لا يمكن لأسبوع الموضة الباريسيّ من دون أن يكون ختامه مسكاً والسبب أنّنا تعوّدنا أن نودّع عاصمة الموضة العالميّة مع عرض ننتظره منذ بداية الأسبوع، إنّه عرض لويس فويتون والذي وفي المواسم والسنوات الماضية بات محطّة ننتظرها بشوقٍ ولهفةٍ.
إلى متحف اللوفر الذي بات المكان المختار منذ مواسم لإقامة عرض لويس فويتون، توجّهنا ليل أمس لنتعرّف على جديد العلامة وما سيقدّمه لنا نيكولا غيسكيير الذي جدّد مؤخراً عقده مع الدار وبالتالي مع شركة LVMH.
ونحن في طريقنا إلى العرض، كنّا متأكدين من أنّ ما سنراه سيعكس إبداعاً بات مؤكّداً أنّه موجود لدى غيسكيير الذي نجح في المواسم السابقة ومنذ انضمامه إلى لويس فويتون بأن يكون اسماً صعباً في عالم الموضة أكان من ناحية الإبداع أو تقديم التصاميم الجميلة والمميّزة أو حتى تقديم التصاميم والأكسسوارات التي تحقّق طلباً بارزاً ونسبة مبيعات في الأسواق.
وصلنا إلى متحف اللوفر الذي يعتبر أساساً من أجمل الأماكن الباريسيّة وكعادته اختار غيسكيير إضافة بعض اللمسات إليه وجعله مكاناً يعكس أسلوب وموضوع المجموعة.
ليس بجديدٍ أيضاً على غيسكيير أو لويس فويتون أن يكون للفنّ الحضور البارز في المجموعات وليس بجديدٍ أيضاً أن تكون اللمسة الفضائيّة إذا صحّ التعبير وكلّ ما يرمز إلى المستقبل والأسلوب الـ Futuristic هي المسيطرة وهكذا كان!
العودة إلى البحث المعمّق في صميم كلّ ما يستحوذني كان من أبرز النقاط الذي انطلق منها غيسكيير حين قرّر العمل على تصميم هذه المجموعة وطبعاً إنّ أسلوب الـ Futuristic كان مهيمناً كيف لا وهو من أبرز الخصائص الذي ميّزت غيسكيير منذ البداية.
إلى الفضاء أيضاً، توجّهنا في ذهننا مع غيسكيير وهذه التصاميم، كيف لا والفضاء لطالما كان أكثر ما يلهم المصمّم وإلى ذاك التناقض الحاصل بين الواقع والحياة الخياليّة التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، غاص المصمّم كذلك الأمر ليرتجم ذلك تناقضات في تصاميم فويتون لصيف 2019 أكان من ناحية القصّات أو التنسيق أو حتى الألوان والأقمشة أيضاً.
هذا بشكلٍ عام ولكن ماذا بالنسبة إلى الأزياء والصيحات تحديداً؟ كالعادة لا بدّ من أن تكون القصّات البارزة والمحدّدة Sharp Cuts هي العنوان الأبرز فهذا بات من DNA غيسكيير ولويس فويتون في المواسم الأخيرة وهذا ما يعكس أسلوبهما معاً وقد رأيناه مترجماً من خلال قصّة الأكتاف البارزة والمحدّدة والمثلثة والتي سيطرت على الكثير من التصاميم.
أيضاً، برزت الأقمشة المطبّعة والتي عكست رسومات ملفتة أحياناً وشعار أو لوغو العلامة أحياناً أخرى، هذا الأخير الذي رأيناه ملوّناً وملفتاً للنظر، يعكس أسلوب الـ Futuristic بشكلٍ واضح.
ومن الأقمشة المطبّعة، ننتقل لنسلّط الضوء على موضة الشراريب الميتاليكيّة والفضيّة تحديداً التي زيّنت ياقات الفساتين والتي عكست أسلوب الـ Eccentric.
بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى موضة الحزام الرفيع الذي زيّن السراويل المطبّعة والمنسّقة مع القمصان الكلاسيكيّة بالنقشة ذاتها والتي أتت بأكمام ملفتة وبارزة كما على موضة الفساتين القصيرة التي أتت ضيّقة على الخصر ولكن بأكمامٍ إما منفوخة أو بارزة ومحدّدة. بالحديث عن الأكمام، لفتتنا كثيراً تلك القصّة المثنيّة التي تعكس شكل الـ A Line كما تلك المنفوخة والمزمومة على جانبيها والتي رأيناها مع السترات بأسلوب البومبر.
أخيراً، نشير إلى أنّ لويس فويتون جعلتنا نعيش رحلة مسافرة اختارت أن ترسم عالمها بنفسها وتختبر العالم على طريقتها، متخطّية الحدود ومبتكرة لغرافيا مثاليّة هي في الأساس وهمٍ ابتكرته بنفسها.
