بابلية تربعت على عرش صناعة العطور في التاريخ

بابلية تربعت على عرش صناعة العطور في التاريخ

بابلية تربعت على عرش صناعة العطور في التاريخ

نخبركِ اليوم عن بابلية تدعى تابوتي بيلاتكاليم، وهي مهندسة كيميائية، تربعت على عرش صناعة العطور في التاريخ، فكيف تمكنت من ذلك؟

ias

يعتبر العطر من أبرز المستحضرات التي لا يمكن الإستغناء عنها مطلقًا، ورغم تطور العطور عبر التاريخ بطرقة مذهلة، لا يزال خبر اكتشاف هذا المستحضر يشغل أذهاننا! وقد يهمكِ الإطلاع على افضل العطور النسائية المركزة وكيفية اختيارها.

امرأة لها الفضل في نشاة العطور

قد يظن أغلبنا، أن منشأ العطور يعود إلى الدولة الفرنسية، التي كانت الراعي الأساسي لهذا لإبتكار، لكن هل كنتِ تعلمين أن هذا المستحضر ابتكرته امرأة بابلية عراقية، وهي مهندسة كيميائية فضلًا عن كونها ربة منزل وأم لأطفال وتدعى تابوتي بيلاتكاليم؟

توصل الباحثون إلى أن أول صانعة للعطور كانت امرأة من بابل تعرف باسم «تابوتي» في الألفية الثانية قبل الميلاد، بالنظر إلى المخطوطات الحجرية القديمة، التي تقول إن تابوتي كانت أول من كتبت رسالة عن صناعة العطور وطورت تقنياته المختلفة بما في ذلك التقطير، والتشبع البارد، والصبغة، واستخراج الرائحة، كما طورت أيضًا تقنية لاستخدام المذيبات – مثل الماء المقطر والكحول – لجعل الروائح أخف وزنًا وأطول تأثيرًا من أي زيوت عطرية أخرى.

الأمر الذي جعل هذه المبتكرة تحوز على لقب «المشرف» لدى العائلة المالكة، كما أشرفت بنفسها على الأسرة بأكملها وصنعت العطور لها، وتوضح إحدى وصفاتها الباقية مرهمًا عطريًّا مخصصًا للملك مصنوعًا من الزهور والزيت ونبتة الكالاموس. ونذكرك بأغلى عطور العالم التي تتخطى أسعارها التوقعات.

العطر لم يتم ابتكاره لأغراض تجميلية في البداية

يبدو أن ابتكار العطر في البداية لم يكن لأسباب تجميلة فقط، حيث وجد علماء الآثار سجلًا لأعمال تابوتي في النصوص المسمارية، حيث كانت تصنع الزيوت العطرية ليس فقط كروائح لأغراض تجميلية، ولكن أيضاً لأغراض طبية وللطقوس الدينية.

واللافت أن الخبراء وعلماء الآثار وجدوا اسم “تابوتي” مكتوبًا على شكل “نقش”على زوج من الألواح المسمارية المكتشفة خلال عمليات التنقيب في جنوب تركيا، والتي كانت جزءاً من بلاد ما بين النهرين البابلية في الألفية الثانية قبل الميلاد.

على الألواح الطينية سجلت “تابوتي” تركيبات العطور التي استخدمتها والخطوات التي اتبعتها لإنتاج الروائح، ولحسن الحظ يعرف العلماء ما يكفي من اللغة المسمارية لإمكانية ترجمة هذه النصوص. واطلعي أيضًا على أسباب شُهرة عطور أُطْلِقَت منذ أعوام عدّة وما زالت الأنجح.

كما كشفت النصوص المسمارية أن الكيميائية “تابوتي” استخدمت، لصنع عطورها القديمة، مزيجًا من أنواع الزهور المختلفة، والزيت، والقصب، التوابل، البلسم، وكانت تخلط تركيباتها المختلفة مع الماء أو المذيبات الأخرى، وتقطيرها ثم ترشح منتجها السائل عدة مرات لتكوين تركيبة عطر بابلي أنقى وأكثر تركيزاً.

ومن هذا الخليط البسيط من مكونات عطر الكيميائية “تابوتي” تمكن صائغوا العطور اليوم من إعادة إنشاء أقدم عطر تم تسجيله في التاريخ البشري.

العطر في العصور الوسطى لم يكن للتجميل

الجدير بالذكر أن الأوروبيين خلال العصور الوسطى، كانوا يعتقدون بأن الهواء السيء يجلب المرض، وهو ما دفعهم لحمل كرة من المواد المعطرة داخل حقيبة مفتوحة جميلة لدرء العدوى والحفاظ على الهواء من حولهم نظيفًا.

كما أن فكرة العطور الزيتية الشخصية لم تنتشر بينهم، لكنهم في المقابل اكتشفوا أن الزباد والخروع والمسك والعنبر وغيرها من العناصر، كانت موادًّا أساسية رائعة للروائح، وحملوا أكياسًا تحتوي على خليط منها لتعطير ملابسهم أيضًا.

لكن أول عطر للجسم صنعوه في تلك الفترة كان يُعرف باسم مياه المجر، لأنه يُعتقد أنه جرى تصنيعه لملكة المجر خلال القرن الرابع عشر، وكان يحتوي على الكحول المقطر والأعشاب التي يرجح أنها كانت إكليل الجبل والنعناع.

بهذه الطريقة اتجهت العطور من ايطاليا إلى فرنسا

من اللافت أنه بحلول القرن الـ 14، برز وقتها الإيطاليون الذين بدأوا بإتقان عملية صنع العطور ، حيث بدأت العطور السائلة في استبدال العطور الصلبة، كما أعاد المستكشف ماركو بولو العديد من العطريات الفريدة من رحلاتهم التي حولت البندقية إلى مركز رئيسي لتجارة العطور.

لكن الفضل في نشر العطور في فرنسا، يعود إلى عروس إيطالية تدعى كاثرين دي ميديسي، وهي إيطالية ثرية تزوجت من الملك الفرنسي في عام 1519، وكان لها الفضل في جلب العطور إلى بقية أوروبا. ابتكر عطارها الإيطالي، رينيه لو فلورنتين، عطرًا مميزًا لها من زهر البرتقال والبرغموت، كما ساعد النبلاء الآخرون مثل الملكة إليزابيث ملكة المجر في نشر شعبية العطور في جميع أنحاء أوروبا.

بابلية تربعت على عرش صناعة العطور في التاريخ
بابلية تربعت على عرش صناعة العطور

فكان أول عطر حديث (زيوت ممزوجة بمحلول كحولي) هو ماء المجر، وكان هذا العطر عبارة عن مزيج من الليمون وزهر البرتقال والزعتر وإكليل الجبل.

وقد يكون انتشار العطور في فرنسا يعود إلى القرن الـ 16، خاصة بين الطبقات العليا والنبلاء، بمساعدة “محكمة العطور”، المحكمة التي أسسها لويس الخامس عشر، بحيث تم تعطير كل شيء: الأثاث والقفازات والملابس الأخرى، كما ساعد اختراع ماء كولونيا في القرن الـ18 على استمرار نمو صناعة العطور. 

في الختام، إطلعي على أسباب شُهرة عطور أُطْلِقَت منذ أعوام عدّة وما زالت الأنجح.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية