انطلاقة قوية من أسبوع الهوت كوتور الباريسي، بافتتاح عرض أزياء سكياباريلي Schiaparelli لربيع 2025، إذ قدّم المدير الإبداعي للدار دانييل روزبيري Daniel Roseberry عرضًا رائعًا حمل بصمته الخاصة، حيث احتفل بتفاصيل الساعة الرملية التي كانت محورًا أساسيًا في كل إطلالة تقريبًا.
استوحى روزبيري من تقنيات التطريز التقليدية ونمط الأزياء الذي كان سائدًا في أواخر القرن التاسع عشر، مع دمج لمسات معاصرة تعكس التوجهات الجمالية للدار.
التركيز على الأزياء الفاخرة رغم الأزمة الاقتصادية
وفي وقت يعاني فيه قطاع الأزياء الفاخرة من أسوأ أزمة اقتصادية منذ 15 عامًا، حيث يتجه العديد من المصممين إلى تبني البساطة لمواجهة الفائض في خزانة الملابس، اختار دانييل روزبيري، المصمم الإبداعي لدار سكياباريلي Schiaparelli، أن يظل مخلصًا للفخامة والتفاصيل الدقيقة.
وبالنسبة لدانييل، فإن البساطة لا تعني الحداثة بالضرورة، حيث إن التصاميم التي قدمها لم تكن أقل تعقيدًا، لكنها في الوقت نفسه حملت اللمسة الجمالية الفخمة التي استلهمها من العصور الذهبية للأزياء الراقية.
ومن السترات ذات الياقات العميقة التي تكشف عن حمّالات الصدر، إلى الأجزاء الخلفية المتفجرة التي تضاعف حجم الفساتين، وصولاً إلى الخصر الضيق الذي أصبح رمزًا للأناقة في الوقت الحالي.
وكانت الكورسيهات عنصراً أساسيًا في المجموعة، حيث تم دمجها مع الأقمشة المترفة مثل الساتان والحرير لإبراز التفاصيل المتقنة.
اختيار العارضات العالميات بالعرض وظهور خاص لـ كيندال جينر
وفي أحد التصميمات الشهيرة، ظهرت عارضة الأزياء كيندال جينر بفستان شبكي ناعم من الساتان الرمادي المحبوك، ينساب بشكل منحوت على شكل الساعة الرملية، مما أضفى على العرض لمسة من البذخ المتجدد.
الألوان الدافئة أساسية في العرض
أما الألوان، فقد تنوعت بين النود الدافئ والأخضر الباهت والبني المحروق، والتي استلهمها روزبيري من زيارة إلى متجر قديم يحتوي على أشرطة من العشرينات والثلاثينات، حيث تم استخدام الأشرطة الساتانية لخلق تأثيرات متعددة الطبقات حول الجسم.
تعددت التصاميم من حيث الإبداع والتفاصيل المخبأة بعناية في نسيج الأقمشة، حيث لعب روزبيري على التباين بين الخطوط الجرافيكية والتطريزات الفاخرة، ليعكس الموازنة المثالية بين الحزم والخيال، كما كان الحال مع تصاميم مؤسِسة الدار، إلسا سكياباريلي، التي كانت تهوى دمج الفانتازيا مع الحرفية الدقيقة.
اختتم العرض بأغنية “Let the River Run” الشهيرة، التي تٌعتبر من أبرز اللحظات في فيلم “Working Girl” في الثمانينات، في لحظة كأنها تحية من روزبيري لجمهور الحاضرين، وسط أجواء من التفاؤل والطاقة الإيجابية.
عن تسمية العرض بـ “Icarus”
وفي تعليق له عن اختيار اسم المجموعة “Icarus”، قال روزبيري: “إنها ليست مجرد حكاية تحذيرية، بل هي تعبير عن القوة التحويلية للأزياء الراقية. فالأزياء الراقية هي وعد بالهروب إلى عالم آخر، عالم من الأحلام والخيال.”
وكان إيكاروس في الأساطير اليونانية القديمة، ابن المهندس العبقري دايدالوس، الذي صنع له أجنحة من الريش والشمع ليهرب من جزيرة كريت.
وتُستخدم قصة إيكاروس كرمزية للطموح المفرط والمجازفة الزائدة، لكنها قد تُعتبر أيضًا تعبيرًا عن السعي نحو الحرية، رغم المخاطر.
وبذلك، قدم روزبيري عرضًا يعيدنا إلى عصر الأبهة والجمال الكلاسيكي مع لمسات معاصرة، مؤكداً على أن الأزياء الراقية هي أكثر من مجرد ملابس، بل هي تذكرة بهروب إلى عالم من الأحلام والتفاصيل المنحوتة بعناية.
قد تتابعين مجموعة جيني باكهام لما قبل الخريف2025: البساطة والأناقة بتأثيرات رياضية لافتة.