بحضرة موسيقى الجاز كان لياسمينة لقاء مميز مع المغنية السعودية لولوة الشريف، التي تميزت بلون فريد من خلال مشاركاتها الغنائية في المملكة.
تمكنت المغنية السعودية لولوة الشريف من طبع بصمتها الخاصة في عالم الغناء، لتكون من ضمن الأسماء المحلية التي تفردت بتجسيد عشق فن “الجاز” الكلاسيكي، فتابعي حوارنا معها بعد أن تلقي نظرة على مغنيات سعوديات شابات بأصوات تستحق العالمية.
بدايةً ومن خلال اطلعنا وجدنا أنك عملت لفترة في مجال الصحافة كيف وجدت نفسك في مجال الغناء والموسيقى، وكيف طوّرت من هذه الموهبة والصوت الذي لديك؟
بدأت في العمل بمجال الصحافة في أحد الصحف المحلية عام 2013 وذلك بالمزامنة مع بداياتي في عالم الفن والغناء، وقتها كنت أمارس شغفي إلى جانب عملي، وبعد أن أتممت 4 سنوات من العمل في الصحيفة قررت ترك مجال الوظيفة الروتينية وإطلاق العنان لموهبتي وتكريس وقتي لها، وخصوصًا في ظل بروز أسمي في مجال الغناء بالمناسبات الخاصة كالأفراح وغيرها، وانغمست في تعلم الموسيقى بدعم كبير من عائلتي وزملائي في المجال الفني، الذين كنت أتدرب معهم حتى أصبحت أغني باحترافية، ولكني لم أخضع وقتها لأي تدريبات صوت متخصصة، وها أنا الان أبدأ بتلقي تدريبات خاصة لصقل صوتي ومساعدتي على تحسين نقاط الضعف لدي.
واجهت مشاعر الرهبة والخوف التي بداخلي ليصبح المسرح منزلي الذي ولدت من أجله
الصعود على المسرح يحتاج إلى جراءة وحضور قوي، هل كانت تتمتعين بذلك منذ بداياتك؟
منذ طفولتي كنت أتمتع بالجرأة وأحب المسارح حتى وصلت إلى سن المراهقة، وقتها تبدل هذا الشعور وبدأت أشعر بالخوف والحياء من الأداء أمام الناس، وكان هذا الخوف ينمو بداخلي نتيجة لتنمر البعض عليّ في طفولتي، لذا كنت في بداياتي في الغناء أشعر بكثير من الرهبة والخوف، ولكنني كنت أقاوم هذا الشعور وأقوي نفسي ولا أرفض أي فرصة، فكان لديّ أيمان قوي أن طريقتي الوحيدة لتخلص على هذا الشعور هي بالمواجهة، وفعلًا استطعت تخطي مخاوفي بكل ثقة وأصبح المسرح هو منزلي الذي ولدت لأكون عليه.
نجد أنك تميزت بأداء لون معين في انتقاء الأغاني والموسيقى وتحديدا “الجاز” فما هو السبب في ذلك، وما هي أغنيتك المفضلة التي تحبين أداءك بها؟
أعتقد أن بداياتي في حب موسيقى الجاز جاءت من أفلام ديزني الكرتونية في أيام الطفولة، فبدأ حبي لموسيقى الجاز والبلوز في سن متقدم ووجدت ذاتي في هذا اللون الذي يشعرني بالتحرر بدون قوانين، كما أخترت أن أغنى بهذا اللون لأحبب المجتمع السعودي والأجيال الجديدة بموسيقى “الجاز” التي قد لا تكون مألوفًة لدى البعض، وأهدف مستقبلًا لتأليف أغاني “جاز” بنكهة سعودية وبلهجتنا المحلية، وأكثر أغنية أحب غناءها هي summertime للفنانة العظيمة ella Fitzgerald.
لولوة لم تتردد في ان تغني في المناسبات أو المقاهي أو في العروض، ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت على المسرح وأعين الناس وأسماعها معك؟
أعتقد أن أي إنسان يبدأ من الصفر سينجح، وأن الفنان الحقيقي هو الذي يُمارس شغفه بحب في أي مكان سواء كان مقهى أو مسرح كبير، أو حتى في الشارع، فكل الفنانين العظماء بدأوا في العزف والغناء من هذه الأماكن، وأداءي في هذه الأماكن يشعرني بالقرب أكثر من الحضور، حيث يمكنني أن أكون معهم ببساطة وكأننا عائلة واحدة، فأتداخل معهم وأشعر بأحاسيسهم وطاقتهم، وهذا ما يمكنني من الأداء بشكل مميز، أما الغناء على المسرح فيظهر جانب مختلف يعكس ذاتي وخصوصًا عندما تكون طاقة الحضور قوية.
