مما لا شكّ فيه أنها من أصعب الشخصيات التي يُمكن التعامل معها؛ فالشخصية العنيدة تُعرف بتمسّكها بآرائها وإصرارها عليها مع إسقاط كل المعايير الأخرى. وهذا بالتالي ما يوقعها في الكثير من المشاكل على صعيد علاقاتها الإجتماعية؛ فكيف إذا انعكست على تصرّفاتها مع الشريك؟ في ما يلي نكشف كيفية تأثير العناد على علاقتك العاطفية، وذلك بعد أن تطرّقنا سابقاً إلى الأسباب التي تجعل الشخص عنيداً.
بحسب علماء النفس، لا يستطيع الشخص العنيد تغيير تصرّفاته لأنّه لا يرى أساساً أنّه أصل المشكلة. عادةً ما تترافق الشخصية العنيدة مع صفات أخرى مثل الأنانية، والكبرياء، والصلابة؛ الأمر الذي يجعل التعامل معها أكثر صعوبة. وعندما يتعلّق الأمر بالعلاقات العاطفية، يتحوّل العناد إلى نوعٍ من السّيطرة والتحكّم؛ فالقرار الأخير يعود إلى دائماً إلى الشخص العنيد بغضّ النّظر عمّا إذا كان شريكه راضياً أو غير راضٍ عنه. وهنا، تبدأ المشاكل لتهدّد استمرارية العلاقة.
> ولكن ما يجهله الشريك العنيد سواء كان الزوج أو الزوجة هو أنّه كلّما بذل جهدٍ ليؤكّد أنّه دائماً على صواب كلّما أثّر سلباً على علاقته بنصفه الآخر.
يُعرّف العالم النفسي جاك بورك العناد بأنّه: "رفض التغيير رغم مواجهة الأدلّة الدامغة". ويُرجعه إلى خوف الشخص العنيد من الإعتراف بحقيقةٍ معيّنة أو أنّه يريد ببساطة حماية كبريائه. ولكن ما يجهله الشريك العنيد سواء كان الزوج أو الزوجة هو أنّه كلّما بذل جهدٍ ليؤكّد أنّه دائماً على صواب كلّما أثّر سلباً على علاقته بنصفه الآخر. والمشكلة الأكبر هي أنّه لا يلاحظ مدى تأثيرتصرّفاته على شريكه إلّا عندما يفوت الأوان.
من هنا، ينصح علماء النفس الأشخاص العنيدين بالعمل على التحكّم بتصرّفاتهم بدءاً من تعلّم الإصغاء إلى الشخص الآخر وعدم مقاطعته أثناء كلامه، مروراً بتقبّل الآراء والأفكار الأخرى، وصولاً إلى الإقرار بأنّ هناك طرق مختلفة لمقاربة المواضيع الحياتية واليومية.
وأخيراً، إذا كنت تجدين في نفسك صفات الشخصية العنيدة وترغبين في الحفاظ على الشخص الذي تحبينه، فاعلمي أنّ أساس استمرارية العلاقة هو التفاهم. والأخير لا يتم عندما يكون عنادك مسيطراً.
