تحتفي ياسمينة باليوم العالمي للغة العربية من خلال لقاء خطاطات سعوديات مبدعات عشقن الحروف العربية ورسمنها بإتقان وأصالة.
في عصر التطور والتكنولوجيا سيبهرك حرص هؤلاء المبدعات على تعلم فنون الخط العربي وممارسته، متقنات أنواع من الخطوط العربية مُحلقات لآفاق جديدة من تعليمه وتجسيده كفن من الفنون لنقله للجيل القادم، فتعرفي عليهن وعلى مسيرتهن في هذا المجال..
الخطاطة رانيا الكثيري رحلة احتراف منذ الطفولة
بدأت الخطاطة رانيا طالب الكثيري ممارسة واحتراف الخط منذ طفولتها عام 2012م، وبرزت بتقديم محتوى مفيد وثري عن فنون الخط من خلال حسابها على “إنستغرام” حيث تطمح بأن تضيف منهجًا خاصًا للطلاب لتعلم فنون الخط لجميع المراحل الدراسية، لتعليم ما تعلمته على يد استاذها في خط النسخ الأستاذ عبد المجيد الأهدل الذي وجهت له شكرًا خاصًا، ولدى رانيا العديد من المشاركات كان من أروعها بالنسبة لها المشاركة بلوحتها في قصر الحكم في الرياض، وكتابة جزء من القرآن الكريم.
ورغم أن الزمن تطور وأصبح الكثير من الفنانين يتجهون للأعمال الرقمية، تجد رانيا أنه لا مانع من إدماج فن الخط العربي مع التكنولوجيا، مع ضرورة الحرص على هوية فن الخط الأصيلة المرتبطة بالقلم الذي أقسم به الله في كتابه العزيز، فهو فن لا يجب أن يندثر.
الخطاطة غادة الغامدي مسيرة حافلة للأرتقاء بالخط لآفاق جديدة
كرست الفنانة المتخصصة بمجال الخط العربي غادة الغامدي وقتها وجهدها لاكتشاف هذا الفن العريق والارتقاء به إلى آفاق جديدة، حيث أمضت عدة سنوات في دراسة قواعد الخط العربي لتتقن معظم أنوعه، بداية من خط النسخ والثُلث، وصولًا للديواني والكوفي، وأصبحت غادة تبحث عن طرق جديدة لإخراج الحرف العربي من الورق إلى فضاءات ملموسة بإبتكار، والتي كان منها عملها “مقام الحياة” الذي قدمته على هيئة مجسم يجسد المقامات الصوتية لأذان مكة والمدينة.
ويعود سبب حب غادة للخط العربي ارتباط هذا الفن باللغة العربية لغة القرآن، وهذا ما يُكسب هذا الفن معانٍ روحانية تتصل بالمفاهيم الدينية والإيمانية العظيمة التي تستشعر بها بارتباطها مع الله وهذا ما يُضفي إلى أعمالها قُدسية ومعنى أكبر.
وعند سؤالنا للفنانة غادة عن مستقبل فن الخط العربي في عهد التكنولوجيا فكان ردها أن الخط العربي اليوم يشهد نهضة فنية كبيرة، وبأنه كفن يستطيع مواكبه العصر دون أن يفقد أصالته، وتتطلع كمتخصصه في مجاله أن تجعل الخط جزءًا من الحياة اليومية للناس، سواء من خلال الأعمال الفنية أو التصاميم المعمارية أو حتى في التكنولوجيا الحديثة.
وبكلمة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية قالت الفنانة غادة الغامدي:”وفي يوم اللغة العربية نحتفي بجمالها الخالد الذي يتجلى في فن الخط العربي، ونعبر من خلالها عن هويّة وتاريخ عريق ومن خلال تمسكنا بلغتنا، نُسهم في الحفاظ على تراثنا، ونعزز من مكانتنا الثقافية أمام العالم، مع تأكيد أهمية تعليمها وتداولها بين الأجيال القادمة، كي تبقى حية ومتجددة”.
الخطاطة شريفة الغامدي تشيد بدور وزارة الثقافة بالنهوض بالخط العربي
تلقت الخطاطة شريفة الغامدي دروسًا على أيدي معلمين مجازين كالخطاط الاستاذ إبراهيم العرافي، والاستاذ مسعود حافظ، والأستاذ عبد المجيد الأهدل، لتتمكن من ممارسة الخط العربي منذ عام 2015 م بنوعيه النسخ والديواني وقليلًا من خط الثُلث، وكان لشريفة مشاركات عدة من خلال تقديم ورش عمل للأطفال وتشجيعهم على الكتابة، عوضًا عن مشاركاتها في عدة فعاليات ليوم التأسيس وكتابة اسماء الزوار وتقديمها كهدايا.
ووجدت شريفة أن الخط العربي ما أن يُضاف إلى خامة إلا وزادها فخامة وجمال، فهو لسان اللغة العربية، وأكدت من خلال حديثها معنا أن الخط أصبح لا يقتصر على الكتابات الورقية فاستخداماته بحر واسع.
وأكدت الخطاطة شريفة الغامدي أن للهيئات والجهات الحكومية الدور البارز في نهوض هذا الفن وإبراز الكفاءات والقامات الخطية التي لم تكن بارزة في الساحة، حيث شهدنا الأعوام الماضية التقاء الخطاطين في الكثير من المدن السعودية لدراسة هذا الفن وممارسته لكلا الجنسين، حيث عملت وزارة الثقافة خلال عام “الخط العربي 2021- 2022 على تعزيز حضور الخط العربي في كآفة القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد، ذلك إلى جانب حضور هذا الفن في المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية وهذا ما أسهم في تعزيز الدور المعرفي والتثقفي الذي تتبناه الوزارة في نشاطاتها خلال تلك الفترة.
بذلك وجدت شريفة أن وزارة الثقافة تمكنت من خلال مبادرتها من فتح آفاق جديدة في التعامل مع الخط العربي ونقله من مصدرٍ معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، وفن متجدد وإرث حضاري، ولامست شريفة ذلك من خلال المعارض التي كانت تقيمها هيئة التراث اهتمامها البالغ في جعل الخط العربي جزء مهم من معارضها.
الخطاطة ابتسام محمد حكاية شغف في خمس أنواع من الخط العربي
أما الخطاطة ابتسام محمد فهي واحدة من الشخصيات التي أبحرت في عوالم الخط العربي وتحديدًا الخط الكوفي، وأتقنت خلال 7 سنوات من الشغف وحب التعلم 5 أنواع مختلفة من الخطوط العربية كتابةً، وتطمح مستقبلًا لإتقانها جمعيها.
هذا الشغف دفع ابتسام لتأسيس متجر كوفيّ الذي تصنع به كل ما يتعلق بالهدايا باستعمال الخط العربي بشكل عام والخط الكوفي بشكل خاص، والذي تعلمته على يد استاذتها شروق الأحمدي التي وجهت شكرها وتقديرها لها في هذا اللقاء.
وتعتبر الخطاطة ابتسام أن الخط العربي فن جميل وهواية رائعة تنصح بتعلمها للأجيال القادمة، مع ضرورة أن يحرص الأشخاص العاديين على تحسين خطوطهم وتطويرها لشغل أوقات فراغهم بشيء مفيد وجميل كالخط العربي، وأشارت أن التطور التقني جاء في خدمة هذا المطلب من خلال وجود العديد من البرامج التي تساعد على كتابة الخطوط العربية رقميًا لتعلمها بسلاسة.
وضمن إطار احتفالنا باليوم العالمي للغة العربية تابعي علامات موضة سعودية تبتكر قطع مميزة بالخط العربي.