نعود بك عبر الزمن لنسرد لك القصة المأساوية لملكة القلوب علياء الحسين وظروف رحيلها الغامضة، والتي لا تزال حتى الآن متداولة وتشد فضول الكثيرين.
تعتبر الملكة علياء الزوجة الثالثة لملك الأردن الراحل الحسين بم طلال، وواحدة من أجمل زوجاته وأكثرهنّ شعبية لدى الشعب الأردني الذي أحبها بصدق ولقبها بـ “ملكة القلوب”، ولك أن تشاهدي صور زوجات الملك حسين الأربعة: وهل تتفوّق الملكة رانيا عليهنّ؟
حياة ونشأة الملكة علياء
من عائلة أرستقراطية ولدت علياء بهاء الدين طوقان أبنة السفير الأردني السابق في المملكة المتحدة في القاهرة عام 1948م، تنقلت في نشأتها في عدة بلدان حول العالم تبعًا لمنصب والدها وتنقلاته كسفير بين عدّة عواصم منها: أنقرة،و لندن، وباريس، وروما، وواشنطن، لذا اتقنت اللغة الإيطالية، والإنجليزيةوالتركية، وتلقت تعليمها في مدرسة الكنيسة في لندن، ومركز روما للفنون الليبرالية، وكانت ناشطة في مجالات عدّة كالكتابة والرياضة.
كانت الملكة علياء في صباها تطمح لأن تحذو حذو والدها وبأن تشغل منصبًا دبلوماسيًا، وهذا ما كان غير مألوف في تلك الحُقبة على النساء، وتخرجت من كلية هانتر عام 1971م، بتخصص ثانوي في العلوم السياسية، وفي علم النفس الاجتماعي والعلاقات العامة، وعملت ككاتبة طابعة في قسم السفر بشركة أمريكان إكسبرس في نيويورك، وعند عودتها تقيدت منصب مسؤولة العلاقات العامة لشركة الطيران الأردنية، وكان والدها الداعم الأول لها لتحقيق طموحاتها.
اللقاء الأول بالملك حسين
رغم أن الملك حسين كان يعرف علياء منذ طفولتها أثناء العطلة المدرسية التي كان يقضيها في منزل السفير اثناء دراسته في كلية فيكتوريا بالقاهرة، إلا أن تواجدها في احتفال عائلي جمعهما في عام 1971م كان بداية شرارة الحب بينهما، وقتها لفت جمالها الملك حسين وسأل عن هويتها، لتجمع بينهما علاقة صداقة لعدة أسابيع، ومن بعدها تم إعلان خطبة الملك حسين من علياء رسميًا، وهذا ما أحدث ضجة في الشارع الأردني حيث كان الملك لا يزال متزوجًا من زوجته الثانية منى.
زوجها وحصولها على لقب “ملكة”
تم زواج الملك حسين من علياء طوقان في 24 ديسمبر عام 1972م، وتحوّل اسمها من علياء طوقان إلى الملكة علياء الحسين وكانت بذلك أول زوجة للملك حسين تنال لقب “الملكة”، كما أنها كانت أول من رافقته في زياراته الخارجية، حيث كانت معه في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في عام 1973م، أنجبت الملكة علياء عام 1974م الأميرة هيا، ومن ثم أنجبت عام 1975م الأمير علي، كما كان لدى الملكة علياء والملك الحسين أبنه بالتبني اسمها “عبير محيسن”، والتي فقدت والدتها عام 1973م في حادث سقوط طائرة سوفيتيه على منزلهم في مخيم اللاجئين في عمّان، وتخلى عنها والدها وهي في عمر الستة أشهر.
دورها الإنساني والسياسي
لعبت الملكة علياء الحسين دورًا بارزًا بصفتها “ملكة”، فتقلدت القلادة الهاشمية من الملك الحسين بن طلال، ومنحت رتبة عقيد فخرية من القوات المسلحة الأردنية، وعُرف عنها المشاركة في فعاليات تشجع عمل المرأة في الأردن، وشاركت في اجتماعات المؤتمر البرلماني النسائي الأفريقي العربي عام 1974، كما كان لها الأسبقية في المطالبة بدعم حق المرأة في التصويت في المملكة الأردنية.
وكانت الملكة علياء الحسين تشارك في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال إنشاءها لمكتب “الملكة”، وبسبب حبها للأدب افتتحت المكتبات في جميع أنحاء الأردن، وعُرف عنها أيضًا حبها للرياضات بشتى أنواعها وخصوصًا الرياضات المائية والتنس، واهتمت أيضًا في مجالات الفنون فكانت صاحبة فكرة تأسيس مهرجان جرش للفنون، كما أسست مركز هيا الثقافي للأطفال وفرقة الفلكلور الوطنية.
كانت الملكة علياء حلقة الوصل بين الشعب الأردني والملك الحسين، فكانت تتلقى رسائل المواطنين وتتابعها باهتمام، وتحرص على ايصالها للملك، فكانت تحب الخير لذلك عشقها الأردنين وأحبوا طيبتها وعطائها.
حادث وفاتها
بحادث تحطم مروحية عسكرية توفيت الملكة علياء في يوم 9 فبراير من عام 1977م، خلال رحلة عودتها من زيارة تفقدية إلى مستشفى الطفيلة في جنوب الأردن، حيث ذهبت للاطمئنان على حال المرضى والتأكد من صحة الرسائل التي تلقتها، ورغم تحذيرات الملك حسين من القيام بالزيارة ذلك اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية، إلا أنها أصرّت على الذهاب، وراح ضحية الحادث الملكة علياء ومرافقها الخاص، ووزير الصحة محمد البشير والطيار بدر الدين ظاظا، والطبيب العسكري مهند الخض.
تم تأكيد خبر الوفاة عبر الإذاعة والتلفزيون، وأعلن الملك حسين عن الحداد لمدة سبعة أيام في أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية، وبكاها الملك حسين بحزن شديد، واحياء لذكرى وفاتها الأربعين تم إطلاق أسمها على المطار الدولي والقاعدة الجوية في العاصمة عمّان، كما أطلق أسمها أيضًا على مركز القلب في مدينة الحسين الطبية.
يجدر الذكر أن هناك خلاف حول ملابسات وفاتها، حيث كان يعتقد البعض أن قصة “الحادث” مدبّرة،وبهذا تكون الملكة الراحلة علياء واحدة من الـملكات والأميرات اللواتي توفين في حوادث وقيل أنهنّ تعرّضن للاغتيال!