أغنية "الحب اللي كان"هي حكاية حب وخسارة لنجمين عربيين مشهورين جدًا!

أغنية الحب اللي كان حكاية حب بين بليغ حمدي و وردة الجزائرية

أغنية الحب اللي كان حكاية حب بين بليغ حمدي و وردة الجزائرية

يبدو أن أغنية “الحب اللي كان” الشهيرة، هي في الأصل حكاية حب وخسارة لنجمين عربيين مشهورين جدًا، هما الشاعر المصري الراحل بليغ حمدي، والنجمة الراحلة وردة الجزائرية، وكنا قد أخبرناكِ عن 4 فنانات عربيات يتغنيّن بأغنيات الطرب الأصيل في “ليلة وردة” في جدة.

ias

هذه الأغنية التي كتبها ولحّنها بليغ حمدي ليداوي جراح فراقه عن وردة، وأدتها المطربة السورية ميادة الحناوي بإحساس ناسب حزن المشاعر، فهل هناك معلومات لم نكن نعلم بها؟

“الحب اللي كان” قصة حب وخذلان

الحب اللي كان هي أغنية من أغاني الزمن الجميل، جاءت من تلحين وتأليف الشاعر المصري الراحل بليغ حمدي وغناء عملاقة الطرب الفنانة السورية ميادة الحناوي، وتوزيع الموسيقار المصري الراحل عمار الشريعي. صدرت الأغنية للمرة الأولى في عام 1980، وأعيد إصدارها ضمن ألبوم الليالي عام 1990. تتكلم الأغنية عن الحب والخسارة والشوق.

لُحِنت الأغنية وقتها بمزيج رائع من الموسيقى العربية، وبقيت بمثابة شهادة خالدة على حدة الموسيقى في التعبير عن التجربة الإنسانية المريرة. كتبت أغنية “الحب اللي كان” نتيجة لانفصال بليغ حمدي عن زوجته المطربة وردة الجزائريةفي عام 1979. حيث كُتبَت وسط اضطراب في علاقتهما، وجاءت بمثابة انعكاس مؤثر وخيبة أمل لرحلة حمدي المضطربة عبر الحب والخسارة. من خلال كلماتها المؤلمة والموجعة ولحنها الأخاذ، تدعو هذه الأغنية المستمعين إلى اجتياز متاهة عواطف حمدي، من النشوة إلى اليأس الشديد. وإطلعي أيضًا على نجوم الغناء يحيون ليلة طربية تخليدًا لذكرى الموسيقار بليغ حمدي في الرياض.

من أهم كلماتها: “كان يا ما كان، الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان، زارنا الزمان، سرق منا فرحتنا، والراحة والأمان، حبيبي كان هنا، مالي الدنيا علىّ، حبيبي يا أنا، يا أغلى من عينيا، نسيت مين أنا، أنا الحب اللي كان، اللي نسيته قوام”.

أغنية تدمي جراح بليغ

“الحب اللي كان” تعتبر واحدة من أجمل ما غنت المطربة ميادة الحناوي، وهي من أكثر الأغنيات التي لحنها الراحل بليغ حمدي بشجن. كما أكد معاصرون للأغنية في ذلك الوقت، أن بليغ كتبها ولحنها كرسالة حب لوردة بعد طلاقه منها، ونذكر منهم: المخرج جميل المغازي الذي توقف عند ذكرياته مع الأغنية، وقال أن بليغ كان يحب وردة بصدق، وكانت أمنية حياته أن يُرزق بطفل منها، وكيف أنه عاش حالةً من الضياع والتشتت والانهيار النفسي في الأيام التي تلت طلاقه منها، إذ كان طوال الوقت في حالة من الضيق، ولا يتحمل أي كلمة من أحد، والأهم أنه كان يجلس معهم شارد الذهن ثم يقوم فجأة ويتركهم من دون سابق إنذار. وكان المغازي يصاحبه في تلك الفترة في بلد عربي لتصوير برنامج معه يقوم بتقديمه بنفسه، وكان معهما محمد رشدي والشاعر عبدالرحيم منصور. ويمكنكِ الإطلاع على روائع الموجي ليلة فنية استثنائية تجمع نجوم الوطن العربي.


