هي سيدّة مجتمع لبنانيّة من الطراز الأوّل، زوجة رجل الأعمال عبد الحفيظ عجم، وناشطة في المجال الاجتماعي والخيري، إنّها ليلى عجم، اسمٌ اكتسب منذ سنوات ست لقباً آخر. لم تسع إليه ولم تتمناه حتّى!
فجأةً، إتشحّت صورها بمناديل احتلّتعرش الشعر الأشقر، وعرفت صباحاتها شحوب بشرة كانت مضرباً للمثل، لكنّ القدر الذي استطاع أن يقلب حياتها لم يقوَ على إخفات بريق تلك العينين الزرقاوين، لأنّ الأمل لم يترك لسواه مكاناً. ياسمينة التقت السيّدة اللبنانيّة ليلى عجم، التي اشتهرت بمحاربتها المرض الخبيث متسلحّة بالأمل والعزيمة والصبر. فإليك تفاصيله:
بعد هذه التجربة، ماذا بقي من ليلى عجم؟
لم أتغيّر يوماً، فحبي وتمسّكي بالحياة ويقيني أنّ الفوز سيكون من نصيبي، وأنّ المرض لن يستطيع في يوم كسري، هي أسبابٌ قوّت إيماني وعزمي على محاربة سرطان الثدي، وأمكنتك من لقائي اليوم.
كيف تلقيت خبر إصابتك بسرطان الثدي؟
في صالون الحلاقة وعبر الهاتف، أتاني الخبر، الصدمة كانت أقوى من المنطق حينها، وأنا الانسانة التي أعيش نمطاً صحيّاً مثاليّاً، وأواظب على فحوصات الدم الدوريّة من دون أي تأخر أو تلكؤ، وأنا التي أمضت حياتها بمساعدة الجمعيّات الخيريّة، شعرت أنّ إصابتي لا أصل لها ولا سبب، ولا أنكر أنني في اليومين الأولين سألت ربي"لماذا أنا؟"، ولكن قوّة الإيمان في داخلي هي التي غيّرت مقولتي، فسألته السماح بعد حين راضية بحكمه مهما كان.
وماذا عن عائلتك ومحبيك؟
أشكر الله على الدعم الذي تلقيته من العائلة والأصدقاء والمحبين، فالرعاية التي أحاطوني بها هي التي شجعّتني على المضي قدماً، فأولادي "تخصصوا" بحالي المرضيّة، وتابعوا كل جديد عن تفاصيله على مواقع الانترنت. خصوصاً أنّ نوع السرطان الذي أصابني نادر الحدوثفي سنّي الخامس والأربعين، ولا يصيب إلا السيّدات اللواتي تخطين السادسة والستين، ويتمركز في خلف حلمة الصدر أي في الشرايين.
رغم إصابتك بالمرض، حافظت على جمال إطلالتك، كيف تصفين حالك في ذلك الوقت؟
ضاعفت العناية بجمالي، بحكم حياتي الاجتماعيّة، وأحببت أن أبقى جميلة في عيون كل المحبين، فاستعنت بالشعر المستعار، واشتريت الأوشحة من الماركات العالميّة المفضلّة لدي، ولم أسمح للمرض أن يجعلني أكره شكلي بل أن أحبّه أكثر. مع العلم أنّ فقداني لشعري أبكاني في ذلك الوقت.
بعد أن صنفّك الإعلامي نيشان ضمن النساء الخمس اللواتي غيّرن مفهوم سرطان الثدي في الشرق الأوسط، وبعد شفائك التام من المرض ماذا توجهين نصيحة للنساء من أجل الوقاية من هذا المرض؟
حتّى ولو كنت تتبّعين حياة ً صحيّة، وتخضعين للفحوصات الدوريّة، والمرض في شجرة العائلة غائبُ تماماً، – كحالي الشخصيّة- عليك الخضوع لفحص الوقاية من سرطان الثدي، المتوفّر بأسعار تلائم الجميع، والسبيل الوحيد امامك لتفاديه.
ما هي أبرز النشاطات التي تمّت في لبنان في إطار شهر التوعية من سرطان الثدي؟
قمنا بإضاءة القصر الجمهوري ووزارة الصحّة وصخرة الروشة ومجمّع الـ Biel باللون الزهري. ونرشد السيّدات طوعاً على إجراء الفحوصات للكشف المبكر عن المرض.