نخبركِ اليوم عن قصة حقيقية حدثت بالفعل، نُشرت تحت عنوان: الحب لم يكن أساس زواجنا، ولكن ما حصل لاحقًا غيّر كل المقاييس، فهل تودين معرفة التفاصيل؟
كثيرة هي القصص التي نعيشها كتجابر في حياتنا الشخصية، ويبدو أن لكل منّا تجربته الخاصة، فضلًا عن قصته التي لا تشبه القصص الأخرى، وسماع هذه الروايات قد تكون بمثابة تجارب من الجيد معرفتها والإستفادة من نتيجتها.
حياة تقليدية وزواج صالونات
لم تكن حياتي خلال 22 عامًا مليئة بالأحداث الملهمة، بل كانت حياة طبيعية وعادية، اتسمت بالروتينية والتقليدية إلى حٍد كبير. فأنا الفتاة المتوسطة الجمال، والتي نشأت في أسرة محافظة، استطاعت بالمعدل الجيد الإلتحاق بالجامعة، وتحديدًا قسم المحاسبة.
أنهيت تعليمي الجامعي، واستطعت الحصول على الشهادة التي لم تكن يومًا من مخططاتي، فأحلامي الغير معلنة كانت الإلتحاق بجامعة متخصصة في الفن والسينما، كأن أدرس الإخراج مثلًا أو التصوير.
ويبدو أن أحلامي الدراسية التي لم تتحقق، تشابه أحلامي في الحياة، التي كانت تتلخص بإيجاد الشريك الرومانسي (على حصان أبيض)، والوقوع في غرامه، وإنشاء أسرة نموذجية يسودها الحب والوفاق. ومن هنا، يمكنكِ الإطلاع على 8 علامات تدل على أنكِ والشريك صديقان حميمان لكنكما تفتقدان الحب والرومانسية!
عند الإنتهاء من الجامعة، قررت والدتي بعد موافقة والدي، تزويجي “زواج صالونات”، من شاب ميسور الحال، ينحدر من عائلة حسنة السمعة، لديه وظيفة عامة ومرتّب مقبول، والأهم أن والدته صديقة خالتي.
لم يكن جوابي وقتها مهمًا للغاية، فالقرار حُسم، وكان عليّ التنفيذ، لذا بدأت التجهيزات للزفاف، والتحضير للإنتقال إلى المرحلة الثانية من حياتي.
علاقة شبيهة بالحرب الباردة!
لا أنكر يومًا أن زوجي، والشريك الذي تمّ اختياره من قبل عائلتي، كان دمث الأخلاق، قليل الكلام، ناجح في عمله، منضبط ومنظم، والأهم منعدم العاطفة تجاهي.
فالعلاقات الزوجية يجب أن تبنى على الحب، جملة لطالما سمعتها من خلال الراديو والتلفزيون، وحتى من أهم الخبراء في العلاقات العاطفية، لكن يبدو أن هذا البند كان مفقودًا بيني وبين زوجي، فزواجنا تقليدي للغاية، فضلًا عن عدم وجود وقت كبير بين الخطبة والزفاف، ما جعل هذه العلاقة مصابة بالخلل منذ بدايتها. وكنا قد أخبرناكِ سابقًا عن 9 علامات تدل على أن علاقتكِ مع الشريك لن تدوم.
أبرز ما ميّز هذه العلاقة، أن علامات التوتر والقلق كانت واضحة بشكٍل جلي على ملامح زوجي، خاصةً حين كانت تلتقي عيوننا عن طرق الصدف، هل لكِ أن تتخيلي هذا الشعور!
يمكن اختصار تلك المرحلة، التي لم تتعدى السنتين، وكأنها جزء من الحرب العالمية الباردة، لا حروب على أرض الواقع، لا مجابهات فعلية، وإنما حذر وترقب مما قد يأتي لاحقًا!
مفاجأة لم تكن في الحسبان!
كوننا ننحدر من عائلات محافظة، فإن موضوع الإنجاب كان محور اهتمام وترقب الجميع، ما عدانا أنا وشريكي!
ويبدو أن إصرار عائلة زوجي على الخضوع للعديد من الفحوصات الدورية، لمعرفة سبب عدم إنجابي للأطفال خلال سنتين زواج، كان الهمّ الأكبر في حياتي الزوجية، رغم أنها لم تكن يومًا شبيهة بأي علاقة زوجية.
الجدير بالذكر أنني رضخت في النهاية لإجراء الفحصوات، ليس بسبب شغفي بالأمومة، وإنما للتخلص من نظرات الإتهام الموجهة لي، لي تحديدًا وليس لزوجي. كما يمكنكِ الإطلاع على طرق لكسر روتين الحياة الزوجية وإعادة العلاقة إلى مسارها.
المفاجأة كانت في اكتشاف سبب المشكلة الحقيقة لعدم الإنجاب، وهي لم تتعلق بي، بل بزوجي الذي يبدو أنه كان يعاني من عيب خلقي يمنعه من الإنجاب بكل سهولة، الأمر الذي لم تتوقعه عائلة زوجي، ولا حتى أنا!
نهاية لم تكن في الحسبان
لن أنسى ما حييت نظرات زوجي حين اكتشافه بأنه لا يتمكن من الإنجاب، رغم عدم معرفة شعوري الشخصية لغاية اللحظة، إن كانت سلبية أم ايجابية.
بعد اكتشاف عائلتي هذا الخبر، قرر والدي بمساندة والدتي اتخاذ قرار الطلاق، والتخلي عن شريكي بحجة أنه “عقيم”. رغم عدم وجود مشاعر معلنة في علاقتنا، إلا أن إصرار عائلتي، جعلني أتمسك بزوجي، وبعلاقتنا التي لا تشبه اي علاقة أخرى، ورغم معاندة أهلي، الذين اعتبروا أن تضحياتي المقدمة لزوجي لن تشكل فارقًا في حياته، لكنني اتخذت القرار وقررت عدم التراجع عنه.
موقف واحد جعلت حياتي برمتها تتغير، هل تصدقين ذلك! فبعد مرور سنتين من الجفاء والقلق والملل، بت أرى زوجًا جديدًا، مليئًا بالعاطفة والحب، حياة وإن لم تكن تمثل كامل أحلامي، إلا أنها كانت نموذجية في الحد الأدنى، لا مشاكل، لا خناقات، والأهم الإنتهاء من مرحلة الحرب الباردة، والإنتقال إلى مرحلة السلم الفعلي!
القصة لم تنتهي هنا، بل وبعد 7 أشهر، فوجئت بعد مروري بالعديد من العوارض الغريبة، بحملي الأول، وتبين لنا بعد زيارة الطبيب، بأن مشكلة زوجي في الإنجاب لم تكن فقط في العيب الخلقي الذي عانى منه في السابق، وحاول معالجتها، بل كانت ترتكز في الدرجة الأولى على صحته النفسية.
اليوم، باتت عائلتي الصغيرة مكونة من 5 أفراد، أنا وشريكي و3 أطفال، بنتان جميلتان تشبهان زوجي، وصبي لديه الكثير من مواصفاتي وتصرفاتي.
باختصار، هذا ملخص قصير جدًا عن حياتي، وإن كانت روتينية بعض الشيء، إلا أنها مليئة بالحب والأمل والإصرار. لذا، نصيحتي لكِ، لا تستسلمي، فالحياة عبارة عن مفاجئات قد تكون لصالحكِ أحيانًا.