نخبركِ اليوم عن أسبوع باريس للموضة المُحتشمة والذي عاد بنسخته الثالثة، حيث يعد فعالية بارزة لدور الأزياء المهتمة بملابس المحجبات، وتجمع لعدة علامات أزياء من مُختلف أنحاء العالم. وكنا قد أخبرناكِ سابقًا عن أسبوع الموضة المحتشمة في الرياض.
ومن الجدير ذكره أن باريس تنتظر يومي 4 و5 مايو المقبل، لإطلاق النسخة الثالثة بالتعاون بين السفارة الماليزية في فرنسا ووكالة Yard الإعلامية.
أزياء محتشمة لعلامات مختلفة
استقبلت فعاليات هذا الأسبوع في العام 2023 حوالي 6000 زائر مُقابل 3000 في العام 2022، أما بنسخته الجديدة فسيمتدّ على مساحة 600 متر مربع، ويفتح المجال أمام حوالي 30 عارضة لتقديم جديدهم في مجال الموضة المُحتشمة وعالم التجميل.
وتُشكّل إقامة أسبوع باريس للموضة المُحتشمة مُناسبة لاجتماع عدة علامات أزياء من مُختلف أنحاء العالم، منها: Moon Modesty الإماراتيّة، والتي تختلط فيها الموضة الكوريّة مع خطوط الأزياء الخليجيّة، علامة Sumeyye Kacmaz التركيّة المعروفة بأسلوبها الشبابي، علامة Blush by Lamims النيجيريّة، والتي تُقدّم العباية بأسلوب مُميّز، وعلامة Mika Luise Weber الألمانيّة المعروفة بتقديم أثواب سباحة مُحتشمة خاصة للنساء. وقد يهمكِ الإطلاع على أجمل موديلات فساتين من أسبوع الموضة في باريس لربيع وصيف 2024.
فيما كشف القائمون على هذا الأسبوع أنه سيتضمّن 8 عروض تجتمع في كل منها عدة علامات تجاريّة، بالإضافة إلى طاولة مُستديرة تُنظّمها وكالة Yard التي ستُنظّم أيضًا ورشة عمل حول مهن الاتصال والأزياء.
وكان أسبوع باريس للموضة المُحتشمة قد تناول العام الماضي موضوع “اليوتوبيا والحلم”، أما هذا العام فيدور حول موضوع “المرونة” التي تُتيح التكيّف رغم الحواجز مما يفتح المجال أمام تعزيز الأمل.
ويُشير القائمون على هذا الأسبوع أن فكرة المرونة ترتبط ارتباطًا مُباشرًا بحرية المرأة وقدرتها على تجاوز العقبات، بالإضافة إلى تحرير نفسها من القيود الاجتماعيّة والمُطالبة بحريتها في التفكير واللباس وفقًا لرغباتها.
وبهذه المُناسبة سيتمّ عرض فيلم حول موضوع المرونة يتناول قصص كفاح 3 نساء والصعاب التي واجهناها في مجال تقبّل أسلوب الأزياء المُحتشمة الذي يعتمدنه.
تحولات في عالم الموضة
ضمن التغيرات والتحولات التي تشهدها الموضة في السنوات الأخيرة، تمّ ملاحظة بروز مدرستين، الأولى تعتمد على الإثارة وتقودها دور أزياء مثل “فيرساتشي” وبعض المصممين العرب، وتحددها الياقات المفتوحة لتكشف الصدر أو الفتحات الجانبية العالية التي تصل أحيانًا إلى الخصر، والثانية ترفع شعار الحشمة وتقودها دور أزياء مثل “فالنتينو”، و”شانيل”، و”ديور” وغيرها. لكل منهما زبونات. الدليل أن الفستان المثير، بفتحاته وكشفه كثيرًا من المفاتن، الذي ظهرت به النجمة جينفر لوبيز في نهاية عرض دار “فيرساتشي” مؤخرًا حقق الملايين من المشاهدات، وانهالت الطلبات عليه حتى قبل أن يُطرح في المحلات.
بدأت هذه الظاهرة منذ أكثر من عقد من الزمن، إلا أنها انتشرت مثل النار في الهشيم مع مصممين لهم شعبية كبيرة، مثل فيبي فيلو عندما كانت في دار “سيلين”، و”إرديم” وسيمون روشا ممن استلهموا تصميمات من العهد الفيكتوري، بل وحتى من اشتهروا بثقافة الشارع مثل ماركة “فيتمون” كان لهم دور في الترويج لهذه الموضة من خلال تصميمات واسعة جدًا. وتؤكد خبيرات الموضة أن ما يغطي الجسم من الرأس إلى الكاحل أصبح التيار الرئيسي للعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وفي حين يفسر البعض هذه الموجة التي تزداد قوة موسمًا بعد موسم، إلى تزايد الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط والشرق الأقصى، لا سيما اليابان التي تُعرف أيضًا بتحفظها الاجتماعي، يفسرها البعض الآخر بأنها تمرد أو مضاد لثقافة تلفزيون الواقع، وما سببه من تُخمة فيما يتعلق بكشف لحظات خاصة أمام الجميع. أما ريبيكا أرنولد، المؤرخة والمحاضرة بمجال تاريخ الموضة في معهد كورتولد للفنون في لندن، فلها رأي آخر في هذا الشأن، مشيرةً إلى أن الأمر يعود إلى رغبة الشخصيات التي تتبناه في أن يُنظر إليهن كمُثقفات لا يحتجن لاستعمال أجسامهن للوصول إلى أهدافهن. وتشرح أن التصاميم التي تُخفي تضاريس الجسد ربما تأتي أيضًا كردة فعل للمفاهيم الذكورية للأنوثة قائلةً: “في إطار البيئات الاجتماعية الذكورية، ربما يتحول أي شيء يعبر عن رفض القيم والقوالب النمطية التي أنتجها الرجال، إلى بيان سياسي غير منطوق”.
عارضات أزياء محجبات أيضًا
يبدو أن خطوط الموضة العالمية بدأت في التغيير في السنوات الأخيرة، وهو ما نلاحظه بشدة بمشاركة عارضات الازياء المحجبات منذ سنوات بالحملات الإعلانية والعروض العالمية التي يقدّمها أهمّ المصمّمين، كاسرين بذلك القيود والتقاليد التي تفرضها المجتمعات على المرأة المحجّبة، والتي قيّدتها ووضعتها ضمن إطار نمطي لسنوات عديدة.
التحديات والعراقيل التي تواجهها المرأة المحجّبة، وتحديدًا العربيّة، تقف عائقًا أمام تحقيق أحلامها، ولكن على مرّ السنوات، اثبتت النساء العكس، بعد الإنجازات العالمية المذهلة التي حقّقنها. من أبرز الأمور التي تطمح عدد من المحجّبات إلى تحقيقها، أن تصبحن عارضات أزياء، وعلى الرغم من عدم قدرة بعضهنّ على النجاح بذلك بسبب القيود المفروضة عليهنّ، نجحت أخريات بكسر الحواجز وتحدّي العوائق، وحقّقن شهرة عالمّة في المجال، وأبرزهن الصومالية الأمريكية حليمة آدن، وإكرام عبدي عمر، شهيرة يوسف، ولينا الغوطي، خديجة دياوارا، وماريا ادريسي.