هي عالمة وباحثة في مجال أمراض نقص المناعة في مستشفى الملك فيصل التخصّصي ومركز الأبحاث بالرياض، كما أنّها أستاذة مشاركة في جامعة الملك سعود في الرياض، إنها مها المزيني، التي نالت أخيراً، جائزة لوريال في برنامج "من أجل المرأة في العلم".
وقد خصّت المزيني ياسمينة بحديث خاص حيال فوزها في الجائزة فضلاً عن أبحاثها التي تركّز على نوعَيْن مختلفَيْن من المرضى المُثبطين مناعياً، خصوصاً المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
الفائزة في جائزة لوريال عذراء المعولي: المرأة قادرة ان تفرض وجودها في أي مجتمع بكفاءتها
إليكم فيما يلي تفاصيل المقابلة:
كم كان صعباً بالنسبة اليك، كامرأة وسعودية، أن تحققي حلمك وتصلي الى هذه المرحلة المتقدمة من حياتك المهنية وتحصلي على التقدير والاعتراف من الاخرين؟ لا شك بأن المرأة العاملة تواجه صعوبات كثيرة خصوصاً في مجتمعنا المحافظ ولكن بالتوكل علي الله ثم مع العمل الجاد تهون الصعاب فالإنسان مطلوب منه الجد والاجتهاد والتوفيق لإرادة الله سبحانه.
من كان داعمك الأساسي خلال مسيرتك المهنية؟ وكيف تمكنت من تحقيق هذا النجاح؟
الفضل لله سبحانه وتعالي ثم الأسرة خصوصاً والدي والدتي كانا دائماً يقفان بجانبي ويساهمان في تذليل الصعوبات. على المرء دائماً أن يحسن عمله، ولذلك لا بد من أن يكون هناك جدية وتفان في العمل وتحديد الأهداف بشكل واضح.
تقومين بأبحاث تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية، فإلى أي مدى برأيك بات المجتمع العربي قادراً على تقبل هذا المرض واستيعابه؟ وإلى أي مدى يجب توعية شبابنا من خطورة الإصابة بهذا المرض؟
المجتمعات بشكل عام، ومجتمعنا بشكل خاص، تنظر بريبة وحذر لمرض نقص المناعة المكتسبة وهذا بالطبع له ما يبرره. كما يوجد نقص في الوعي لدى شريحة كبيرة حيال هذا المرض ولذلك من الضروري إيجاد برنامج توعية منتظمة ومستديمة من أجل معرفة الوقائع والحد من هذا المرض وخصوصاً بين الشباب.
تقومين أيضاً بأبحاث تتعلق بزرع الاعضاء، فإلى أي درجة بات مجتمعنا العربي قادراً على استيعاب أهمية هذه العملية وضرورتها؟ وما السبل برأيك لتوسيع انتشار وتشجيع هذه الفكرة الانسانية المهمة؟
الحمد الله هناك ترابط وتراحم بين أفراد المجتمع لدينا وعندما يأتي الامر لزراعة الأعضاء فكثير من أفراد الأسر يبادرون بالتبرّع لإنقاذ أحبائهم لكن وبسبب عوامل معينة، هناك نقص في إعداد المتبرعين ونتطلع انشاء الله لمزيد من التفاعل في هذا الشأن.
أين هي مها المزيني، المرأة، من الباحثة والعالمة والبروفيسورة؟ وما مدى قدرة المرأة فعلا على تحقيق التوازن بين عملها وطموحها المهني من جهة وحياتها الشخصية وعائلتها من جهة اخرى؟ وهل هي فعلا مضطرة للتضحية بشيء على حساب الاخر؟
الحمدالله أعيش مع عائلتي حياه طبيعية وأحاول قدر الإمكان ألاّ أنقل عملي إلى البيت وقد عوّدنا الوالدين من صغرنا أن هناك أوقات خاصة للعائلة ، لكن لا بد من أن يصاحب كل عمل بعض الصعوبات والحمدالله يتم التغلّب عليها بدعم الاسرة.
ماذا يعني لك اليوم استلامك لجائزة "لوريال-أونيسكو"؟ والى أي مدى يجب تكريم النساء اللامعات في مجتمعنا العربي؟
أنا اليوم سعيدة وفخورة لحصولي على هذه الجائزة، وأشكر الاهتمام الذي أولوه للمرأة العاملة في المجالات العلمية، وآمل في استمرار هذه الجهود لان المرأة تحتاج فعلاً إلى مثل هذا الدعم والتشجيع.
ان عادت بك الايام الى الوراء، هل كنت ستقومين بأي خطوة بشكل مختلف في حياتك؟ ولماذا؟
الحمدالله، أنا راضية بما وصلت له وهذا بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل دعاء الوالدين. وأود في الختام أن أقدّم شكري لوطني المملكة العربية السعودية التي أتاحت لي فرصة التعليم والدعم في إجراء الأبحاث.
الفائزة في جائزة لوريال نازك الأتب: وحدتنا ستغيّر نظرة العالم إلى المرأة