حظيت ياسمينة بفرصة لقاء السيناريست وصانعة الأفلام مريم عبد الرحمن، التي كشفت محطات من مسيرتها المهنية ووجهت كلمة خاصة للوطن بمناسبة اليوم الوطني السعودي.
إنها واحدة من المبدعات في مجال كتابة السيناريو، وتمكنت من خلال مسيرتها من تحقيق نجاحات والمشاركة في عدد من المهرجانات على الصعيد المحلي والخليجي، فتعرفي عليها في هذا اللقاء، وقبل ذلك تعرّفي على 5 مخرجات سعوديات تركن بصماتهنّ في السينما السعودية.
بدايةً ما هي المسميات التي تُطلقينها على نفسك وكيف اندمجت عناصر الفن والأدب مع رؤيتك في مجال صناعة الأفلام؟
الحقيقة أنا أفضل مُسمى الكاتبة فهو أشمل للخوض في جميع الفنون، فأنا أرى أن الأدب والفن جزء لا يتجزأ من مجال صناعة الأفلام، فمن خلال صناعة الأفلام يمكننا إيصال أفكارنا ورسائلنا للجميع، ولا يُمكن أن ننسى أن الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره بأرقى الأساليب الكتابية.
حدثينا أكثر عن خلفيتك الأكاديمية ومصادر خبرتك في مجال الأفلام وكتابة السيناريو؟
عندما بدأت بكاتبة السيناريو لم يكن هناك أكاديمية أو مدرسة متخصصة في هذا المجال، ولكنني لم أيأس وأصبحت أبحث عن كتب تساعدني لدراسة الأفلام، كما كنت أبحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن دروس وورش خاصة لتعليم فنون كتابة السيناريو، ولم أكن أخجل أبدًا من سؤال أصدقائي الفنانين عن نماذج السيناريو الخاصة بأعمالهم، حتى جاءت الفرصة لعمل فيلمي الأول. بعد ذلك أصبحت الفرص تتوالى، و تم ترشيح اسمي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بنسخته الأولى، وتلقيت دروساً من قبل الكاتب الأميركي “دايفيد ايزاك” الذي غيّر مفهومي حول أمور عديده حول الكتابة.
ما هي الفرص التي كنت محظوظة للحصول عليها لتطوير مسيرتك المهنية ولم تكن موجودة للجيل السابق؟
لست من الشخصيات التي تنتظر الفرص كثيرًا، فأنا أحاول العمل بكل جهد وإن شاء القدر بوضع فرصة أمامي، فبالتأكيد سأحرص على استغلالها، لذا عندما جاءتني الفرصة لتنفيذ فيلم “توريت” مع المخرج عبد الله الهجن، تمسّكت بها.
حتى الآن لديك 3 أفلام قصيرة هي “توريت” و”الحافة” و”من وراء الباب”، ما هي الفروقات التي لامستها في نفسك وفي خبرتك في كل تجربة من هذه التجارب، وأيها كانت الأصعب وأيها حصدت أصداء أقوى؟
في كل واحدة من هذه الأفلام كانت هناك تجربة مختلفة بالنسبة لي، لأنني تعلمت ممن حولي أمور عديدة، فأنا أفضّل العمل في كل مرّة مع أشخاص مختلفين لكسب خبرة وتعلم شيء جديد، وبالنسبة لي كانت التجربة الأصعب هي تجربة فيلم “من وراء الباب” لكوني كنت مشتركة بالعمل مع زميلي المخرج هشام العطاس، فلم أكن مجرد كاتبة الفكرة والسيناريو، بل أيضًا كنا مخرجين في عمل واحدة، وهذه تجربة جديدة تعلمت منها الكثير سواء من زميلي المخرج هشام أو من طاقم العمل والأصدقاء والزملاء، الذين كانوا متعاونين جدًا ومرنين في التعامل لنخرج بالنهاية بأجمل عمل.
أما بالنسبة للأصداء فقد تمكّن فيلم “توريت” من حصد أصداء أوسع كوننا شاركنا بهذا الفيلم في مهرجانات محلية ودولية، ونعمل حاليًا أيضًا على المشاركة بفيلم “من وراء الباب” في مهرجانات كونه لم يرَ النور بعد، في حين من المقرر أن نشارك بفيلم “حافة” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بنسخته الرابعة.