مشاركتي في مسرحية “أنا امرأة” من أهم إنجازاتي
ضمن أحد إنجازك هو مشاركتك في أغنية حواء مع نخبة من المواهب السعودية برفقة قصي، حدثينا عن هذه التجربة، وزودينا بنبذة عن أهم تجاربك الغنائية المتنوعة، وما هو أهم إنجاز بنسبة لك؟
كانت تجربة “حواء” لطيفة جداً، وشاركت بها لكونها تسلط الضوء على دور المرأة المهم في كل المجتمعات، وأعتقد أن إنجازي الأهم حتى الان هو مشاركتي في مسرحية ” انا امرأة” التي كانت في شهر مايو الماضي بالتعاون مع المخرجة والممثلة الرائعة لنا قمصاني، والتي تناولت قصص ملهمة تلامس كل امرأة في العالم بمشاركة 12 سيدة، فكانت تلك التجربة ناجحة جدًا وأثرّت بي كثيرًا، وأعتبرها من أحد المسرحيات الفريدة من نوعها في السعودية، وخصوصًا لكونها تمتعت بأداء نسائي بحت.
أيضًا كان لديّ العديد من المشاركات المميزة في مناسبات مهمة مثل: مشاركتي بالغناء مع فرقة جاز من نيويورك على مسرح إثراء، والغناء بحفل ملاكمة البحر الأحمر في جدة بحضور وزير الرياضة، والمشاركة في الغناء ببرنامج “توب شيف”، والغناء في عشاء WWE في جدة، وحضور ورشة المسرح الموسيقي لوزارة الثقافة، والمشاركة في الغناء في حفل “مدل بيست” بوجود مجموعة من الفنانين العالميين، وأخيرًا الأداء في سكيتش “أنا نجم”.
وبحديثنا عن تجربة أغنية “حواء” تابعي مواهب نسائية سعودية تتشارك في انتاج أغنية “حواء”، وياسمينة تلتقي ” Dj Viva”.
لم أتصوّر نفسي في التمثيل المسرحي… ولكني نجحت
ما هي أصداء عرض أنا نجم الذي يُقام حاليا في الدمام، وماذا أضافت لك هذه التجربة؟
“أنا نجم “هي مسرحية سعودية من إخراج الممثل الرائع اماوري، بدأ عرضها من 20 أغسطس الجاري، وتعتبر هذه التجربة من التجارب العظيمة لأن السكيتش عبارة عن قصة واقعية يتخللها أداء غنائي وتمثيلي راقص، وهو نوع جديد ومختلف في السعودية، فهو عمل مسرحي “حيّ” له طعم آخر ويجسد فن حقيقي لمجهود كبير ومتعة في ذات الوقت، ورغم أنني لم أتصوّر أن أخوض تجربة التمثيل المسرحي إلا أنني آمنت بنفسي وقدمنا عروض رائعة.
أخيرًا، ما هي تحضيراتك الحالية والمستقبلية في مجال الغناء والعروض؟
بكل فخر وسعادة أعلن أنني سأشارك بمهرجان “الجاز” في البحرين في شهر نوفمبر المُقبل، بالإضافة لمشاركتي في فعالية عالمية بمشاركة فنان عالمي على مسرح إثراء في شهر ديسمبر، وأعمل في هذه الأثناء على التعاون مع فنانين آخرين لإطلاق أغاني أصلية لي، كما أنني أقوم حاليًا بصقل مهاراتي في التمثيل الذي وجدت به نفسي بقوة.
وعن المستقبل أطمح لأن أغني في نيويورك كفنانة سعودية مع موسيقيين مختلفين لتبادل الثقافة الموسيقية ولأمثل نفسي وبلدي أيضًا.
ختامًا، وضمن إطار الموسيقى والفن تابعي ايقونات الفن السعودي في الزمن الجميل.
