كان الحديث مع المخرج إيلي سمعان ممتعًا للغاية، تمامًا كشخصيته. ها هو اليوم يثبت للعالم أنه يمكننا من خلال أعمالنا تجاوز الحدود الجغرافية العربية والثقافية لنصل بها إلى العالمية.
موهبته الفريدة جعلته متفوقاً في مجال الإخراج، وبين الإبداع والجدية في عمله تلاحظ بين السطور طموحه وإصراره على تقديم الأفضل. وكان لـ ياسمينة فرصة مقابلته، فماذا أخبرنا عن صعاب هذه المهنة والتحديات التي واجهها خلال مسيرته الإخراجية؟ وماذا كشف لنا من خبايا وأسرار عن علاقته بالممثلين وعن عمله الرمضاني القادم مع دانييلا رحمة وعابد فهد؟ تفاصيل كثيرة وخفايا كشفها لنا المخرج إيلي سمعان، لا تفوتي معرفتها!
إيلي سمعان والبدايات.. بين الشغف وحب المهنة
تعتبر مسيرة المخرج المبدع، مثالاً حيًّا على كيف يمكن للفن والإبتكار أن يتلاقيا مع الجدية والمثابرة لتحقيق نجاحات استثنائية، فضلاً عن الإيمان الداخلي والثقة بالنفس، الذين منحاه القدرة على الإستمرار وتقديم الأفضل في كل عمل يقوم به.
بدايةً أخبرنا كيف بدأت مسيرتك في عالم الإخراج وما هي الدوافع التي جعلتك تختار هذه المهنة؟
منذ الصغر كنت أدرك جيّدًا أنني أحب عالم الإخراج، تبعت مشاعري في اختيار هذه المهنة، فكل ما هو متعلق بها من الطفولة كان يلفتني، كنت أحبّ متابعة الأفلام، حتّى أنني كنت أرسم في مخيلتي مشهدية معيّنة في ذهني وأسرح في التفكير. تبعت إحساسي وشغفي وإيماني بنفسي.
ما هي أكثر الأعمال التي تفخر بها في مسيرتك حتى الآن؟
ليس هنالك عمل محدد أفتخر به، كل الأعمال التي قدّمتها، أعمل عليها وكأنها المرة الأولى التي أقوم بها في الإخراج. في كل مرة أعمل بنفس الشغف بنفس الإهتمام. الآن أستمتع بنجاح فيلم “زي العسل” الذي عرض على “نتفليكس” ووصل الى مرتبة أول فيلم عربي يتصدر قائمة أكثر الأعمال مشاهدة عالمياً.
ما هي أهمية الموسيقى التصويرية في أعمالك؟
من منطلق أنني أحب الموسيقى والفن على أشكاله، أميل إلى استخدام الموسيقى التصويرية التي تأتي في مكانها المناسب.لكن كما قلت لك من الضروري أن يتم إستعمالها بالزمان والمكان المناسبين.
كيف ترى مستقبل السينما والتلفزيون في العالم العربي؟
انطلاقًا من خبرتي في الإخراج، استطعنا أن نوصل أعمالنا إلى العالم وننجزها على المستوى العالمي. وهو إنجاز نعتز به. أؤمّن، أننا سنصل إلى مرحلة في عالم السينما تحديداً حيث سيبدأ الغرب بتقليد أعمالنا واستلهام أفكارنا!
إيلي سمعان والممثلين.. بين الإحترام والصداقة رؤية فنيّة إبداعية
تُعتبر علاقة المخرج بالممثل من أساسيات نجاح كل عمل، وهذا ما ساهم في نجاح أعمال إيلي سمعان اليوم. تُعد علاقته بالممثلين أحد أبرز جوانب تميزه، فهو يتعامل معهم بأسلوب يعزز من روح التعاون والإبداع. يمتلك سمعان قدرة على فهم إحتياجات الممثلين وتوجيههم بمرونة وإحترام، مما يساهم في خلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة. فهذه العلاقة منحته القدرة على استخراج أفضل ما لديهم، ويمكنك ملاحظته جليًا في نتائج أعماله التي يقدمها على مستوى الوطن العربي.
كيف تتعامل مع الممثلين في موقع التصوير لتحقيق أفضل أداء ممكن؟
أحد أهم الأمور بالنسبة لي قبل بدء التصوير هو إدارة المثل والموقع. أعني بذلك الإقتراب منه ومن شخصيته بشكل أعمق، ثم الإنتقال إلى مرحلة التدريب والبروفات المتعددة التي أشرف عليها بنفسي. أرفض أن يتم تقييم الممثل من قبل شخص آخر خلال التصوير، لذا فإن إدارة الممثل تأتي في المقدمة وتعتبر الجزء الأساسي لنجاح كل دور.