قصة فيلم “توريت” القصير، قصة مُلهمة وجديدة، حدثينا باختصار عنها، ومن أين جاءك الإلهام وهل صادفت حقًا أحد الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة لتكون تجربة الفيلم واقعية أكثر؟
نعتبر نحن أول كوادر سعودية قمنا بتسليط الضوء على متلازمة “توريت” في السعودية وفي الوطن العربي، وهذا من حسن حظنا، وتتناول قصة الفيلم حكاية شاب حديث التخرج يبحث عن عمل، ولكنه لم يستطع تحقيق غايته بسبب المجتمع الذي لم يكن يدرك ما هي هذه المتلازمة وكيف يتم التعامل مع أصحابها.
وفي الواقع نعم صادفت شخصية مصابة بهذه المتلازمة، ولطالما كانت تشغل تفكيري وكنت أفكر كيف سيتمكن من إدارة حياته، ومن خلال الفيلم حاولت إيصال رسالة للمشاهدين عن هذه المتلازمة ومعاناة أصحابها.
عددي لنا أهم مشاركاتك في المهرجانات المحلية والخليجية والعالمية، وما هو المهرجان الذي تطمحين للمشاركة به في أفلامك في المستقبل القريب؟
إن أهم مشاركة بالنسبة لي هي مشاركتي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي فهذه كانت انطلاقتي، بعد ذلك شاركت في أهم المهرجانات وهو مهرجان الأفلام السعودية، ومن ثم مهرجان الشارقة السينمائي، ومهرجان البحرين.
وبدون شك أطمح للوصول إلى مهرجانات عالمية كبيرة مثل مهرجان كان السينمائي الدولي، فبالنسبة لي لا شيء مستحيل، وسأحاول بكل جهدي المشاركة في أي مهرجان كبيرًا كان أم صغيرًا، لتصل أفلامي إلى جميع الناس.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ماذا يعني اليوم للمواهب السعودية وصُناع الأفلام والفنانين، وماذا يعني لك كواحدة منهم؟
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي هو مستقبل مشرق لكل صُنّاع الأفلام، وعليهم التمسك به والحرص على تقديم أفضل ما لديهم من أفلام متنوّعة تعكس إبداعاتهم وقصص مجتمعهم، فببساطة هو المهرجان الأقرب إلى قلبي وأشعر بأنني أنتمي إليه كثيرًا.
تقدمين حاليًا لقاء أو ورشة عمل عن صُنع “الأفلام القصيرة” ما هي العُصارة أو الفائدة التي ستنقلينها للمواهب والمهتمين بمجال صناعة الأفلام؟
بالفعل، سأحاول نقل تجربتي وخبرتي لصُناع الأفلام دون إنقاص أي معلومة، وذلك حتى لا يمر شباب الجيل الحالي بما مررت به من تخبطات وأخطاء، وأتمنى أن أكون بصمة طيبة يتذكرونها في مسيرتهم المهنية، كوني لن أنسى الأشخاص الذين مدّوا لي يد العون في بداياتي.
نحن على مشارف الاحتفال باليوم الوطني السعودي وجّهي لنا كلمة للوطن، وأمنياتك التي تودين أن تتحقق؟
أوجه كلمتي بهذه المناسبة العالية لوالدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله- فدمتما لنا قيادة رشيدة وأدام علينا الأمن والسلام، وأتمنى بهذه المناسبة أن أكون واحدة من سيدات هذا الوطن التي تضع بصمتها القوية في عالم الكتابة وصناعة الأفلام.
حاليًا هل لديك تحضيرات جديدة أو قيد العمل على فيلم جديد، وهل ستقومين مستقبلًا بإنتاج أو كتابة أفلام روائية طويلة؟
نعم، أنا قيد العمل على فيلم قصير وجديد اسمه “ليلى في المكتبة” وسيكون من كتابتي وإخراجي، وهو يحتاج إلى جهد كبير وأحاول تنفيذه بكل جدّ وإجتهاد. أما بالنسبة إلى الإنتاج، فالعمل ليس بهذه السهولة، وعلى صعيد الفيلم الطويل فأنا أحضّر حاليًا لمشروع لا استطيع البوح عنه ولكنه سيكون مختلفًا عن باقي الأعمال.
وحول حديثنا عن الأعمال السينمائية والأفلام التي يقدمها المبدعون السعوديون تابعي رواية “الأسير الصغير” السعودية تشق طريقها نحو السينما.