علم النفس الإجتماعي هو العلم الذي يعالج ويدرس السلوك العام للجماعة والتفاعل المتبادل بين الفرد والجماعة، وهو فرع من فروع علم النفس العام. ومن هناـ تعرفي على ما هو علم النفس العكسي وفي أي مجالات يمكن تطبيقه؟
ما هي مجالات وتطبيقات علم النفس الاجتماعي؟ سؤال يتبادر إلى أذهاننا دون معرفة الإجابة، لذا تعرّفي معنا اليوم إلى أهداف علم النفس الاجتماعي، ومجالاته المتعددة.
تعريف علم النفس الاجتماعي
من المعروف أنّ علم النفس الاجتماعي من فروع علم النفس العام، وفي نهاية العشرينيات من القرن العشرين تبلور ظهور الكثير من التعاريف الإجرائية له، واختلفت هذه التعاريف باختلاف الاتجاه الذي كان يُدرس من خلاله، فمنها ما كان يدرس ويركّز على الجماعة أكثر من الفرد، ومنها ما اشتغل بدراسة الفرد دون إهمال الجماعة، ومنها ما عالج السلوك التفاعلي للجماعة بشكل عام، ومن أبرز هذه التعاريف ما يلي:
- هو العلم الذي يعالج ويدرس السلوك العام للجماعة والتفاعل المتبادل بين الفرد والجماعة.
- وكان تعريف بويينج لعلم النفس الاجتماعي: دراسة تفاعلات الأفراد مع البيئة وفهم الآثار الإيجابيّة والسلبيّة الناتجة عن هذا التفاعل على الفرد واتجاهاته.
- وعرفه العالم مصطفى فهمي على أنّه العلم الذي يدرس سلوكيات واستجابات وتفاعلات الفرد أثناء تواصله مع الجماعة.
- وعرفه كريتش وكريتشفيلد على أنّه هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد واستجاباته ضمن جماعة معيّنة.
- هو دراسة الخصائص النفسيّة للجماعات، والأنماط السلوكيّة التفاعليّة الاجتماعيّة التي تربط الفئات المجتمعيّة المختلفة، كدراسة العلاقة بين الآباء والأبناء داخل الأسرة.
- هو دراسة الأنماط السلوكيّة للأفراد والجماعات وتفاعلها أثناء الأحداث والمواقف الاجتماعيّة المختلفة، بالإضافة إلى أشكال هذه الاستجابات والآثار المترتبة المتوقع حدوثها.
- ويمكن وصف علم النفس الاجتماعي أيضاً بأنه ثمرة العلاقة بين علم النفس الذي يدرس مكونات الفرد النفسية وطبيعته الشخصية والعاطفية والمشاكل والسلوكيات المتعلقة بها من جهة، وبين علم الاجتماع الذي يدرس مكونات المجتمع ككل الثقافية والبيئية والفكرية والدينية والاقتصادية والسياسية والمشاكل والحراك الاجتماعي المتعلق بها، يأتي هنا علم النفس الاجتماعي لدراسة تفاعلات الفرد وردود أفعاله وسلوكياته في إطار المجتمع الذي يوجد فيه وكيث يؤثر وبتأثر به. وما أهم الكتب عن علم النفس؟

مجالات علم النفس المتعددة
يدرس علم النفس الاجتماعي عدة مجالات مختلفة ترتبط بالأفراد والجماعات، بحيث تربط تلك المجالات حياة الأفراد وطبيعة نفسياتهم ومشاعرهم وسلوكياتهم بالوجود الاجتماعي المحيط، فتكون أهم تلك المجالات هي:
- الذات ضمن الجماعة: يتضمن هذا الموضوع الأفكار التي نحدد بها أنفسنا ضمن سياق الوجود الاجتماعي، وتندرج ضمنها تصورات الهوية الذاتية الاجتماعية التي تشرح كيف يفهم الناس أنفسهم وكيف تؤثر تصوراتهم عن نفسهم في علاقاتهم الاجتماعية.
- وضع الأفراد في قوالب اجتماعية: يهتم علماء النفس الاجتماعي بفهم أسباب نشوء هذا النوع من التصنيفات للأفراد ضمن نطاق جماعة معينة، والتأثيرات التي تعود بها على نفسية وسلوك أولئك الأفراد.
- السلوك الاجتماعي الإيجابي: موضوع السلوك الاجتماعي الإيجابي هو أحد أهم مجالات البحث في علم النفس الاجتماعي، وهو يتضمن البحث في السلوكيات الاجتماعية التي تُعنى بتقديم المساعدة والتعاون مع الآخرين، فيدرس الباحثون السبب الذي يجعل الناس تندفع لتقديم المساعدة لأحد ما، وعن سبب الرفض أحياناً لتقديم تلك المساعدة.
- القرارات الموحدة للمجموعة: من المعروف أن سلوك الجماعات وقراراتهم يختلف عن سلوك وتصرفات الأفراد، وهنا يأتي علم النفس الاجتماعي بواحدة من أهم مجالات البحث التي يهتم بها وهي ماهية تأثير تواجد الأفراد ضمن مجموعات في طريقة تفكيرهم واندفاعاتهم لاتخاذ القرارات، وبالتالي يندرج تحت ذلك عدة أسئلة، من بعض الأمثلة عنها، كيف يمكن أن يختلف الناس ضمن الجماعات؟ وكيف تعمل المجموعة للتوصل إلى قرار جماعي موحد؟ وكيف تتخذ بعض المجموعات قرارات خاطئة؟ بالإضافة لسؤال عن سبب عدم قدرة بعض الأشخاص على الإنجاز عند تواجدهم ضمن مجموعة حيث يعملون بشكل أفضل بمفردهم، وهناك أسئلة كثيرة غير ذلك.

- المعرفة والإدراك الاجتماعي: يُقصد بالإدراك الاجتماعي الأسلوب الذي يفكر به الناس في سياق المجتمع، مما يعني فهم الطريقة التي يُحدث فيها تواجد الفرد ضمن مجتمع تأثيراً على طريقة تفكيره، فيركز على كيفية تخزين المعلومات وتطبيقها حول المواقف الاجتماعية المختلفة التي تعالج تصرفات الناس، وبمعنى أكثر بساطة، فإن الطريقة التي نفكر بها في الآخرين تلعب دوراً رئيسياً في تفاعلنا معهم وشعورنا تجاههم وتفسير تصرفاتهم والانطباعات التي نأخذها عنهم والتي نتركها عن أنفسنا في نظرهم.
- العنف والعدوان: يبحث علم النفس الاجتماعي في كيفية ودوافع تصرف الناس بعدوان تجاه بعضهم أحياناً، فيتم دراسة مختلف العوامل التي تسبب خلق شعور العدوانية التي لها علاقة بالتأثيرات الاجتماعية وأيضاً الإعلامية.
- العلاقات الشخصية: إن العلاقات والارتباطات الاجتماعية تؤثر أيضاً في عدة جوانب متعلقة بسلوك الأفراد، وهنا يركز علم النفس الاجتماعي على معرفة ضرورة العلاقات الشخصية في حياة الفرد وأهميتها في تغيير سلوكه ومشاعره من خلال النظر إلى مشاعر الحب والانجذاب.
ختامًا، تعرفي على ماهو علم النفس الجمالي؟ وكيف ممكن تطبيقه في حياتنا؟