المصمم اللبناني العالمي سعيد قبيسي يروي تفاصيل إبداعه وتأثره بالملكة رانيا في عالم الأزياء

المصمم اللبناني العالمي سعيد قبيسي يروي تفاصيل إبداعه وتأثره في الملكة رانيا بعالم الأزياء

الصورة من حساب إنستغرام الرسمي saiidkobeisy@

من قلب بيروت النابض بالإبداع، إلى ساحة الأزياء العالمية، يسطع اسم المصمم اللبناني العالمي سعيد قبيسي كأحد أبرز الأسماء في عالم الموضة.

ias

لا يقتصر تأثيره على تصاميمه المبهرة التي تحاكي الجمال والرفاهية فحسب، بل يمتد ليشمل قصصًا حيّة من تاريخ الأزياء، حيث يحمل كل تصميم بصمة من ثقافات متنوعة وإرث إنساني عريق.

لقد كانت إحدى اللحظات التي لا تُنسى في مسيرته عندما اختارته جلالة الملكة رانيا العبدالله لتصميم فستان خاص بها، حيث تميز هذا التصميم بالدقة الفائقة والحرفية العالية التي جعلت منه قطعة فنية تليق بعظمة ملكة.

في هذه المقابلة الخاصة مع “ياسمينة”، نغوص في عالم سعيد قبيسي، الذي يجمع بين الماضي والحاضر، ويضع لمسته الفاخرة على كل ما يلمسه. سيأخذنا قبيسي في رحلة من الإلهام والتحديات، ليكشف لنا كيف تلتقي تقاليد الموضة مع الابتكار في تصاميمه، ليخلق جسرًا يربط بين الأناقة الكلاسيكية والحداثة التي لا تقاوم.

مصدر إلهام تصاميم سعيد قبيسي

من أين تستوحي أفكارك عند العمل على مجموعاتك الجديدة؟

أستوحي أفكاري بعمق من القصص المتجذرة في ثقافات متنوعة، من عصور تاريخية غنية ومن مناظر طبيعية تنبض بالحياة. كل مجموعة تبدأ برحلة استكشافية إلى عالم مليء بالحكايات والنقوش والمشاعر التي تغذي الإبداع.

بالنسبة لي، عملية الإبداع هي ترجمة هذا الإلهام إلى قطع فنية قابلة للارتداء، لكن تبقى خالدة في الذاكرة والزمن. من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الحرفية التقليدية، أسعى إلى خلق تصاميم لا تجسد الجمال فحسب، بل تحمل في طياتها روحًا حية، تمنح صاحبها شعورًا عميقًا بالاتصال بكل تفصيل فيها.

كيف تنجح في المزج بين الطابع الشرقي والتفاصيل العصرية في تصاميمك؟

جمال الموضة الشرقية يكمن في خطوطها المنسابة والمتدفقة، في القفطان، العباءة أو الكاب ذات الأكمام الواسعة، كلها مترسخة بالأناقة والرقي.

ومع الألوان التي تعكس الطابع الفخم مثل الأخضر الزمردي أو الأحمر الياقوتي، والألوان الترابية المحايدة والتنسيقات المتباينة الجريئة، تمنح هذه العناصر تأثيرًا بصريًا لافتًا.

في الوقت نفسه، نُوازن بين هذا التراث العريق من خلال دمج القصات الحديثة مع التقنيات المبتكرة والتفاصيل المعاصرة التي تتناغم مع ذوق الجمهور العالمي اليوم.

لحظة خالدة: تصميم فستان لجلالة الملكة رانيا العبدالله

هل هناك شخصية حلمت بأن ترتدي من إبداعاتك؟ وكيف كان شعورك حين تحقق ذلك؟

إحدى اللحظات الأكثر تقديرًا في مسيرتي كانت شرف تصميم فستان مخصص لجلالة الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن. كانت تفاصيل الفستان مستوحاة بعناية من عظمتها الفريدة، ما شكل تحديًا يتطلب دقة متناهية في التنفيذ. وبعناية تامة، سعيت لتسليط الضوء على سحر الملكة وجاذبيتها العربية من خلال أدق التفاصيل، مع الحرص على أن تنسجم كل غرزة وزخرفة ولون وقَصَّة بشكل مثالي لتعكس رقيها. هذا الدمج بين الإبداع والحرفية كان له تأثير بالغ، مما جعل هذه اللحظة انتصارًا مهنيًا لا يُنسى في رحلتي الفنية.