وفي إحدى الليالي، بحسب قول المغازي، وجدوه يرتدي جلبابًا ومعه عوده يدندن عليه، وأخذ معه عبد الرحيم وذهبا إليه وبعد دقائق جاء محمد رشدي، وسوزان عطية. وأضاف: “كان واضحًا أن بليغ يدندن بكلمات من تأليفه في أغنية تولد أمامنا، ولأنني كنت أحمل دائمًا أوراقًا في جيبي، بدأت في هدوء أسجل ما يدندن به، وهمست لرشدي ليحفظ المقام الذي يلحن منه، وبعد فترة غلبه النوم فتركناه، وفي الصباح حضر بليغ ليفطر معي في غرفتي، فأخبرته بما كان يلحنه ليلة أمس، فلم يتذكر شيئًا، وأعطيته الورقة التي كتبت فيها الكلمات، وسألني عن المقام الموسيقي الذي كان يغني منه، فأخبرته أن رشدي يعرفه، وأرسلنا لرشدي وأخبره باللحن، وفجأة ذهب بليغ لغرفته وأغلق بابها، وبعد نحو ثلاث ساعات خرج إلينا ومعه عوده وأسمعنا الأغنية بعدما اكتملت، وغنى لنا بصوت يفيض بالشجن “الحب اللي كان”، وحين غناها بكينا”. وبعد أيام بدأ العالم العربي كله يغني لقلب بليغ المجروح بصوت ميادة الحناوي.

كما روى أيضًا المغازي نهاية مؤثرة لعلاقة بليغ حمدي ووردة، والتي تجسدت في الأغنية. حيث أن وردة قد طلبت الطلاق بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من شوق حمدي لأن يصبح أبًا في تلك الفترة، إلا أنها كانت قد ألحت على الطلاق، فوافق حمدي على مضض، ودخل في حالة من اليأس والحزن. ذكر المغازي حينها معاناة حمدي، التي خُلِّدَت في لحن الموسيقى المؤلم والحزين.

ثنائي فني وعائلي

وردة الجزائرية وبليغ حمدي، من أشهر الثنائيات الفنية والإنسانية، التي جمعت بينهما قصة حب قوية، كانت بمثابة أعوام من الحب والإبداع، توجت بالزواج وعشرات الألحان الخالدة.
تعتبر أغنية “تخونوه” التي قدمها العندليب الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ في فيلم “الوسادة الخالية” عام 1957، بداية العلاقة العاطفية بين وردة وبليغ، حيث سمعت ألحان الأغنية أثناء وجودها في إحدى صالات السينما بفرنسا، فتعلقت باللحن المليء بالشجن، وبالملحن دون أن تراه.
ولعبت الصدفة حينها دورًا كبيرًا، حين تلقت دعوة للحضور إلى مصر من المخرج والمنتج حلمي رفلة، الذي قدمها للسينما المصرية عام 1962 في فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”، فغمرت قلبها السعادة، لأنها ستلتقي بالملحن الذي طالما انتظرت رؤيته.

وصف الناقد المصري طارق الشناوي في إحدى لقاءاته، علاقة وردة وبليغ، بأنها واحدة من أهم الثنائيات الموسيقية، التي لمست أغانيهما القلوب.كما أشار إلى أن علاقة بليغ ووردة كانت أقرب إلى حالة المخرج عز الدين ذو الفقار مع فاتن حمامة، حيث لم يغير الطلاق من الأمر شيئًا، وظلت وردة حبيبته وملهمته حتى رحيله.

تسجّلي في نشرة ياسمينة

واكبي كل جديد في عالم الموضة والأزياء وتابعي أجدد ابتكارات العناية بالجمال والمكياج في نشرتنا الأسبوعية