أحبّته من دون رضى والدها، والثمن كان باهظا جدا! نخبركِ اليوم عن قصة حقيقية، معبرة ومؤثرة للغاية، ولكنها ستكون عبرة خاصة في خواتيمها. وكنا قد أخبرناكِ عن قصة إمرأة تهوى كل رجل تلقاه!
العلاقات العاطفية والوقوع في الحب، من الأمور التي تجعل الحياة أكثر سعادة وفرح، ولكن اختيار الشريك الخطأ قد يكون له عواقب غير متوقعة، فما رأيكِ بمعرفة هذه القصة؟
حب من النظرة الأولى!
هل تؤمنين بالحب من النظرة الأولى؟ إن كنتِ كذلك، سأخبرك بتفاصيل قصة صديقتي التي أغرمت بحبيبها من أول لقاء، وكيف كانت النتيجة!
بدأت الحكاية عندما بلغنا أنا ومنال (صديقتي صاحبة القصة) عمر الـ 18، كنا وقتها تحديدًا في السنة الأولى من الجامعة، حيث قررنا الدخول في فرع مشترك، وهو الهندسة المعمارية.
كان دخول الجامعة بالنسبة لنا، حلم بات حقيقة، فأمنياتنا كانت مشتركة منذ كنا صغارًا، واليوم باتت هذه الأحلام في متناول أيدينا، وسنثابر للوصول إلى الأهداف التي وضعناها مسبقًا.
لكن يبدو أن خططنا السابقة لم تكن متضمنة “الوقوع في الحب”، فخلال بداية السنة الدراسية الأولى، تعرفت منال إلى شاب في السنة الثالثة من الهندسة المعمارية، كان اسمه “قيس”، وفور تعارفنا، وقعت صديقتي في حب الشاب الأسمر، الذي يمتلك الكثير من الجاذبية، والإعتداد بالنفس.
كانت قصة حب منال، على حسب إدعائها “حب من النظرة الأولى”، ورغم عدم اقتناعي بهذه المقولة، إلا أن صديقتي أجبرتني على الرضوخ لها، رغمًا عني، لتبدأ هذه القصة التي لم تكن مكتملة المعالم منذ بدايتها. وهل هناك علاقة حب مثالية؟
ذكورية وإقصاء لرغبات الطرف الآخر
لم أبدي يومًا إعجابي بقيس، فهذا الشاب كان يمثل الذكورية بكل معانيها، ينظر إلى المرأة على أنها “ضلع ناقص” ليس أكثر، حتى أن دراستها ونجاحها أمر ليس بالغ الأهمية، فالمرأة واجباتها متمثلة بالتنظيف والإهتمام بالشريك، أما أحلامها وطموحاتها فهو أمر لا يبالي به على الإطلاق.
قصة حب الثنائي تطورت بشكٍل سريع، لكن المشكلة كانت في تغير منال بطريقة واضحة، فهي لم تعد الصديقة الطموحة، التي تمتلك الكثير من الأهداف والأحلام، بل باتت أقصى طموحاتها إرضاء قيس، على حساب سعادتها.
لم أكن يومًا الصديقة التي تبعد نفسها عن صديقاتها ومشاكلهن، وهو ما قررت فعله مع منال، من خلال المواظبة على نصحها بالإبتعاد عن قيس، والتفكير في حياتها العملية، وعدم نسف كل أحلامها لمجرد علافة حب.
هذا الأمر جعل منال تختار العزلة، والإبتعاد عن صداقتنا القوية، بل أصبحنا كالغرباء، تجمعنا مقاعد الدراسة لا أكثر. من هنا اكتشفي هل الرجل قادر على التغير من أجل من يحب؟
نتائج رفض الزواج
قد أجزم بأن هناك العديد من الأمور التي تحصل في الحياة، لا يمكن للمرء أن ينساها على الإطلاق، ويبدو أن زيارة والدي منال المفاجئة لنا، من اصعب المواقف التي يصعب عليي محيها من ذاكرتي.
في التفاصيل، قرر والدا منال في أحد أيام العطلة، مفاجئتنا بزيارة خاطفة، والسبب أنهم يودون معرفة مكان ابنتهم!
وعند تأكيدي لهم بأنني لا أعرف شيئًا عن مكان تواجدها الحالي، انهارت والدة منال بالبكاء، لتخبرنا أن قيس طلب ابنتهم للزواج، بشرط أن تترك منال الجامعة وتتفرغ للمنزل، ليجابهه الوالد بالرفض، كون ابنته من الأوائل، وهي لا تزال صغيرة لأخذ هكذا قرار.
قررت منال وقيس الزواج رغمًا عن موافقة والديها، ويبدو أنني أيضًا أصبحت في مصاف الغرباء، فأنا لم أكن أعلم بهذه المخططات الجريئة!
حاولت التواصل أكثر من مرة معها، لكن قيس سيطر على هاتفها، وكان يمنعني من الوصول إليها والتحدث معها بحجة أنها مريضة، نائمة، تغسل، تنظف المنزل..إلخ
لم اقرر الإستسلام، فهي ليست من شيمي، لكن تصرفات قيس كانت أقوى من إصراري. وفي سياق متصل اكتشفي أسرع طريقة لنسيان الشريك.
قرار خاطئ لا يمكن إصلاحه
بعد مرور سنتين، اتصل بي رقم غريب، لأكثر من مرة، ساورني الفضول لمعرفة هوية المتصل، لأكتشف أن منال كانت تحاول الوصول إلي بعدة طرق.
اخبرتني صديقتي أنها أصبحت أمًا لطفلة جميلة تشبهها، لكنها تعاني من اكتئاٍب حاد بسبب عزلتها ومقاطعة أهلها، والأهم أن قيس لم يكن هو الحب الذي انتظرته منال، بل العكس، فقيس بعد زواجه من صديقتي باشهر قليلة، قرر الزواج من أخرى والعيش معها، وترك منال وحيدة مع طفلة في منزل والديه.
لم استوعب الصدمة، قررت الدفاع عن منال بشتى الوسائل، وكان التحدث مع والديها لسماها والعفو عنها الخيار الوحيد.
لم تكن الأمور كما خططت لها، فوالدا منال قررا التخلي عنها، بعدما تخلت عنهم منذ زواجها وهروبها من المنزل، ما جعل صديقتي لا تملك خيار الإنفصال والعودة إلى كنف والديها، خاصةً بعدما أصبحت أمًا.
لم أتخلى عن صديقتي، رغم أنها تخلت عن كل حياتها، من ضمنها أنا، وقررت دعمها معنويًا بشتى الطرق، لكنها اليوم وبعد أن خسرت أهلها، طموحاتها وأحلامها، باتت امرأة ضعيفة للغاية، هدفها الوحيد تربية طفلتها لتكون نسخة لا تشبهها على الإطلاق!
أجزم أن كل القصص لا تشبه بعضها، لكني أوكد بأن عدم احترام رغبة الأهل قرار قد يكون له عواقب ليس حميدة، فما رايكِ بذلك؟