يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت الأمراض النفسية تنتقل بالوراثة، وعند التفكير في إنجاب طفل أو كان لدينا أطفالًا بالفعل، تراودنا الشكوك عمّا إذا كنا سننقل اضطراباتنا العقلية إلى طفلنا بهذة السهولة.
هل الأمراض النفسية وراثية؟ حيث أنه قد يعاني أكثر من فرد في العائلة من نفس المرض النفسي أو العقلي وفي حالات أخرى يصاب شخص واحد فقط. فهل يشفي المريض النفسي تماما بعد العلاج؟
هل المرض النفسي وراثي؟
وجد علماء النفس عند تتبعهم الأمراض النفسية وتاريخها؛ زيادة حدوث أمراض معينة في بعض العائلات مما أكد فكرة أن الامراض النفسية وراثية؛ ولكنها تحدث بنسبة طفيفة، مما يعني أنه كون الشخص فردا من عائلة ينتشر بها مرض نفسي معين تزيد خطورة احتمالية إصابته بهذا المرض عند التعرض لظروف معينة؛ ولكن تظل احتمالات عدم حدوثه أكبر، لتداخل العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الأمراض النفسية والتي يصعب أن تحدث مجتمعة لكل شخص بنفس الطريقة، أبرز هذه الأسباب:
- الصدمات الشديدة، مثل التعرض لحادث كبير أو اعتداء جنسي، أو استغلال عاطفي.
- الإيذاء الشعوري، مثل حدوث تنمر مستمر في البيئة المدرسية أو في محيط الأسرة.
- الإدمان، وسوء تعاطي العقاقير الطبية بشكل عام وبدون إشراف طبي.
- العوامل الجينية التي تحدد طبيعة رد فعل الأشخاص تجاه المواقف المختلفة ومدى خطر حدوث مرض نفسي ومدى الاستجابة للعلاج أو التعامل مع المرض في حالة حدوثه.
ما هي أشهر الأمراض النفسية الوراثية؟
مرض الفصام (Schizophrenia)
يُعد مرض الفصام ضمن الأمراض النفسية الوراثية، تتمثل أعراض الفصام في الهلاوس السمعية والبصرية وقد يعاني المريض أيضًا من الأوهام أن هناك شخص ما يراقبه أو يحاول أن يؤذيه.
قد يتعرض مريض الفصام إلى نوبات ذهانية شديدة تتطلب العناية الخاصة أو حجزة في المستشفى لكي لا يعرض نفسه أو الآخرين للخطر.
التوحد (Autism)
يُعد التوحد ضمن أكثر الأمراض النفسية الوراثية انتشارًا بين الأطفال، ويتميز بمشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي عند الطفل.
تتمثل أعراض التوحد في الآتي:
- الطفل قد لا يستجيب عندما تناديه أمه بأسمه، أو يبدو وكأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
- لا يفضل العناق أو التلامس.
- يفضل الانعزال أو اللعب بمفرده.
- لا يفضل التواصل البصري مع غياب تعبيرات الوجه.
- تأخر الكلام.
اضطراب ثنائي القطب (bipolar Disorder)
مريض اضطراب ثنائي القطب يشعر بالسعادة العارمة ويتحول فجأة شعورة إلى الحزن الشديد، يعاني مريض اضطراب ثنائي القطب من نوبات من الهوس مع نوبات أخرى من الاكتئاب الشديد.
قد يتعرض مريض اضطراب ثنائي القطب إلى نوبات غضب شديدة ويعاني من ضعف التركيز.
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (Attention deficit -hypersensitivity disorder ADHD)
يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ضمن أشهر الأمراض الوراثية المنتشرة بين الأطفال، إذ يظهر الطفل فرطًا في النشاط لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس لمدة طويلة في مكانه.
وقد يواجه الطفل مشكلات تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز مدة طويلة و إتمام مهامه كاملة.
الاكتئاب الحاد (Major depression)
لا عجب أن مرض الاكتئاب الحاد ضمن الأمراض النفسية الوراثية، لا شك أن هناك شخصًا ما تعرفه في أسرتك أو ضمن الأصدقاء يعاني من الاكتئاب.
يحدث الاكتئاب الحاد بسبب اضطراب بعض المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن تحسين المزاج “السيروتونين”. وإليكِ أخطر أنواع الأمراض النفسية وعلامات تحذرك منها.
كيف نحمي أنفسنا من المرض النفسي إذا كان وراثيًا؟
- إدراك طبيعة المرض وكون احتماله وراثياً في العائلة يفيد في فهم المرض وكيفية التعامل معه إن حدث حتى لا تتفاقم الحالة سوءاً أو حتى لحماية أفراد العائلة منه بتتبع إرشادات معينة يقررها علماء الجينات والطبيب النفسي، مثل ضرورة عدم تزاوج الأفراد من نفس العائلة لتفادي زيادة احتمالية إصابة الأبناء بنفس المرض.
- ممارسة الرياضة بانتظام يحسن الحالة المزاجية ويخفف حدة التوتر والضغوط مما يساعد على تقليل أسباب نشأة المرض النفسي.
- مشاركة مشاكلك ومشاعرك مع أشخاص عقلاء تثق فيهم، يدعمك ويساعدك على التفكير بشكل متزن، مما يزيد من إيجابية مشاعرك وتمتعك بالتفاؤل.
- الابتعاد عن الضغوط النفسية والبدنية قدر الإمكان، كما يمكنك تعلم تقنيات معينة من الطبيب النفسي تساعدك على مواجهة الضغوط التي لا تستطيع تفاديها.
- تناول غذاء صحي متوازن ولا تستهين بتأثير الغذاء في المرض النفسي، لأن نقص عناصر غذائية معينة أو زيادتها في الغذاء عن الحد المطلوب قد يؤثر على الناقلات العصبية ومستوى الهرمونات ومستوى النشاط في المخ مما يؤثر تأثيراً مباشراً على الحالة النفسية، فمثلاً يرتبط النقص الشديد في فيتامين ب باحتمالية حدوث اكتئاب والتهاب في الأعصاب.
- يجب نيل قسطاً كافٍ من النوم المنتظم لأنه يقلل التوتر ويثبت الحالة المزاجية ويساعد على التخلص من الضغوط ويرفع مناعة الجسم.
- لا تتعاطي أي أدوية إلا باستشارة الطبيب أو الصيدلي، كما عليكِ إخبارهم بتاريخ االأمراض النفسية في العائلة إن وُجدت؛ لأن كثيراً من الأدوية تؤثر على الحالة النفسية وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مرضية في الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني لذلك؛ كما يجب الحذر الشديد من تعاطي مواد تؤثر على الحالة العقلية مثل تناول الأدوية المنشطة للمخ لأن خطرها في حالة المرض النفسي الوراثي مضاعف عن الأشخاص العاديين. وقد يهمكم الإطلاع على عوارض الاضطرابات النفسية: قد تكونين تعانين منها!