لتأثير الكتاب في نفسها، وللنوعية التي أرادت أن يُسطّر العمل بها خصوصاً وأنّه فيلم صور متحرّكة، فالهدف الأساسي كان برأيها أن يتربّى أطفال العالم على هذه الأفكار الانسانية الطليعية والسبّاقة والسامية.
عن لبنانيتها، عبّرت حايك بكلّ ما أوتي لها من قوّة وقدرة على التعبير فقالت على سبيل المزاح إنّها تناولت الكبّة اللبنانية قبل التاكو المكسيكي هي التي وُلدت وتربّت في المكسيك، مبدية استغرابها من كلّ من سألها عن رأيها بالمطبخ اللبناني، فهي اعتادته منذ نعومة أظافرها!
وفي حديثها عن السبب الأساسي الذي منعها من زيارة بلدها الأمّ قبلاً، شرحت حايك أنّها لم ترد أن تعود خالية الوفاض بل فضّلت أن تحمل في جعبتها هدية الى الكاتب الذي ألهمها منذ طفولتها، والى البلد الذي عشقت من دون أن ترى والشعب الذي يشكّل أبناؤه أصدقاءها الأوفى. أمّا المفاجأة الأبرز التي حملتها حايك للموجودين فكانت عزمها على التعاون في فيلم يجمعها بالمخرجة اللبنانية نادين لبكي لعمل يرسّخ صبغتها اللبنانية.
وبين الدردشات المتشعّبة مع الصحافيين، لم تبتعد سلمى المنتصرة دائماً لحقوق المرأة أياً تكن البقعة الجغرافية التي سكنتها عن شجون المرأة اللبنانية التي لا تزال ممنوعة من إعطاء الجنسية لأولادها في حال كان والدهم أجنبيّ، فوجّهت كلمتها لمن يقف في طريق هذه الخطوة مرتكزة على مسيرة جبران خليل جبران الذي ترك لبنان في سنّ مبكرة مع والدته الى الولايات المتحدة الاميريكية، فتساءلت عمّا كان ليحصل لو لم يكن لبنانيّ الأب وعن الارث الثمين الذي كان ليضيع في الهويات الأخرى علماً أن لبنان هو ملهم جبران الأساسي.
سلمى حايك تطلق ماركة ماكياج بخلطات جدّتها السرية
وقد سبق المؤتمر الصحافي الذي تمّ عقده عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، عرض أوّل لفيلم النبي حضره ممثلون عن الوسائل الاعلامية اللبنانية والعالمية، والعمل الذي تحمل إحدى شخصياته "كاميلا" صوت حايك المشاركة في الانتاج أيضاً، لاقى إعجاب الحضور واستحسانهم وخصوصاً أنّه عرف كيف يبيّن واقعية أفكار جبران في النبي، فهي على رغم مثاليتها الاّ أنّ تطبيقها بدا أسهل من التنكّر لها خصوصاً لجهة إطلاق الروح الى الأعلى والتشابك الاجتماعي والايمان بأنّ الأطفال ليسوا ملك أهاليهم بل أولاد المستقبل والعلاقة الزوجية الناجحة رهن احترام المساحة الخاصّة بكل طرف في الثنائي.
أتت الموسيقى منسابة بدفء فوق الكلمات، والشخصية التي ارتدت قليلاً من لباس الواقع عرفت كيف تأسر عيون الموجودين بعمقها وقربها من المشاهد بغضّ النظر عن الفئة العمرية التي ينتمي لها فأتت مطابقة لكتاب النبي الذي يستطيع أن يواكب القارئ خلال كلّ مراحل حياته إذ كلّما عاد الى صفحاته فهم أكثر ووجد المزيد وكشف ما لم يقع عليه قبلاً. والجدير بالذكر أنّ من المقرر اقتطاع مبلغ وقدره ١٠٠٠ ليرة لبنانية، من ثمن كل بطاقة سينمائية يشتريها الجمهور لحضور فيلم "النبي" في كل الصالات اللبنانية، ليعود لصالح مركز علاج سرطان الأطفال.
5 إطلالات ماكياج بتوقيع سلمى حايك
واستتباعاً ليومها الحافل، افتتحت سلمى حايك بفستانها الفضيّ الساحر من توقيع مصمم الأزياء اللبناني العالميايلي صعب، فيلم النبي في أسواق بيروت في الساعة الخامسة بعد الظهر وتميّز في حضور جماهيري كبير وبعدها لبّـت دعوة المصمّم إيلي صعب، الذي ارتدت العديد من تصاميمه قبلاً، على العشاء في حضور عدد من الوجوه الفنية والاجتماعية والإعلامية، منهم الفنانة اليسا والإعلامي مارسيل غانم الذي سيستضيفها في برنامجه "كلام الناس" مساء اليوم الثلاثاء.