نخبركِ اليوم عن أجمل شوارع مراكش في المغرب التي تشع حضارة، حيث تعتبر واجهة البلد السياحية، وعاصمته أيام حكم المرابطين والموحدين. وقد يهمكِ الإطلاع على وجهات سياحية في المغرب العربي عليكِ زيارتها!
تُعدّ مراكش المغرب أول المدن الإمبراطورية في تاريخها، والمدينة الأهم بين مدن الجزء الأوسط منه، كما تُسمّى أيضًا بالمدينة الحمراء نسبة إلى اللون الغالب على مبانيها.
مدينة مراكش
توصف مراكش بمدينة البهجة، حيث لا تخفى الروح المرحة والميل للنكتة لدى أهلها. يصفها الأوروبيون بالمدينة الساحرة لطبيعتها ومناخها الصحي، مما جعل الآلاف منهم يختارون الاستقرار فيها، وفيهم شخصيات عالمية وأسماء كبيرة في عالم السياسة والفن والرياضة.
تقع مراكش جنوب المغرب عند سفوح جبال الأطلسي على بعد ثلاثين كيلومترًا منها، وترتفع 450 مترًا عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الرباط 327 كيلومترًا، تتميز بمناخ شبه جاف شتاؤه معتدل رطب وصيفه جاف حار. وإليكِ لمحة عن السياحة في المغرب وأجمل مدنها.
وتقدر مساحة المدينة بنحو 230 كيلومترًا مربعًا، وتُعدّ رابع أكبر مدينة في البلاد بعد الرباط وفاس والدار البيضاء، ووصفت بأنها “المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حر حرور وظل ظليل وثلج ونخيل”.
ساحة جامع الفنا: تراث شفوي للإنسانية
تنقلنا الكاميرا إلى ساحة جامع الفنا التي تعد أحد أهم معالم المدينة الرائعة، وهي ساحة سياحية بامتياز تخضع للنظام، حيث تبدأ المطاعم عملها بعد أذان العصر، وبعد وقت وجيز يصبح المكان جاهزًا لاستقبال الزوار. في الساحة توجد العديد من عروض الفرجة كأهل السير والمداحين ومروّضي الأفاعي والقرود، وهي مهن متوارثة منذ تأسيس المدينة، كان يؤمها الناس من جميع مدن المغرب ومن كافة طبقات المجتمع، وحتى أن المثقفين يحضرون لسماع الحكايات والروايات والموروث الشعبي من أهل السير، وقد اعترفت بها اليونسكو بها كتراث شفوي غير مادي للإنسانية، فاعترفت بالحكواتيين والموسيقيين والبهلوانات.
يقول أحد القصاصين: “تقدم الفرجة مقابل كرم الزوار- ما يقدمونه من نقود مكافأة على العرض- وهي ليست تطفلًا وإنما هي مهنة عاش عليها الأجداد. وهناك في الساحة حكواتيون كثر، كل منهم مختص في مجاله منهم أهل السير ومنهم من يسرد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة، حتى أنهم لا يفوّتون الفرصة فيتحدثون عن كيفية الوضوء والصلاة وغيرها من الأمور الدينية. كما أن هناك فرج في الساحة، غاية في الإثارة كترويض القرود والأفاعي التي تجلب من الصحراء المغربية، ويقوم مروض الأفاعي بتعريف الناس بكل نوع وأصله.
الطنجية: سيدة الطعام في مراكش
الطعام في المغرب جزء مهم جدًا من التراث، والناس في المغرب مدمنون على الطنجية والنزهات، فهم يتقاسمون الأدوار فمنهم من يغني ليطرب، ومنهم من يقوم بإعداد الطعام.
وكانوا في الغالب يعدون هذه الأكلة التراثية يوم الجمعة ويحملونها معهم إلى المنارة أو المتنزهات الطبيعية، وتطهى هذه الأكلة المكونة من اللحم بالفخار، وأحيانًا يضاف لها بعض الخضروات، وتتميز الطنجية المراكشية باستخدام الثوم والليمون الحامض المملح والكمون والسمن المضاف إلى اللحم، وقد تكون بمرق أو بدونه.
ومن العادات المرتبطة بهذه الأكلة، أنها تفرغ في صحن أمام المدعوين بطريقة خاصةً وسط أجواء من المرح. وفي عام 1999 افتتحت أول مدرسة للطهي المغربي، حيث يتسنى للزائر تعلم الطبخ المغربي مثل تحضير بعض أطباق السلطة والطجين والكسكس وأنواع التحلية، ليصبحوا بعد ذلك سفراء للطبخ المغربي في بلادهم ويعد الطبخ جزءًا من الثقافة المغربية، فلقد تحولت المغرب في السنوات الأخيرة إلى واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم.
مسجد الكتيبة: أعظم مآذن عصر الموحدين
من معالم المدينة الشهيرة قصر الباهية الذي يعود للقرن التاسع عشر، وهو قصر لرجل يدعى بـ أحمد، وإنما سمي بهذا الاسم نسبةً لاسم زوجته الباهية، وهناك قصر أخيه سي سعيد الذي تحول إلى متحف.
أما مسجد الكتيبة فقد بناه يعقوب المنصور الموحدي على الطراز الأندلسي زمن الموحدين في عهد الخليفة عبد المؤمن الكومي سنة 1132 ميلادي، وقد استخدمت الأدراج لتوصيل الحجر للأعلى وهو مسجد مدهش يتميز بصومعته العالية.
يقول المؤذن أحمد الناميسي إن مساحة المسجد تبلغ ستة آلاف متر مربع، خُصصت خمسة آلاف منها لقاعة الصلاة، وألف لصحن الجامع. وقد يهمكِ الإطلاع على وجهات وأماكن ترفيه في الرياض لتجارب لا تنسى.
وقد غُرست في المسجد أشجار البرتقال كما هو شأن جامع إشبيلية بالحمراء غرناطة، ويحوي المسجد خمس قباب مستديرة عالية في البلاط الأول، يتوسطها محراب، ويحتوي على ثمانية أبواب على كل جهة أربعة. كما بنى الصومعة أبو أيوب المنصور المولود بقرطبة، فتأثر برقّة الأندلس وحضارتها، وفرّ من خشونة الموحدين وتقشفهم، فبنى المساجد والقصور، ومن جملة ما بناه في حاضرة مراكش هذه الصومعة وهي المنارة الأعلى في زمن الموحدين، ويبلغ طول الفسيفساء 67 مترًا دون الصومعة التي تتوسطها، وقد حوت زخارف تزينها كالكتف والدرج والخواتم السليمانية والفصوص “المقربصة” و”المقرصنة”.