سعدت “ياسمينة” بلقاء الموهبة السعودية سدرة انديجاني التي روت لنا في هذا اللقاء تفاصيل تحوّل شغفها بالرقص والفنون الأدائية إلى احتراف.
خطت سدرة انديجاني خطواتها الأولى مسرعة للحاق بطموحها في مجال الرقص والعروض الأدائية لتكون من ضمن السعوديات المميزات اللواتي دخلن هذا المجال بشغف كبير تمامًا كأول مدربة للرياضات الهوائية والفنون الاستعراضية رؤى الصحاف، ولكِ أن تتعرفي المزيد عن الراقصة ومصممة الرقص سدرة انديجاني من خلال السطور القادمة…
عرفينا في البداية عن نفسكِ وعن مجال دراستكِ؟
أنا سدرة انديجاني أبلغ من العمر 20 عامًا، وأدرس تخصص إدارة الفعاليات في جامعة الملك عبد العزيز في السنة الثالثة، ووقع اختياري على هذا التخصص لحبي وشغفي الكبير به.
كيف دخلتِ مجال الرقص وحوّلتِ شغفكِ في هذا المجال من مجرد ممارسة إلى احتراف؟
بدأت قصة شغفي مع الرقص منذ طفولتي، حين كان عمري تقريبًا 8 سنوات وجدت المتعة في استعمال مخيلتي في الرقص والحركة، وكانت تلك الحركات هي طريقتي بالتعبير عما بداخلي، فكنت أتخيل قصص وحكايات وأتصور بأنني أقف على خشبة مسرح وأواجه جمهور كبير يصفق لي بحرارة، كانت تلك أحلام وتخيلات طفولتي التي كبرت معي بمرور السنين، لأقرر أن أتخذ خطوة جدية في هذا المجال.
خطواتي الأولى كانت بتعلم أنواع مختلفة من الرقص، ومشاهدة العروض المنوعة لاستكشافها، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك في مدينة جدة صفوف احترافية أو اكاديميات للتدريب، لذا كنت أعتمد بشكل كبير على المشاهدة والممارسة، إلى عام 2022 حين قررت الخوض في هذا المجال بشكل رسمي والتعرف على مجتمع الرقص في السعودية الذين يشاركونني ذات الشغف، وتلك كانت أحد الخطوات الشجاعة والمهمة في حياتي.
هل وجدتِ في بداياتكِ معارضة أو انتقادات حول ممارستكِ لهذا المجال؟
بلا شك، في البداية واجهت بعض الصعوبات وخاصةً من العائلة، التي كانت لا ترى في هذا المجال مستقبلًا على الصعيد المادي، كما كانت مواجهة المجتمع بمثابة تحدي كبير، كوني راقصة سعودي أقوم بتأدية عروض على خشبة المسرح أمام المشاهدين، ولكني رغم كل تلك العقبات إلا أنني كنت أرى نفسي قوية وشجاعة وأشعر بالفخر الكبير بالإقدام على تلك الخطوة.
في السعودية قبل أعوام قليلة لم يكن هناك أماكن أو نوادي متخصصة بشكل أكاديمي لتعليم الفنون الأدائية. ما هو الحال اليوم وهل تجدين هناك تطور ملحوظ في النهوض بهذا المجال محليًا؟
الوضع اليوم تغير بشكل كبير، حيث نلامس تطورات مبهرة من البرامج التعليمية المنوّعة للفنون المسرحية المُقدمة من هيئة المسرح للفنون الأدائية، وذلك بفضل دعم وزارة الثقافة السعودية، وهذا ما افرحني جدًا! وأتمنى مع الأيام أن نشهد انشاء أكاديمية سعودية متخصصة بالفنون الأدائية والرقص بشكل احترافي، حتى يكون هناك مجال لكل الفنانين الشغوفين لتطوير أنفسهم وصقل مهاراتهم واكتساب خبرات.
ما هو “الستايل” أو النمط الذي تتقنينه في الرقص؟
أنا أجيد فن الرقص المُعاصر، ولدي خبرة أيضًا في رقص الهيب هوب والبوبنغ، ولكني ببساطة لا أحب أن أحصر نفسي وموهبتي في نوع واحد، لذا أتطلع لتعلم أنماط وأساليب جديدة ومختلفة لتعبير عن ذاتي، وإلى الآن أجد في الرقص المُعاصر منفسًا وحرية لتعبير عن ذاتي وإبداعاتي يشكل أكبر
من خلال حساباتكِ نجد أن لك الكثير من المشاركات في عدد من المحافل أيها كان الأكثر إثارة بالنسبة لك؟
بالفعل شاركت في العديد من العروض الأدائية والمسرحية، وعدد من المسرحيات الموسيقية كعرض ترحال الإستثنائي الذي أقيم في مدينة الرياض، كما أنني حضرت البرنامج التدريبي الذي قدمته هيئة المسرح والفنون الأدائية “حركة ونغم” بالتعاون مع معهد كراكلا.
ومن مشاركاتي أيضًا، تواجدي في عرض افتتاح الدورة الموسعة للجنة التراث العالمي في الرياض، وعرض احتفالية الـ100 مليون سائح في السعودية، وأخيرًا كان لي مشاركة في عرض افتتاح ملتقى صُناع التأثير، وأعتقد أن عرض “ترحال” هو من أكثر العروض المحببة لقلبي كوني استطعت من خلاله اكتشاف جوانب كثيرة عن نفسي.
وحول ذلك، يمكنك القاء نظرة على مُلتقى صُنّاع التأثير الذي جمع كوكبة من المؤثرين في الرياض تحت شعار “إلهام يتخطى الأرقام”.
تصميم الرقصات هو أحد الأشياء التي تتقنينها، فما هو مصدر وحيك، وهل تؤثر ثقافتكِ السعودية على أسلوب حركاتكِ الراقصة؟
بكل صراحة لا يوجد لدي مصدر إلهام محدد، ويمكنني أن أقول أن جسدي وعقلي وروحي ومشاعري تلعب دورًا مهمًا في مرحلة تصميم الرقصات، فالإلهام يأتي من أي شيء يحيط بي، سواء من وجودي على هذه الأرض الواسعة وتاريخها، مرورًا بالطبيعة والبشر المحيطين بي والعلاقات المعقدة التي أمر بها كإنسانة، وصولًا لتفاعلي مع الواقع الذي أعيشه.
وأجد نفسي ممتنة جدًا لثقافتي السعودية التي لعبت دورًا محوريًا وأثرت بي لتعلم المزيد والمزيد عن تراث بلدي الفني والتاريخي، وبلا شك تراثنا هو أحد العناصر التي أتمنى توظيفها في لوحات فنية أدائية راقصة في المستقبل.
أخيرًا، ما الذي تخططين له في الوقت الحالي، وهل من عروض قريبة لكِ داخل المملكة؟
مع بداية العام الجديد أتطلع لتركيز أكثر على ذاتي وعلى نوعية الفن الذي أقدمه، فلدي رغبة للسفر والتعلم أكثر عن الفنون الأدائية، واكتشاف أشياء جديدة عن نفسي، كما أن لدي عدد من الخطط الشخصية التي أتمنى أن استطيع تنفيذها عام 2025، كما أتمنى أن أشارك في عروض جديدة داخل المملكة وتكون لي بصمة في تطوير المشهد الفني.
وفي الختام أسأل الله التوفيق للجميع وأتمنى أن تتحقق أحلامنا جميعًا، وأنا في شوق وترقب شديد لتطورات المستقبلية في المجال الفني والمسرحي في وطننا، شاكرة لك اتاحة الفرصة أمامي لهذا اللقاء.