السرّ وراء النجاح العالمي للموضة اللبنانية

برأيك، ما الذي يجعل الموضة اللبنانية تكتسب حضورًا عالميًا؟

لقد أحدثت الموضة اللبنانية تحولاً كبيرًا في مشهد الأزياء العالمي من خلال تقديم جوهر شرقي مميز، بحيث يجسد كل مصمم حرفية استثنائية وتفاصيل تصميم فاخرة، مما يعكس مزيجًا فريدًا بين التراث الثقافي والرفاهية الحديثة. وفي التقاليد الشرقية، تعتبر الموضة رمزًا للمكانة الرفيعة والفن المتقن، مما جعل الموضة اللبنانية تبرز كمنارة للأناقة وقوة يُحتسب لها في الساحة العالمية.

ما هي النصيحة الأهم التي تقدمها للمصممين اللبنانيين الراغبين في دخول هذا المجال؟

الموضة تجسد الفردية بدلاً من الانصياع لما يعتبر رائجًا. كمصمم أزياء، دورك يتعدى مجرد إنشاء الملابس، لديك القدرة على توحيد الأفراد المختلفين للاحتفاء بتفردهم. تابع أحدث التقنيات واستخدمها بحكمة، دعها تعمل لصالحك ولا تتركها تفرض نفسها عليك. لا تخف من البدء بخطوات صغيرة والتفكير في الصورة الأكبر، لكن ابدأ دائمًا بهدف قابل للتحقيق.

الأناقة الخالدة في مجموعة خريف- شتاء 2024 و 2025

ما الذي ألهمك لتصميم قطع مجموعة خريف- شتاء 2024 و 2025؟

تم استلهام مجموعة خريف- شتاء 2024 و 2025 من الأناقة الخالدة والتراث الفني للحضارة المينوية. هذه الثقافة القديمة، التي اشتهرت بمزيجها الفريد من العظمة والقوة، تركت أثرًا في نفسي كمصمم.

رغبت في إعادة تصور إرثهم الفني من خلال منظور عصري مع خلق تصاميم تُكرم روحهم النابضة بالحياة، بين الألوان، الأنسجة والتقنيات المبتكرة في هذه المجموعة التي عكست سردًا يربط بين الماضي والحاضر، مظهرًا الجمال الدائم للتاريخ ومتطلعًا نحو المستقبل.

ما نوع الأقمشة والتقنيات التي اخترتها لتعكس هوية هذه المجموعة؟

تم اختيار الأقمشة بعناية لتعكس الجوانب الرقيقة والفاخرة التي تأثرت بها الحضارة المينوية، حيث يبرز التافتا والساتان سلاسة وأناقة التصاميم، بينما يضيف الكريب والتول مرونة وابتكارًا.

كما يُعزز الأورغنزا من حجم القطع، مستحضرًا عظمة وفخامة المجموعة. بينما أضافت طبقات الأورغنزا ثلاثية الأبعاد، مع تشكيل الأقمشة والظلال الواسعة لمسة عصرية ومبتكرة على التصاميم.

ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال هذا العرض؟

تُعد هذه المجموعة احتفالاً بالتناغم بين التأثيرات التاريخية والحرفية المتقدمة، حيث تُظهر التزامًا بالحفاظ على التراث مع احتضان الابتكار.

التصاميم تكرّم القوة والتميز وفن الأزياء، لتحاكي الجمهور إلى رؤية صيحات الموضة كوسيلة عميقة للتعبير عن الثقافة والتواصل الأبدي بين الماضي والحاضر.

الأسئلة السريعة بعنوان “لو”

لو لم تكن مصمم أزياء ما المجال الذي كنت ستختاره؟

في مجال الصحة.

لو أتيحت لك فرصة تصميم زي لفيلم عالمي، أي فيلم تختار؟

 Maleficent.

لو طلب منك تصميم فستان لإحدى أميرات ديزني، من ستختار؟

إلسا..ملكة الثلج.

لو تمكنت من التعاون مع أي مصمم عالمي، من سيكون؟

مع دار ديور Dior.

لو كان عليك اختيار لون واحد فقط لمجموعة كاملة، ما اللون الذي تختاره؟

الأبيض.

لو أعيد الزمن إلى بداياتك، ما القرار الذي كنت ستتخذه بشكل مختلف؟

كل اختيار، سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، ساهم في رحلتي، وأؤمن حقًا أن كل خطوة (النجاحات والتحديات) قد لعبت دورًا في تحديد من أنا وما أفعله. إنه انعكاس للنمو والهدف والشغف الذي يتكامل معًا.

لو أتيحت لك فرصة تقديم عرض أزياء في أي مدينة في العالم، أين سيكون؟

باريس.

لو طلب منك وصف تصاميمك بكلمة واحدة، ماذا تقول؟

العظمة أو الفخامة.

إقرئي أيضاً

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية