بين أحضان الأصالة العربية كان لنا شرف التحاور مع الفارسة والمدربة السعودية نورة الجبر في لقاءٍ عن شغف الخيول والرماية على ظهورها.
بمظهرها الذي استوحته من التراث العربي الأصيل تفردت الفارسة والمدربة السعودية نورة الجبر بمجالها في الرماية على ظهور الخيل، والتقاط الأوتاد، لتكون بذلك أول سعودية تمثل المملكة في هذه الرياضات، وفي إطار الحديث عن السعوديات السبقات في هذا المجال ألق نظرة على أمل بنت فيصل أول سعودية تحصل على رخصة “خيّال”.
تخصصت أكاديميًا في مجال بعيد كل البُعد عن مجال الفروسية والرياضة فكيف كانت بداياتك في هذا المجال؟
بداية دخولي للمجال كانت مجرد صدفة تحوّلت إلى تجربة لامست القلب ومن ثم شغف وهواية أمارسها بشكل يوميّ، حتى طوّرت من أدائي -ولله الحمد- وحرصت أن أكون مدربة معتمدة في هذا المجال لكي أتمكن من نقل هذه الرياضة المميزة والمرتبطة فينا كعرب إلى غيري من السيدات في المملكة العربية السعودية والعالم العربي والغربي.
لم أترعرع وسط عائلة محبة للخيل
يُعرف عن النساء الخليجيات على وجه التحديد ارتباطهنّ الوثيق بالصحراء وحياة البادية الأصيلة فنجد اليوم نساء “صّقارات” و “فارسات” ومتسابقات في سباقات الهجن، حدثينا أكثر عن محيطك وهل له أثر لتصبحي فارسة ومدربة في مجالات الرماية والسباقات؟
يعتقد الكثيرون أنني قد ترعرعت في أسرة محبة للخيل والحياة البرية وفنون الرماية بشكل عام، ولكن في الواقع أنني الوحيدة في أسرتي التي وقعت في حب الخيل ومهارات الرماية والتقاط الأوتاد وفنون السيف، وأعتقد أن دخولي في مجال الفروسية العربية والقراءة عنها والتعمق فيها، جعلني كفارسة أبحث دومًا على كل ما هو مرتبط بالخيل وفنونه وبيئته وموطنه، حتى تملكتني الرغبة الشديدة لإحياء التراث العربي الثريّ من خلال الأزياء التي تتماشى مع الخيل العربية، واستعمال الأدوات التاريخية واكسسوارات الخيل القديمة، واقتناء أدوات الفارس من سيوف ورماح وأقواس.
مثّلت وطني السعودية في بطولة نسائية دولية لالتقاط الأوتاد في الأردن
نجد أنك عانيت في البداية من عدم وجود أكاديميات ومراكز تدريب احترافية مختصة في مجال الفروسية فهل تغيير الحال؟
تتوفر الان- ولله الحمد- العديد من أكاديميات تعليم فنون ركوب الخيل، ولكن لا توجد حتى الان مراكز لتعليم الرماية على الخيل والتقاط الأوتاد وفنون السيف كونه من المجالات الجديدة نسبيًا، لذلك نسعى جاهدين على إنشاء مراكز مختصة لتعليم هذه المهارات في مختلف أنحاء المملكة بالتعاون مع جهات مختصة بإذن الله.
حدثينا أكثر عن البطولات والنزالات التي خضتها حتى الان؟ وكيف كان وقع كونك أول سعودية في هذا المجال
كانت لي مشاركات محلية في بطولة الرماية على ظهر الخيل والتقاط الأوتاد المُقامة من قبل الاتحاد السعودي للفروسية، وكذلك مشاركة دولية في دولة الأردن ضمن بطولة نسائية كُبرى لالتقاط الأوتاد، حيث مثلنا فيها المملكة كأول منتخب نسائي سعودي لهذه الرياضة، وسعيدة جدًا بمشاركتي وكنت دائمًا أردد في الميادين أن العام المُقبل سوف يكون أجمل بوجود عدد أكبر من الفارسات والمشاركات في هذا المجال.
مهتمة جدًا باللغة العربية الأصيلة والشعر العربي أيضًا
نجد نورة الفارسة قد تقمصت صورة الخيّالة العربية من كل الجوانب من مظهر ولغة فهل من طقوس أخرى تمارسينها كإلقاء الشعر مثًلا؟
المظهر الخارجي يضفي لراكبي الخيل متعة لا توصف، فأستشعر جمال الماضي وحياة الفرسان قديمًا وأحاكي طبيعة معيشتهم المليئة بالقوة والعزة وهم على ظهور الخيل العربية، كما كان حبيّ للغة العربية وللقراءة أثرًا في زيادة شغفي للاطلاع على الكتب المتعلقة بمواضيع الخيل والرماية، وأحرص دومًا على استخدام مفردات اللغة العربية في حياتي اليومية حتى تكون خالية من اللغات الدخيلة، فلغتنا العربية هي لغة القرآن وهي مصدر فخر واعتزاز لنا، أما بالنسبة للشعر فنعم أنا مهتمة جدًا بقراءة الشعر العربي.
في مجال التدريب من هُنّ السيدات المهتمات بتعلم فنون الفروسية والرماية؟
أجد أن هناك اهتمامًا من جميع السيدات بمختلف الفئات العمرية لتعلم الفروسية بجميع أنواعها، ولكن يبقى الاهتمام الأكبر للرماية وتحديدًا على الخيل، وأعتقد أن السبب يعود لرغبتهنّ في تعلم ما يشاهدنه في الأفلام التاريخية لتطبيقه على أرض الواقع، مما يجعلهنّ يشعرنّ بإحساس مميز وفريد.
ما هي أسماء الخيل الخاصة بك وما هي أهم ميزاتها؟
أملك 9 من الخيل العربية، وكل واحد منها له صفاته الخاصة وما يميزه عن غيره، وهم: سهم، جبر، شامخ، عز، أمجد، حيزوم، نورة، مزون، بارك الله فيهم جميعًا وحماهم.
المناسبات الوطنية من أهم أولوياتنا التي يتم التحضير لها
ختامًا، هل هناك تحضيرات لبطولات جديدة أو عروض خاصة، وهل بدأت تحضيرات اليوم الوطني؟
اتدرب بشكل يومي تحضرًا للبطولات، وأركز بشكل كبير على تهيئة متدرباتي للدخول في عالم البطولات وتحقيق أحلامهنّ في المشاركة وكسر حاجز الخوف والهيبة من الظهور مع مشاركين آخرين، وأحرص دومًا على الاستعداد لمناسبة اليوم الوطني ويم التأسيس ويوم العلم لارتباط هذه المناسبات بمجالنا، وأقدم شكري لدولتي العظيمة ولملكنا خادم الخرمين الشريفين -حفظه الله- الملك سلمان، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إتاحة الفرصة أمامنا كسيدات سعوديات في إبراز مهاراتنا في مختلف المجالات العلمية والرياضية وإثبات تمكننا وتميزنا للعالم.
تابعي في الختام فارسات سعوديات يقدمن عروضاً استعراضية في سوق عكاظ.