تعد الاورام الليفية من الامراض النسائيّة الأكثر شيوعًا في مختلف دول العالم، وهي من الاورام غير السرطانيّة التي تصاب بها النساء غالبًا بعد سنّ الثلاثين.
الأسباب الأساسيّة لظهور الأورام الليفية غير معروفة كاملة، لكنّ الأبحاث توصّلت إلى أنّ التغيرات الجينيّة هي من أبرز العوامل وراء ذلك، إضافة إلى الهرمونية وكذلك الوراثية.
ما هي الأورام الليفيّة؟
تعرف أيضًا باسم الورم العضليّ الأملس أو الأورام العضليّة التي تنمو في الرحم، وهي من أكثر أنواع الأورام التي تتكوّن في الأعضاء التناسليّة لدى المرأة.
تظهر هذه الأورام غالبًا لدى المرأة خلال سنوات الإنجاب، وأكثريّة الأحيان من يتراوح عمرها من الثلاثين إلى الخمسين، مع بعض الاستثناءات بالطبع التي تصاب فيها من هي أصغر من ذلك.
تنمو الأورام الليفية في الرحم، إمّا في المنطقة الوسطى ذات الطبقة القاسية، أو على الطبقة الخارجيّة الأرقّ، أو من جدار الرحم إلى البطانة الداخليّة.
هل تسبّب الأورام الليفيّة خطورة على المرأة؟
ما من نشاط معيّن للأورام الليفيّة، فهي يمكن أن تنمو بسرعة كبيرة، أو ببطء شديد، ومن الممكن ألّا تُحدث تلك الكبيرة منها أي عوارض، وأن تتسبّب الصغيرة جدًّا بنزيف حادّ خلال الدورة الشهريّة.
في هذا الصدد، يشير نائب رئيس النظام الأول لأمراض النساء ومدير قسم أمراض المسالك البوليّة في ماونت سيناي بنيويورك، الدكتور Charles Ascher-Walsh، إلى أنّ :” المكان الذي تنمو فيه الأورام الليفيّة هو مهم جدًّا للتشخيص.
فإذا كانت تنمو داخل بطانة الرحم، ستسبّب النزيف ومشاكل في الخصوبة بغضّ النظر عن حجمها.
أمّا إذا كانت تنمو باتّجاه الجهة الخارجيّة للرحم، سيصبح حجمها أكبر محدثة الكثير من العوارض، وعندها تشعر المرأة بوجود هذا الورم الذي قد يكون بارزًا في أسفل البطن أو الحوض.
ومن العوارض التي تشعر بها المرأة في هذه الحال، الحاجة إلى التبوّل باستمرار، ذلك لأن الرحم يقع فوق المثانة، وبالتالي وجود الورم عليه سيضغط أكثر على المثانة.”
الأورام الليفيّة لا تترافق دائمًا مع عوارض في البداية، ولكن ما عليك توقّعه في حال وجودها، نزيف شديد خلال الدورة الشهريّة، نزيف بين الدورتين الشهريتين، ظهور كتلة في البطن، والحاجة المستمرّة للتبوّل.
ويمكن أن تشعر المرأة بالألم أيضًا، خصوصًا خلال الدورة الشهريّة حيث من الممكن أن تعاني من تقلّصات شديدة.
عوارض خطيرة جدًّا
في حال وصل نموّ الأورام الليفيّة في الرحم إلى مراحل متقدّمة جدًّا، قد تعاني المرأة من فقر في الدمّ بسبب النزيف، وبالتالي الإرهاق وفقدان الطاقة، وانخفاض في ضغط الدم.
بدوره، يتسبّب انخفاض ضغط الدم بصعوبة وصول الأوكسيجين والعناصر المغذيّة إلى أعضاء الجسم المختلفة، ومنها القلب ما قد يتسبب بالإصابة بنوبات قلبيّة.
كذلك، يؤثّر نموّ الأورام الليفيّة الكبيرة على عمل الكلى، لأنّها عندما تنمو، تمنع البول من الخروج من الكلى إلى المثانة.
ما هو علاج الأورام الليفيّة؟
يتمّ علاج الأورام الليفيّة وفقًا لأمور عدّة، أبرزها حجمها، عددها والمكان الذي تنمو فيه. ويبقى العنصر الأهم لاختيار العلاج المناسب، هو زيارة الطبيب لتشخيص الحال.
فقد أشارت الأبحاث إلى أنّ أكثر من نصف النساء يعانون من الأورام الليفيّة، وأحيانًا، قد يكون وجودها طبيعيًّا أكثر ممّا يكون عليه في حال غيابها، وبالتالي لا حاجة لعلاجها!
ولكن، في حال أظهرت الفحوصات أنّها تنمو بشكل غير طبيعيّ، قد يلجأ الأطباء إلى وصف علاجات تستهدف الهرمونات النسائيّة، مثل أدوية منع الحمل، علمًا أنّ هذه العلاجات لا تزيل الأورام الليفيّة بشكل تام، إنّما تقلّصها بشكل مؤقّت وتوقف عوارضها.
بعض العلاجات الأخرى الجديدة والتي تتعلّق غالبًا بالأشعّة، لم يتمّ التأكيد تمامًا إذا كانت تؤثّر بشكل سلبيّ على حمل المرأة لاحقًا، ولذا، من النادر أن يتمّ وصف الخضوع لها.
ويبقى الحلّ الأخير لإزالتها بشكل نهائيّ وفقًا لما يؤكّده الطبيب النسائيّ Charles Ascher-Walsh، الخضوع للعمليّات الجراحيّة التي تكون بسيطة جدًّا، أو معقّدة قليلًا، وفقًا لعدد الأورام الليفيّة وحجمها.
وأحيانًا، تختار بعض النساء إزالة الرحم بشكل نهائيّ، ويبقى هذا الخيار شخصيًّا لها.
إذًا، هذه أبرز المعلومات عن الأورام الليفيّة التي تعدّ من أمراض تصيب المرأة بعد الثلاثين. وعلى هذا الصعيد، قد يهمّك معرفة أمراض تصيب النساء أكثر من الرجال.