نعلم نحن النساء تمامًا الأوجاع التي ترافقنا مع كل دورة شهرية، حيث نصاب أغلبنا بمغص شديد وألم مبرح، فضلًا عن إصابة البعض منا بإسهال وعوارض استفراغ. واكتشفي متى تبدأ متلازمة ماقبل الحيض؟
بسبب هذه الأوجاع التي “لا تحتمل”، تلجأ العديد من النساء حول العالم إلى إيقاف الدورة الشهرية، عن طريق أخد حبوب توقف من مجيء الحيض، فهل هذا الأمر طبيعي وليس له آثار جانبية خطيرة؟
وسائل منع الحمل ليست سيئة كما تم تصويرها لنا!
تحيض المرأة بشكل متوسط مرة واحدة كل 28 يومًا، لمدة 40 عامًا من حياتها. لا يقتصر الحيض على الدم فقط، بل ترافقه العديد من العوارض، فآلام الدورة الشهرية شائعة للغاية، 84% من النساء يعانين من فترات مؤلمة بانتظام، ويمكن أن تكون شديدة لدرجة أن البعض منهنّ قد يغبن عن ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي، مثل التغيب أيام عن المدرسة أو الجامعة، أو التغيب لأيام عن العمل في كل شهر. كما أن إصابة السيدات بالفترات الشهرية قد تكون باهظة الثمن، حيث يقدر متوسط تكلفة شراء المنتجات الخاصة بأيام الحيض ما يعادل 6100 دولار سنويًا، فهل تصدقي ذلك! علمًا أنه يمكنك التعرف على هرمونات الدوره وتأثيرها على صحتك النفسية.
من المفهوم إذن أن هناك بعض النساء يرغبن في التوقف عن الدورة الشهرية بشكٍل ارادي ومفتعل، وهو عكس الاوقات التي تتوقف فيها الدورة الشهرية بشكل طبيعي، بالتحديد عند الحمل أو الرضاعة، أو بعد انقطاع الطمث. ولكن هل من الآمن استخدام وسائل منع الحمل لوقف الدورة الشهرية؟
في المملكة المتحدة، تتوقف ما يقرب من نصف النساء عن الدورة الشهرية من خلال أحد أشكال منع الحمل الهرمونية. تعمل حبوب منع الحمل والزرع الهرموني على إطلاق هرمونات تمنع الإباضة: حيث لا يطلق الجسم بويضة للتخصيب ولا تصبح بطانة الرحم أكثر سماكة أثناء الحمل. ومن الجدير ذكره أن تساقط هذه البطانة هو الذي يسبب الألم وخروج الدم أثناء الحيض، وتوقف نموها أيضاً، في معظم الحالات، يوقف الدورة الشهرية. يقول الدكتور نيكولا تمبيست، الباحث وطبيب أمراض النساء في مستشفى ليفربول للنساء: “ليس هناك شيء سيء في عدم مرور الدورة الشهرية” ويضيف: “أنت لا تحرمين جسمك من أي شيء لأنك تعطيين نفسك الهرمونات من خلال تناولك وسائل منع الحمل التي تقوم بالعمل المشابه تمامًا.”
وهو ما يقودنا إلى سؤال بديهي: هل هناك أي سلبيات لعدم وجود فترة حيض رغم ذلك؟ بالنسبة للنساء اللواتي يمتلكن فترات حيض منتظمة (ولا يعتمدن إطلاقاً على وسائل منع الحمل الهرمونية)، هناك بعض الأضرار التي يمكن تحديدها إذا تم فقدان الدورة الشهرية فجأة.
من الجدير ذكره بأن غياب الدورة الشهرية بين الحين والآخر لا يثير القلق بشكل خاص، وفقًا للطبيب تيمبيست، ولكن إذا توقفت امرأة عادية فجأة عن الحيض لعدة أشهر أكثر من مرة، فقد تكون هناك مشكلة أساسية. إن انقطاع الطمث المبكر، الذي يُعرف بأنه التوقف المبكر للدورة الشهرية عند سن الأربعين أو أقل، من شأنه أن يتسبب في توقف الدورة الشهرية بشكٍل نهائي عند المرأة. قد يكون السبب الآخر هو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهو أمر يصيب حوالي واحدة من كل 10 نساء في المملكة المتحدة. يقول تيمبيست إن النساء اللواتي يعانين من أي من هذه الحالات سيتم إجبارهن على أخذ الأدوية الهرمونية كجزء من العلاج. كلتا الحالتين لهما أعراض أخرى من شأنها أن تساعد في تشخيصهما، حتى لو كانت المرأة قد فقدت بالفعل الدورة الشهرية بسبب وسائل منع الحمل.
بالطبع، تعاني بعض السيدات من آثار جانبية عند تناول وسائل منع الحمل الهرمونية. على المدى الطويل، حيث يؤدي استخدام هذه الوسائل إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي والكبد وعنق الرحم. ولكن، كما يشير الطبيب تيمبيست، فإن استخدام وسائل منع الحمل على المدى الطويل يقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم والمبيض.
ويبدو أن الطبيب مصمم على رأيه بأنه ليس هناك حاجة للحيض، مهما كان السبب، “لن تأتيك الدورة الشهرية إذا كنت لا ترغبين في الحصول عليها، واعلمي تمامًا أنه لا توجد أضرار جانبية لما تقومين به”.
نصائح لتحسين الصحة خلال الدورة الشهرية
نقدم لكِ أيضًا، العديد من النصائح التي قد تهمكِ لتحسين صحتك خلال الدورة الشهرية وأبرزها:
التغذية السليمة: تناول نظام غذائي متوازن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الصحة العامة.
ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية الخفيفة يمكن أن تساعد في تخفيف التقلصات وتحسين الحالة المزاجية.
الراحة الكافية: الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة يمكن أن يساعد في تخفيف التعب والتوتر المرتبط بالدورة الشهرية.
شرب السوائل: البقاء مرطبًا بشرب كميات كافية من الماء يمكن أن يساعد في تخفيف الانتفاخ والأعراض الأخرى.
فالحيض هو جزء طبيعي وهام من صحة المرأة الإنجابية والعامة. فهم أهمية وفوائد الحيض يمكن أن يساعد النساء في إدارة دوراتهن الشهرية بشكل أفضل والعناية بصحتهن بشكل شامل.
إذا كانت هناك أي مشاكل أو اضطرابات مرتبطة بالحيض، فمن المهم استشارة طبيب للحصول على المشورة والعلاج المناسب.
ونذكرك أيضًا علاج ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء.