يعتبر القط العسيري بنقوشاته الهندسية وألوانه المبهجة مصدرًا تراثيًا ملهمًا للعديد من المختصين في مجال الموضة والأزياء لتقديم عبق التراث بحلّة عصرية.
أحيا مصممون سعوديون فن القط العسيري من خلال قطع رائعة جسدت أصالة تاريخ وماضي المنطقة الجنوبية في المملكة التي أشتهر بها هذا اللون المميز، والذي تتواجد نقوشاته في الثوب المجنب زيّ المرأة العسيرية السعودية.
نبذة عن القط العسيري
أُدرج فن “القط العسيري” ضمن قائمة التراث غير المادي في اليونسكو منذ عام 2017، ويُعد أحد الفنون التجريدية التي اشتهرت بها منطقة عسير جنوب المملكة، ويُميز هذا الفن الخطوط الهندسية وألوانها البديعة التي تجمع بين اللون الأسود، والأحمر، والأصفر، والأزرق، والأخضر، والبرتقالي.
وكان هذا الفن خاصًا بتزيين العمران والمنازل، والذي كانت تمارسه النساء الجنوبيات في المملكة بحرفية كبيرة ميزنّ بها الطابع العمراني في المنطقة، وتعتبر الفنانة فاطمة أبو قحص-رحمها الله- من رائدات هذا الفن في العصر الحديث حيث قامت بتزيين المزارات السياحية بحرفية بمسيرة امتدت نحو الـ70 عامًا، فزينت بنقوشات القط العسيري كلًا من: حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان (مسمار) الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، ومدخل فندق قصر أبها، ونالت عدد من الجوائز نظير حفظها لهذا التراث الأصيل مثل جائزة أبها لعام 1418هـ، في الخدمة الوطنية، كما تم انتقاء اسمها كأشهر شخصية تراثية في مهرجان الجنادرية عام 2007.
القط العسيري في الأزياء والمنسوجات
وعلى الرغم من كون هذا الفن التراثي برز في العمران، إلا أنه أصبح يظهر اليوم في كثير من المنتجات والملابس والمنسوجات، وكباقي العناصر التي تجسد التراث السعودي أهتم المصممون والمصممات بإدخال هذه النقوشات إلى تصاميمهم لمنح قطعهم لمسة من الأصالة.
فوجدنا نقوشات القط العسيري في العباءات والأزياء العصرية لترمز بفخر للهوية السعودية، وتمنح تلك القطع مظهرًا جماليًا ينتمي لحضارة وثقافة المملكة، وشهدنا تألق العديد من المؤثرات السعوديات بهذه الأزياء خلال عدّة مناسبات، ومنها مناسبات رياضية وفنية عالمية.
وبكل بساطة امتد إلهام هذه النقوشات التراثية لنحو أبعد ليشمل أيضًا المنتجات المنزلية والخزفية، والديكورات واللوحات الجدارية ليتم إحياء هذا الفن من جديد في المنازل بأشكال متعددة، بل وتبنت العديد من الجهات الرسمية الحكومية المتمثلة في هيئة التراث، تعليم هذا الفن للأجيال الجديدة، وأيضًا جهات خاصة كانت من ضمنها سيدة الأعمال الفرنسية “سيسيليا” التي تحتفي بتراث الحِرَف السعودية في Bonjour Saudi، وتقدم ورش عمل خاصة بتعليم فن القط العسيري.
وحول حديثنا عن الألوان التراثية في السعودية، تعرّفي معنا على 4 مصممات سعوديات متخصصات في الأزياء التراثية التقليدية.