نكشف لكِ تفاصيل طقوس ليلة “الغُّمّرة”، الليلة التي تحاكي بها العروس السعودية تراث الأجداد، ونكشف لكِ عما إذا تم استبدالها بحفل “توديع العزوبية”.
بالثياب التقليدية التراثية، وسط الأهازيج الشعبية، ونقوش الحناء، تحتفل العروس السعودية مع قريباتها قبل يوم الزفاف بيوم “الغُمّرة” الذي تتمسك بطقوسه الكثير من العائلات السعودية حتى اليوم، وبحديثنا عن هذه الليلة التي يُطلق عليها “ليلة الحناء” في كثير من البلدان، تابعي أفكار لتنسيق موديلات فساتين ليلة الحناء بأسلوب عصري.
طقوس ليلة “الغُمّرة”
رغم أن عادة ليلة “الغُمّرة” قد بدأت بالتلاشي نوعًا ما في ظل رواج حفلات توديع العزوبية، إلا أن الكثير من العائلات السعودية متمسكة في الحفاظ على هذا التراث الأصيل، الذي يعكس هويّة وتراث العائلات السعودية، ويحتفي بالأصالة والتقاليد الشعبية المتوارثة عبر الأجيال.
تُقام هذه الليلة في منزل أهل العروس قبل أيام قليلة من حفل الزفاف، وسميت بـ”الغُمرة” تعبيرًا عن غمر العروس بالذهب في هذه الليلة، وتجتمع في هذه الليلة صديقات وقريبات العروس، ويطغى اللون التقليدي على أزياء المدعويين لهذه المناسبة، في حين تنتقي العروس إما زيًا تراثيًا واحدًا يعود لتقاليد منطقتها، أو ترتدي عدّة أزياء بشكل استعراضي.
يفوح في أرجاء ليلة الغمرة روائح البخور والحناء، التي تُعد واحدة من أهم طقوس هذه المناسبة، حيث يتم جلب “النقاشة” لترسم النقوشات على كفوف العروس وفي بعض المناطق أقدامها أيضًا، كما تقوم بذلك للمدعوات أيضًا، وقد تستبدل بعض العرائس النقوش التقليدية والحناء الحمراء بأشكال أكثر عصرية وأشبه بـ “التاتو”، في حين تفضل أخريات وضع حناء مؤقتة لتزول قبل يوم الزفاف.
أزياء “الغُمّرة”
توجد الكثير من الأزياء التراثية التي يمكن أن ترتديها العروس في هذه الليلة، حيث توجد هناك محلات ومصممات متخصصات في بيع هذه الأزياء، حيث ترتدي العروس إما زي “المحاريد” البدوي، الذي يعود أصله لقبيلة حرب السعودية، والذي يتسم بأكمامة الواسعة، والذي يتم لبسه مع البرقع ومشغولات الفضة من على الرأس والصدر.
في حين تُفضل العرائس الحجازيات ارتداء زي الزبون: زي أهل الحجاز اللواتي يفتخرن به، والذي يميزه اللون الأبيض أو الوردي، وعقود اللؤلؤ التي تعلو الرأس، حيث يتكون هذا الزي عدّة قطع هي: المقنّع واللباس، والثوب، والمرتبة، والتاج، ويكون مصنوع غالباً من الدانتيل أو التول، ومطرز باللون الذهبي أو الفضي، وتلف العروس شعرها بقطعة تُسمى المجامر، ومن بعدها يوضع التاج وعليه المقنّع الذي يُغطى به وجه العروس بقطعة من التل الأبيض.
وفي بعض الأحيان تجمع العروس بين هذه الأزياء وقد ترتدي أيضًا زي “النشل” المعروف لدى نساء المنطقة الشرقية في المملكة، وعند بعض العائلات أيضًا ترتدي العروس الزي الهندي “الساري”، وتُغنى في هذه الليلة العديد من الأهازيج والأغنيات التي ترددها المدعوات على قرع الدفوف والتي من أهمها: “ويلو يم العروسة الله يتمم هناكي… ويلو ليلة سعيدة والحبايب معاكي… الخ”، و “ويلو وجاتك عروسة والله تشرح فؤادك… ويلو عريسنا وايش دعيت يوم صليت… ويلو جاتك عروسة على ما تمنيت”.
إضافة إلى الأهازيج كذلك يتم رقص الرقصات الشعبية التراثية في هذه المناسبة، والتي من أهمها رقصة “الخطوة” الجنوبية التي تشتعر بها مناطق جنوب المملكة، وتقدم بعض العائلات هدايا خاصة بالمدعوين تُسمى بـ”التفاسير” أو التوزيعات، والتي تتضمن حلوى وحناء مغلفة بشكل جميل كذكرى للمدعوات.
حفل الـBridal Shower هل أصبح البديل؟
وعلى الرغم من الحفاظ على هذا التقليد إلا أن هناك الكثير من الفتيات أصبحنّ يُفضلن إقامة “ليلة توديع العزوبية” التي تتسم بتكلفتها الأقل نسبياً، واقتصار المدعوات على الصديقات المقربات، في ليلة احتفالية يعمها المرح، وسبق أن قدمنا لك كيفية تنسيق حفلات توديع العزوبية ليوم لا ينسى!
فيما رصدنا أن هناك أخريات حاولنّ الدمج بين المفهومين بشكل مثالي، وكان من أمثلة ذلك حفل الإعلامية السعودية دانية شافعي التي احتفلت بيوم غمرتها بمزيج من الإطلالات العصرية والتراثية، حيث ارتدت في الحفل المسدح الحجازي أو الثوب الهاشمي خلال زفّة خاصة، وبعدها أكملت الحفل مرتدية فستان أبيض قصير وبسيط مع طرحة قصيرة محتفلة مع صديقاتها بأسلوب عصري.
بذلك نكون قد أطلعناك على كل ما يتعلق بهذه الليلة التي تُعد واحدة من أهم عادات زواج سعودية لا تزال تُطبق حتى اليوم.