ما زال الجدل قائمًا حول تاريخ بداية عمليات التجميل إذ تشير دراسات مختلفة إلى أنّها تعود إلى 4,000 عام، في حين تؤكّد أخرى أنّها بدأت منذ 6,500 عام..
ولكن، غالبيّة المؤرّخين يؤكّدون ووفقًا لإثباتات، أنّ أوّل الجراحات التجميليّة، أُجريَت في الهند في القرن الثامن قبل الميلاد، على يد أوّل طبيب جرّاح في العالم، الهنديّ سوشروتا.
تطوّر العمليات الجراحيّة
ركّز الطبيب الهنديّ سوشروتا على إجراء عمليات تجميليّة اعتمادًا على تقنيّة ترقيع الجلد، بحيث كان يرمّم مختلف أعضاء الجسم ويعالج تشوّهاتها باستخداما أنسجة جلديّة من مناطق مختلفة في الجسم.
ومع بدء عصر النهضة، بدأت الاستكشافات العلميّة تتطوّر والتي قادت إلى ابتكار تقنيّات طبيّة أكثر أمانًا وفعاليّة.
بداية العمليات الجراحية
في القرن الـ 15، انتهى الجرّاح العثمانيّ شرفالدّین صابونجی اوغلی من كتابة كتاب بعنوان “Cerrahiyyet’u¨l Haniye”، أي الجراحة الإمبراطورية، والذي كان من الأهم بين كتبه السبعة.
شكّل هذا الكتاب دليلًا لمختلف الأمور المتعلّقة بالطب، ومن بينها الشرح عن 134 تدخّلًا جراحيًّا، و156 أداة جراحيّة، إضافة إلى العمليات الجراحية والكسور والخلع والأمراض السرطانيّة.
ومن بين العمليّات الجراحيّة التي شرح عنها بالتفصيل، تلك المتعلّقة بالوجه وجفون العين، والطرق الجديدة لتصغير الثدي أو إزالته.
التطوّر الأكبر كان في القرن العشرين
في أوائل القرن العشرين، كانت الحرب العالميّة الأولى العامل الأساسيّ لتطوّر طبّ الجراحة التجميليّ، وذلك بعد تعرّض الجنود المحاربين لإصابات تسبّبت بتشوّهات جسديّة.
فآنذاك، تمّ إجراء عمليات في الوجه والرأس لم يتم إجراؤها سابقًا، واحتاج الجرّاحون إلى تقنيّات أكثر حداثة لتطوير العمليّات التي تمّ إثبات فعاليّتها سابقًا.
خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، كرّس عدد من الأطباء الجراحيّين الأوروبيّين دراساتهم لترميم إصابات الجنود، وإعادة مختلف الأعضاء الخارجية في أجسامهم إلى ما كانت عليه.
في تلك الفترة، بدأ الأطباء الجرّاحين يدركون مدى أهمية مظهر الشخص الخارجيّ، لعكس مدى نجاحه في الحياة.
ومن هنا، بدأت العمليات التجميلية تلقى اهتمامًا أكبر، الأمر الذي ساعد على تطورها، وبالتالي إجراء عمليات جديدة، مثل عنليات تجميل الأنف وتكبير الثدي.
أول عمليّة تجميل للحنك
في العام 1827، أجرى الجرّاح John Peter Mettauer أول عملية تجميل للحنك، باستخدام أدوات جراحيّة طوّرها بنفسه، وتوالى بعد ذلك أطباء على إطلاق كتب مختلفة عن مختلف العمليّات الجراحيّة.
أوّل دورة تدريبيّة للطبّ الجراحيّ
الخطوة الأكبر في المجال، كانت عندما أنشأ الطبيب William Stewart Halsted أوّل دورة تدريبيّة في الجراحة العامّة في العام 1904، والذي كان بمثابة أساس لمختلف برامج التدريب في الطبّ الجراحيّ.
الطبّ الجراحيّ كما نعرفه اليوم
استمرّت الدراسات والأبحاث لتغدو العمليّات الجراحيّة في الستينات كما نعرفها اليوم، حيث تم تطوير غرسات السيليكون، والتي أحدث ثورة كبيرة في القطاع.
أوّل عمليّة زرع السيليكون في الثدي، تمّت في العام 1962 على يد الطبيب Thomas Cronin، وقد قاد ذلك إلى ابتكار غرسات سيليكونيّة وزرعها في مختلف المناطق في الجسم في السنوات التي توالت بعد ذلك.
في فترة الثمانينات، بدأت التوعية حيال مفهوم عمليّات التجميل الجراحيّة، فاستمرّ ارتفاع الإقبال على إجرائها حتى فترة التسعينات، رغم إثارة الجدل التي تسبّب بها البعض، مثل عمليّة تكبير الثدي.
اليوم، ما زالت الأبحاث والدراسات قائمة لتطوير المزيد والمزيد في هذا المجال، رغم الإتيان بحلول كثيرة في المجال حتّى الآن، جعلت العمليّات أسهل على من يجريها ومن يخضع إليها، وأكثر فعاليّة.
وبالحديث عن تاريخ عالم التجميل، لا بدّ من الإشارة إلى أنّنا كشفنا سابقًا عن صور الأشكال البدائيّة لمنتجات التجميل، وكذلك عن تاريخ حقن البوتوكس واستخداماتها المختلفة.