نخبركِ اليوم عن نساء عراقيات وصلن إلى العالمية، وهدى بيوتي واحدة منهن، حيث ظهر الحضور البارز للمرأة العراقية في أكثر من مجال.
الجدير بالذكر أن الإبداع والتفوق والتميز ليس بالأمر الجديد على نساء العراق، فقد استحققن وبجدارة لقب نساء ملهمات ورائدات وسيدات أعمال مهمات على صعيد مجالات كثيرة.
هدى قطان
تمكنت خبيرة التجميل وسيدة الأعمال العراقية الأميركية هدى قطان، من بناء إمبراطورية مميزة وناجحة في عالم مستحضرات التجميل، بفضل علامتها الشهيرة Huda Beauty القائمة في دبي، فضلًا عن كونها مؤثرة في عالم المكياج. اللافت أن اسم هدى بيوتي برز وانتشر عالميًا وأصبح علامة تجارية مهمة بسرعة كبيرة، حققته بإصرار وشغف بالعمل ووفاء كبير لاحدود له، حتى أصبحنا نلاحظ أنه عند إطلالتها وظهورها على جمهورها ومتابعيها، يُحتفى بها واحدة كنجمات السينما في هوليوود.
حققت هدى قطان نجاحها الكبير واللافت في عالم التجارة الإلكترونية من خلال العمل الجاد والتصميم والشغف بالجمال.
وقد استكملت مشوارها العملي في دبي التي انتقلت إليها مع عائلتها، حيث كان والدها يعمل كأستاذ في الجامعة الأميركية في الشارقة، أما بداياتها في عالم التجميل وفن المكياج فبدأت فعليًا في لوس أنجلوس في أميركا، وبتشجيع من إحدى أخواتها بدأت تعطي دورات تعليمية ونصائح في التجميل عبر موقعها الإلكتروني، لتنطلق بعدها في الخوض في عالم الأعمال عبر منتجاتها تحت اسم “هدى بيوتي”، وهي عبارة عن سلسلة من الرموش الاصطناعية، محققةً بذلك نجاحًا باهرًا حيث ارتبط اسمها بأسماء نجمات عالميات. وهو ما يفسّر تحول هدى قطان من خبيرة مكياج إلى صاحبة الملايين.
ومع مرور الوقت، لاحظنا ازهارًا كبيرًا في أعمالها، وتطورت علامتها التجارية لتلبي كل احتياجات المرأة من جميع المستحضرات اللازمة لروتينها اليومي في عالم التجميل.
تعتبر هدى قطان اليوم، مصدر إلهام للكثير من النساء والفتيات، لكونها امرأة ناجحة في مجال الأعمال. فهي تبحث باستمرار عن طرق لابتكار وتوسيع علامتها التجارية، وتسعى بتفاني لا حدود له لتزويد عملائها بأفضل المنتجات والخدمات، حيث أنها أحدثت ثورة في عالم صناعة التجميل.
أما على الصعيد الشخصي، تميزت هدى بإنسانيتها ووفائها لكل من ساعدها أو وقف إلى جانبها في زمن صعب يتنافس فيه الكثيرون لإبراز مواهبهم. واليوم يتابعها على منصتها على الانستغرام حوالى ال 54 مليون متابع، واللافت أن مجلة فوربس صنفتها كواحدة من أقوى عشرة نساء مؤثرات في العالم. وتجدر الإشارة إلى أنها تبرّعت بمليون دولار لصالح أطفال غزة.
لم يكن الطريق إلى النجاح العالمي الذي وصلت إليه هدى بالسهل، حيث واجهت العديد من التحديات، منها قضايا التنمر وكيفية إحضار علامتها التجارية إلى السوق العالمية. تمكنت هدى من التغلب على كل هذه التحديات وأنشأت في النهاية خط المكياج الخاص بها والذي يتكون من 140 منتجًا وتقدر قيمته بأكثر من مليار دولار بشكل تقريبي.
زها حديد
تعتبر زها حديد من النساء العراقيات اللواتي برزن وبقوة في مجال الهندسة المعمارية، حيث تفردت في أسلوب عملها وفي طريقة تقديمها لذاتها حتى تركت بصمة مميزة على المشهد المعماري العالمي المعاصر.
حصلت زها في مسيرتها المهنية الطويلة على العديد من الجوائز الهامة، أبرزها جائزة برتزكر للهندسة المعمارية 2004، وجائزة ستيرلنغ عامي 2010 و2011 والميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية.
تميزت تصميمات حديد الهندسية بالجرأة والغرابة التي لم يسبقها إليها أحد، إضافةً إلى إحساسها وروحها التي أضفتها على تصاميمها. قادها هذا الأسلوب الغريب والمميز إلى نفس التصنيف مع كبار مهندسي الهندسة المعمارية التفكيكية ولكن بأسلوبها وهويتها الخاصة.
اللافت أيضًا أن مشاريع زها حديد منتشرة في مختلف مدن العالم، والتي تمتاز بتصاميمها المستوحاة من وحي الخيال، ونذكر لكِ أهمها:
- مركز حيدر علييف أذربيجان
- هنغر بورغ النمسا
- المبنى العائم دبي
- جسر الشيخ زايد ابوظبي
- دار أوبرا غوانزو الصين
- معرض سربنتين ساكلر إنجلترا
- معرض روكا لندن
- مبنى انفستكورب | أكسفورد
- مقر شركة بيئة الشارقة
منى قطان
بدأت منى مسيرتها المهنية كعضو في فريق شركة هدى بيوتي، التي أسستها شقيقتها هدى عام 2013 والتي أصبحت من أبرز العلامات التجارية العالمية في مجال مستحضرات التجميل إلى يومنا هذا. لعبت منى دورًا فعالًا وكبيرًا في نجاح هدى بيوتي، كونها شاركت في تطوير وتسويق المنتجات في ذلك الوقت.
هذا الأمر لم يرضِ غرورها، حيث أنها كانت تبحث عن شغفها الحقيقي لإبراز موهبتها الخاصة، وفي عام 2016 قررت منى الانفصال عن شركة هدى بيوتي، لتصبح مؤسسة ورائدة لعلامتها التجارية الخاصة في صناعة العطور، التي أطلقت عليها اسم كايالي، وهي علامة عطور فاخرة تجمع بين الروح الشرقية واللمسات العالمية.
ألمحت قطان أن وصولها للقمة لم يكن سهلًا، إذ حاولت جاهدةً لتحقيق حلمها. و اللافت هنا أن إنجازات منى لم تقتصر على النجاح في مجال الأعمال فحسب، بل تجاوزت بذلك أيضًا دورها الفعال في تمكين النساء وتحفيزهن على تحقيق طموحاتهن، من خلال تبادل خبرتها عبر تطبيق إنستغرام، والبرنامج الواقعيّ “دبي بلينغ”. وإلى يومنا هذا بات يتابعها 3.4 مليون شخص على منصة انستغرام.
ونختم مع موضوع عن هدى ومنى قطان تلتقيان بشبيهتيهما في متحف مدام توسو في دبي.
