الأزياء الرياضية تقتحم عالم الموضة: تصاميم مريحة أنيقة خارج النوادي

الملابس الرياضية بعالم الموضة- الصورة من انستغرام نايكي الرسمي nike

الملابس الرياضية بعالم الموضة- الصورة من انستغرام نايكي الرسمي nike

قطعت الملابس الرياضية شوطاً طويلاً في عالم الموضة، وتحوّلت من كونها مجرد قطعة ملابس مريحة وعملية إلى تصاميم أنيقة وعصرية، لتصبح إحدى الستايلات المختلفة التي يعتمدها الأشخاص بإطلالاتهم اليومية بعيداً عن الصالات الرياضية.

ias

ولم يعد اعتماد الملابس الرياضية حكراً على الرياضيين، فقط أصبحت الموديلات الرياضية قطعة أساسية بخزانة الفتيات، سواء كنّ مهتمات بالرياضة أم لا، وبتنا نشاهد التصاميم ذات الطابع الرياضي بإطلالات النجمات ومدونات الموضة، علاوة على اعتماد الماركات العالمية تصاميم فاخرة بأسلوب رياضي.

الأزياء الرياضية كانت مقتصرة على الرياضيين في السابق

في السابق، كان ارتداء الأزياء الرياضية يقتصر على فترة الذهاب إلى النوادي الرياضية، حيث كانت النساء تعتمد على اختيار الملابس المريحة والعملية لممارسة التمرينات، وكانت منفصلة بشكل واضح إلى حد ما عن الأزياء والموديلات العادية، حتى وأن الأشخاص لدى ارتيادهم النوادي عادة ما كانوا يعتمدون إطلالات أخرى غير الملابس الرياضية، إذ كان من الصعب التجول في الشوارع أو الذهاب للمشاوير العادية بملابس رياضية.

ومع الوقت، تتجه الماركات الرياضية نحو تعزيز أناقة التصاميم، مع التركيز على الخامات المريحة، والمطاطية، على سبيل المثال تطوير توماس هانكوك المخترع الإنجليزي لما يعرف بـ “المطاط المبركن” الذي ساعد بعد ذلك في تصميم ملابس رياضية متينة ومقاومة للماء، والتي جاءت مثالية مع المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.

وجاء في القرن التاسع عشر، تقدم آخر مع إدخال الأقمشة المحبوكة مع اختراع ما يعرف بـ نول جاكارد، لإنتاج تصاميم قماش أكثر تعقيداً، واعتماد ملابس رياضية محبوكة مثل القمصان والسترات الصوفية التي وفرت الدفء والمرونة للرياضيين في المناخات الباردة.

أول شركات ملابس رياضية نسائية في القرن التاسع عشر

الطلب على الملابس الرياضية مع الوقت أصبح متزايداً، ومن هُنا تم إنشاء أول شركات للملابس الرياضية، على سبيل المثال شركة Redfern & Sons التي تأسست عام 1847 في بريطانيا، حيث اكتسبت شهرة واسعة لإنتاجها ملابس رياضية ومريحة وعملية للنساء تتمثل في فساتين الكورساج بخامات مرنة للعب رياضات كالجولف للطبقة الراقية، مما مهّد الطريق كي يصبح للفتيات قدرة أكبر على الدخول في عالم الرياضة، واعتماد موديلات للجنسين.

ومع الوقت، باتت شركات الملابس الرياضية تبحث عن التصاميم المريحة والعصرية في الوقت نفسه، وتتابع الشركات ما يحدث في عالم الموضة لمعرفة أكثر الموديلات طلباً، لتطبق بعض التفاصيل منها بعالم الملابس الرياضية، واستمر الأمر كذلك حتى القرن العشرين لندخل في ثورة ملابس جديدة، وتكنولوجيا أكثر تطوراً للأقمشة، لتمهيد الطريق لخيارات الملابس الرياضية المتنوعة والعصرية التي لدينا اليوم.

الملابس الرياضية تدخل عالم الموضة رويداً رويداً

شهد القرن العشرين تقدماً كبيراً في تصميم الملابس الرياضية، مدفوعاً بالتغيرات في اتجاهات الموضة والتحسينات في تكنولوجيا الأقمشة، على سبيل المثال تقديم سترات واقية من الرياح بسحاب، ومعاطف واقية من المطر، والبناطيل المريحة مع الخامات المطاطية.

أول امرأة تعتمد تصاميم عصرية بعالم الملابس الرياضية

تعتبر سوزان لنجلن أول لاعبة تنس فرنسية تُحدث تغيّراً كبيراً في عالم الملابس الرياضية، وذلك لظهورها بملابس مكشوفة ومريحة أثناء لعبها إحدى البطولات الهامة، ويمبلدون لندن عام 1919، لتختار تنورة قصيرة، وملابس كاشفة للذراعين، وعصابة رأس، لمظهر أكثر تحرراً، مما لفت الانتباه نحو الملابس الرياضية وما يمكن أن تؤثر به في عالم الموضة.

ووصفت الصحافة هذا الزي بأنه “غير لائق” ولكن فوز سوزان بالبطولة آنذاك جعل الأنظار كلها متوجهة إليها، وتم ربط شعورها بالحرية عند ارتداء تلك الملابس بتحقيق الفوز.