حققت نجاحات متتالية من خلال أعمالك الدرامية، من بينها “شتي يا بيروت” وآخرها “شهر زي العسل”، كم أنت سعيد في نجاح هذه الأعمال؟
أنا سعيد للغاية بالأصداء الإيجابية التي نالتها هذه الأعمال، فبمجرد أن أسمع فرحة الناس بعد مشاهدة كل حلقة، أنسى كل التعب والمشقة التي واجهتها خلال فترة التصوير وبعدها.
شكلت ثنائية ناجحة مع الممثل عابد فهد الذي تجمعك به علاقة صداقة وطيدة، أخبرنا أكثر عن هذه العلاقة!
ثنائيتي مع الممثل عابد فهد، الذي أكن له كل المحبة والإحترام، مبنية على الثقة، كما ذكرت لك سابقًا، الثقة والصداقة بين الممثل والمخرج تلعبان دورًا أساسيًا في نجاح أي عمل. عابد من الشخصيات التي تستمتع بالتحدي وتجربة أدوار غير مألوفة، وهذا أكثر ما أحبه في العمل معه.
ينتظرنا عمل جديد سيجمعك به مع الممثلة دانييلا رحمة، أخبرنا أكثر كمخرج عن هذا الثنائي، ماذا ينتظرنا؟
ليست هذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع عابد فهد ودانييلا رحمة، وهذا يسهم بشكل كبير في تسريع عملية العمل وتحقيق نتائج أقوى، لأننا نعرف بعضنا جيدًا. أنا واثق تمامًا أن هذا العمل سيفاجئ المشاهدين والأهم أن الجمهور سيشاهد دانييلا في دور جديد ومختلف تمامًا عن الشخصيات التي قدمتها في السابق.
في فيلم “شهر زي العسل” كيف وجدت نور الغندور بعد تعاملك معها؟
الممثلة نور الغندور من الشخصيات الممتعة والمسليّة والقريبة إلى القلب، لقد استمتعت كثيرًا بالتعامل معها. بالإضافة إلى حرفيتها العالية في تقديم المشاهد، فإن أسلوبها في العمل يجعل للتعاون معها لذته الخاصة.
هل يمكن ان تشاركنا أحد المواقف المضحكة التي صادفتكم خلال التصوير؟
شهدت العديد من المواقف المضحكة، خصوصًا خلال مشاهد المغامرات في الفيلم وتحديدًا مع نور. عندما كانت على الحبل في الهواء، رفضت الصعود قبل أن أجربه بنفسي، بالإضافة إلى مواقف أخرى ستبقى محفورة في أذهاننا، وعندما نجلس سويًا الآن، نضحك كثيرًا عند تذكرها.
مجموعة أسئلة سريعة تحت عنوان “حدث أم لم يحدث”
هل حدث أن تعاونت مع مخرج آخر في مشاريعك؟ لا لم يحدث
هل حدث أن غيّرت رؤية الإخراجية بشكل جذري أثناء تصوير أحد الأعمال؟ لا لم يحدث
هل حدث أن واجهت صعوبات في التعامل مع أحد الممثلين وكيف تعاملت مع الموقف؟ في بداية التعارف نعم حدث، لكن لدى التعامل بمحبة وثقة والتعاطي بإحترام، تزول جميع الصعوبات!
هل حدث أن تأثرت بإحدي الأفلام الأجنبية لدرجة أنك قمت بتغيير بعض الجوانب في عملك الإخراجي؟ نعم حدث.
هل حدث أن تلقيت نصائح من مخرج آخر شكلت تغييرًا في مسارك المهني؟ نعم حدث، مع المخرجة نادين لبكي، وهي صديقة مقربة من العائلة، شجعتني على عكس عائلتي التي كانت متخوفة من هذه المهنة، ودفعتني إلى دخول هذه المغامرة، لا زلت أتذكر جيدًا جملتها عندما قالت لي:” إذا كنت فعلاً تحب الإخراج انطلق إلى ممارستها”.
هل حدث أن اضطررت لإعادة تصوير مشهد بسبب عدم رضاك عن الأداء أو الإخراج؟ معروف عني، أعيد المشهد حتى أرضى عنه لذلك لا، لم يحدث.
هل حدث أن تشاجرت مع أحد الممثلين خلال التصوير؟ ممكن أن يكون هنالك إختلاف في الرأي لكنه يُحل في لحظتها، أمّا خلاف، فلا لم يحدث!
لا شك بأن إبداع إيلي سمعان وأسلوبه المميز في التعامل مع الممثلين يعكسان إلتزامه العميق في مجال الإخراج ورؤيته الفنية، مما يجعله واحدًا من أبرز المخرجين في عصرنا الحالي.
