يشكل “بانتير دو كارتييه” أيقونة Cartier إذ أصبح له تأثيرًا كبيرًا على الدار، بعدما ألهمت لوحة للرسّام George Barbier المدير الإبداعي Louis Cartier.
فقد طلب منه لاحقًا وفي العام 1914، تصميم رسمة لبطاقات دعوة لمعرض من وحي هذه اللوحة التي حملت عنوان Lady With Panther، والتي تصوّر امرأة ترتدي فستانًا طويلًا وتقف بين عامودين، ويجلس خلف قدميها نمر أسود.
البداية مع ساعة من وحي النمر
في العام نفسه، قدّمت Cartier أوّل قطعة من وحي شكل النمر، وهي ساعة نسائيّة مرصّعة بالألماس والأونيكس، وبعد ذلك بسنة واحدة، طلب بيار كارتييه ساعة جديدة بعلبة مستطيلة مستوحة من جلد النمر، ترصّعت بالألماس والأونيكس أيضًا.
في العام 1917، قدّم المدير الإبداعي للدار لويس كارتييه، هديّة زيّنها هذا الرمز، لـ Jeanne Toussaint، التي شغلت منصب المدير الإبداعيّ لاحقًا حتى العام 1970. الهديّة كانت عبارة عن علبة سجائر، مزيّنة برسمة للنمر، ومنها، تحوّل هذا الرمز إلى أيقونة للدار.
ففي سنة 1928، أطلقت كارتييه حلية مجوهرات على شكل نمر يجلس على قاعدة من المرجان والمينا الأسود، وهذا النمر كان مصنوعًا من البلاتينوم، ومرصّعًا بالألماس والمينا الأسود.
في العام نفسه، قدّمت كارتييه علبة للسجائر والولّاعة من الذهب والمينا الأسود، صوّرت جمال نقشة جلد النمر، والتي اشتراها أمير النيبال آنذاك.
الظهور الأوّل لمجوهرات “بانتير دو كارتييه”
أوّل قطعة مجوهرات “بانتير دو كارتييه”، أُطلقت في العام 1930، وكانت عبارة عن سوار من أحجار خرز مرجانيّة مع مشبك يوحي لنقشة النمر، من الألماس والأونيكس.
الإبداع الأكبر، كان عام 1935، عندما قدّمت كارتييه هذا الرمز بتأثير ثلاثيّ الأبعاد، مع خاتم من الذهب الأصفر والمينا الأسود، يصوّر نمرين مواجهان لبعضهما، يتوسّطهما حجر من الياقوت.
واستمرّ إبداع كارتييه لهذه الأيقونة، مع حلية صنعتها خصيصًا لدوقة ويندسور عام 1948، وكانت المرّة الأولى التي يتمّ تصوير النمر فيها بالكامل، وقد طلبت الدوقة صناعة زوجًا من الأقراط لتنسيقه معها.
الدوقة أُغرمت بهذا التصميم، وحصلت في العام 1949 أيضًا على مشبك للملابس (Brooche) ثلاثيّ الأبعاد، ترصّع بالياقوت الأزرق والألماس الأبيض والأصفر. ويجلس هذا النمر على كابوشون من الياقوت بوزن 152.35 قيراط.
في العام نفسه، أبهرت Cartier عالم المجوهرات مع حلية تصوّر نمرًا معلّقًا من الوسط، من البلاتينوم مرصّعة بالألماس، الياقوت والزمرّد، طلبتها امرأة فرنسيّة من الطبقة الراقية تدعى Daisy Fellowes.
إبداعات رائعة مع مرور السنوات
استمرّت Cartier بتصميم مجوهرات مذهلة تصوّر حيوان النمر، وذلك مع أقراط طلبها الأمير صدر الدين آغا خان، من الياقوت والماس والزمرّد، إضافة إلى مشبك للملابس يمكن أيضًا أن يكون مشبكًا لقلادة من اللؤلؤ، وكذلك سوار يصوّر نمرين يواجهان بعضهما، وذلك كان عام 1958.
المجوهرات المذهلة المستوحاة من النمر استمرّت بإثبات حرفيّة الدار، وقد شملت خواتم وأقراط أطلقتها عام 1963، وسوار عام 1967، ومشبك للملابس عام 1968، واثنين آخرين عام 1969، وآخر عام 1980.
في العام 1988، قدّمت كارتييه قلادة وسوارًا من الذهب الأبيض والأصفر، ومشبكين للملابس لاحقًا في العام نفسه يصوّر كلّ منهما نمرًا يجلس على غصن شجرة، وبعدها سوارًا لنمرين بمواجهة بعضهما من الذهب الأصفر والمينا الأسود.
وهكذا، تحوّل النمر إلى أيقونة كارتييه
مع كلّ هذه الإبداعات المذهلة، أصبح “بانتير دو كارتييه” رمزًا أساسيًّا في هوية الدار، وتوالت الإبداعات مع إصدارات مجوهرات وساعات مذهلة بأشكالها والأحجار المرصّعة بها، تطلّ في كلّ عام بخيارات تبهر عشّاق المجوهرات الفريدة، وتشكّل أيضًا مجوهرات مذهلة للعروس.
كذلك، حرصت كارتييه على أن يكون رمز “بانتير دو كارتييه” عنصرًا ملفتًا يزيّن مختلف أكسسواراتها، مثل الحقائب وغيرها.
وختامًا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ “بانتير دو كارتييه” يجسّد الأنوثة والقوّة، وهما صفتان ترافقان سفيرات الدار لهذا الرمز، ومن بينهنّ ياسمين صبري التي تزيّن معظم إطلالتها بابتكارات كارتييه، كما في إطلالتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائيّ، زكذلك فاطمة البنوي التي اختارتها الدار سفيرة لها، والتي تعدّ من سعوديات شاركن في حملات أهم الدور العالميّة.