السلفي؛ أنا وهاتفي لا نحتاج الى أحدّ ظاهرة إجتماعية تكنولوجية غزت العالم، وأصبحت نمط الصورة الأكثر انتشاراً وجماهيرية، فتبنّتها المرأة في شكل خاص كي تصبح رفيقتها الدائمة، لتعجّ ذاكرة هاتفها بها وتملئ حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن، لماذا قد نطلب منك التخفيف من التقاط هذه الصور؟! اكتشفي دلالاتها النفسية هنا!
اختبري نفسك: ما هي شروطك لالتقاط صور السلفي؟
– الهوس: إنّ التقاطك المتواصل لهذا الكمّ الكبير من صور السلفي، فتكادي تظهرين فيها كلّها بنفس الوضعية، بدلاً من الصور التي كنّا نفتّش فيها عن منظر طبيعي أو وردة نأخذ الصور الى جانبها، يدلّ ببساطة عن هوس بالنفس والشكل، ونمطية معيّنة تُبعد الشخصية عن الحيوية والمرح والابتكار.
– لا تستحوذ الاهتمام: فلتطرح كلّ واحدة بيننا هذا السؤال على نفسها. هل نستمتع بتصفّح مئات صور السلفي التي لا تحمل جديداً للشخص نفسه؟! إن كان جوابك نعم، امضي بأسلوبك، وإن كان جوابك كلا على الأغلب فلا تجبري الآخرين بتصفّحها يومياً على مواقع التواصل. على سبيل المثال بين إحدى صديقاتي الفايسبوكيات من تمطرنا يومياً بعشر صور سلفي على الأقلّ لا نكاد نجد ولو فرقاً واحداً بينها كلّها!
متى تحكمين على الشخصية بالغرور؟
– النرجسية: للأسف، إنّ إدمان تحميل صور السلفي تدلّ الى منسوب عال جداً من النرجسية أو بالأحرى من حبّ النفس والغرور. وكأنّك تقولين للآخرين انظروا اليّ كم أبدو رائعة وجميلة، حدّقوا بوجهي وخذوا ما يُدهش العالم! من جهة أخرى تدلّ هذه الظاهرة الى شخصية هوسها الأوّل اهتمام الآخرين، هل تريدين لنفسك صورة مماثلة؟! لا أظنّ.
– الندم: في مناسبة معيّنة، خصوصاً في جلسات الصديقات المجنونة قد تجدين نفسك مشحونة عاطفيا لدرجة امتلاك الصور لنفسك ترقصين، تقفزين، تنفخين شفتيك وكأنّك ترسلين قبلة وتحمّليها على مواقع التواصل! لا بأس في ذلك، شرط أن تكوني على قدرٍ كامل من الوعي أنّ كلّ أصدقائك على الفايسبوك من زملاء ومدراء وأهل سيرون صورك هذه، تأكّدي أنّك لن تندمي على صورتك قبل أن تضعي إصبعك على زر التحميل.