عالم الأزياء يندمج مع عالم الموضة على يد كوكو شانيل

كانت غبريال شانيل امرأة شديدة الذكاء، وتعرف جيداً ما تبحث عنه النساء من قطع ملابس، وبسبب أهمية الملابس الرياضية في هذا الوقت، قدّمت كوكو شانيل في عشرينيات القرن العشرين، ملابس رياضية للنساء في فرنسا، والتي اكتسبت آنذاك شهرة عالمية، وكانت حديث مجلات الموضة، حيث تضمنت التصاميم لمسة الأناقة للعلامة الفرنسية، مع تحقيق مبدأ الراحة، وذلك بعد استخدامها لقماش الجيرسيه لتوفير مظهر مميز للملابس الرياضية.

وللمزيد عن حياة كوكو شانيل يمكنكِ الإطلاع على حقائق غريبة عن كوكو شانيل لم نعرفها من قبل.

البدلة الرياضية قطعة مريحة بلمسة عصرية

مع التقدم في القرن العشرين، استمر ارتداء الملابس الرياضية بشكل أوسع، ومع ظهور البدل الرياضية بشكل كبير في السبعينيات على يد مصممين مثل تومي هيلفغر ورالف لورين وظهور البدلة الصفراء الشهيرة للاعب بروس لي، أصبح هناك رغبة أكبر في اعتماد هذا التصميم بالإطلالات اليومية، كتصميم مريح وعملي، يحمل توقيع ماركات عالمية، مع تقليد نجوم الرياضة للإحساس بالقوة والفخر.

الأزياء الرياضية بعيداً عن صالات الجيم

في الثمانينيات كان هناك اتجاه واضح من ماركات الملابس العالمية لمواكبة الموضة العصرية بتصاميمها، وتلبية وظائف الأناقة بالموديلات المريحة، مثل السراويل الضيقة، والبلوزات مع الياقة العالية، والأحذية الرياضية مع الألوان العصرية، لتخرج عن إطار الصالات الرياضية ويتم اعتمادها بالإطلالات اليومية.

وفي نفس الوقت بدأت ماركات أزياء عالمية على غرار غوتشي وشانيل بجانب تومي هليفغر ورالف لورين، بإنتاج موديلات رياضية مريحة وأنيقة في الوقت نفسه لتصبح أكثر شمولية.

بناطيل اليوغا قطعة أساسية في إطلالات النساء اليومية

شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات تحولاً كبيراً في عالم الأزياء، بالتزامن مع الترويج لأهمية الصحة النفسية واليوغا، حيث نالت الأخيرة شعبية كبيرة بين النساء، ليتم معها إنتاج بناطيل اليوغا الضيقة بألوان مختلفة وجذابة، لتصبح بعد ذلك عنصراً أساسياً بأزياء الشارع لملابس النساء.

تطور أكبر في الدعاية لإنتاج أحذية فاخرة بستايل رياضي

تتجه شركات الملابس الرياضية حالياً إلى التوسع على نطاق الدعاية لتحقيق مكاسب أكبر، على سبيل المثال تعاون أديداس مع لاعب التنس ستان سميث لإنشاء أحذية التنس الأيقونية في عام 1971، وقد صُّنف أول تصميم لحذاء كلاسيكي فاخر ولكن بستايل رياضي، ليصبح هذا الموديل من التصاميم الأيقونية التي نعرفها الآن، وقد تتعجبين أنكِ تمتلكين ربما هذا النوع من الحذاء بخزانة ملابسكِ.

الأزياء الرياضية أسلوب عصري جديد يغير بعض المفاهيم

بالحديث عن زمننا الحالي، يمكننا أن نلاحظ الدمج الواضح بين الأزياء الرياضية وعالم الموضة، إذ أصبحت الكثير من الشركات الرياضية المعروفة على غرار نايكي وأديداس يعتمدون على موديلات أكثر أناقة، وتحافظ في الوقت نفسه على الستايل العملي المريح، ومن ناحية أخرى نجد دور أزياء على غرار غوتشي ورالف لورين وديور وغيرها، تصمّم مجموعات رياضية خاصة، تحمل الطابع الفخم والأسلوب الأنيق لعلامة الأزياء.

الملابس الرياضة جزء من الأناقة

تحظى الملابس الرياضية حالياً بترويج كبير، باعتبارها قطعة أنيقة في خزانة الملابس، يتم تنسيقها مع قطع أخرى كاجوال وسيمي كاجوال، ونشاهدها على صفحات مدونات الموضة والنجمات، على غرار تنسيقات البليزرات الكلاسيكية مع بناطيل أديداس الواسعة ذات الخطوط الجانبية، وظهور صيحات موضة تعرف باسم فتاة التنس التي تُروج لاعتماد إطلالات مستوحاة من لاعبات التنس وارتدائها كإطلالة يومية!

هل كانت الرغبة في الشعور بالراحة سبب اقتحام الأزياء الرياضية عالم الموضة؟

ربما يصعب تحديد ما إذا كانت الملابس الرياضية هي بالفعل من اقتحمت عالم الموضة، فمن المحتمل أن تكون رغبة الأشخاص في ارتداء تصاميم مريحة وعملية هي من جعلت علامات الأزياء تنتج تصاميماً عملية لتلبي رغبة الجمهور، وأن الدعوة الدائمة نحو الحرية والعيش بمنطق أكثر راحة جعل هناكحاجة أكبر للملابس المريحة التي نجدها دائماً بالأزياء الرياضية.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية