استيقظت في صباح ذلك اليوم وسعادة العالم بين يديها، ففي نهاية النهار ستكون زوجة الرجل الذي أحبّته بكل كيانها، والذي ستمضي معه بقية أيّام العمر. رسالة على الواتساب منه" حبيبتي، دعينا نشرب القهوة سوياً، سأمر لاصطحابك بعد نصف ساعة، أحبك"….
جلسا يرتشفان القهوة، وهي تنظر إلى عينين أسراها منذ اللحظة الأولى، غريب أمرهما اليوم، فيهما الكثير من القلق والخوف والترقّب. أحسّت بخطبٍ ما وفاتحته سريعاً:
" ما بك؟ لماذا أشعر أنك لست على ما يُرام".
صمت للحظات وقال:" هناك أمرٌ يحب أن تعرفيه، لم أكن أريد إخبارك به ولكنه من حقّك…."
"قل، هيا أنطق! ماذا هناك؟"
"أنا متزوّجٌ بإمرأة أخرى منذ أكثر من سبع سنوات، وأب لولدين، ولكن لا علاقة تجمعني بزوجتي منذ فترة طويلة…"
لا تذكر ماذا قال بعدها، في الواقع لم تسمع إلاّ الجزء الأوّل من جملته، ومن اعترافه الذي نزل على رأسها كالصاعقة!
" أنت متزوّج؟؟!! وأنا سأكون الزوجة الثانية لك! لماذا لم تخبرني سابقاً؟؟! كيف تخفي أمراً بهذه الأهمية "…
" ليس مهماً، فنحن منفصلان قبل سنوات كثيرة، ولكنّها لا تزال زوجةً لي".
خرجت سريعاً من المقهى، لحق بها، ولكنّه عجز عن ثنيها، وصلت إلى المنزل وأقفلت باب غرفتها على نفسها، طلبت من الجميع إعطاءها القليل من الوقت. حاولت أن تهدأ، وألاّ تصغي للهاتف الذي لم يتوقّف عن الرنين منذ تركته! كيف فعل بها هذا؟ كيف تخبر عائلتها؟هو زوج وأب! كم كانت غبية، كيف فعل بها هذا؟ ماذا ستفعل؟ هل تتزوّجه وترضى أن تكون زوجة ثانية لرجل لم يكن صادقاً معها في يوم؟ هل تستطيع تحمّل لوم المجتمع والأقاويل والشائعات في حال انفصلت عنه يوم زواجهما؟ هدّأت من روعها ومن وقع المصيبة، لا بدّ لها أن تأخذ القرار والآن!
فكّرت: لن تبني سعادتها على تعاسة عائلة بحاجة إلى والد، لن تكون هي المرأة التي تسبّب لغيرها ليالي دموع! لن تقبل أن تكون زوجة الأب الذي خطفته من أسرة هي أحق بها منه! وعلاوة على كل ذلك، لن تكمل حياتها مع رجل كذب عليها منذ البداية، فمن يكذب مرّة يكذب كل مرّة…..
ستفتح باب غرفتها، وهي على يقين بأنها ستواجه الموقف الأصعب في حياتها، ستواجه أهلها، عائلتها، مجتمعها، ألسنة الناس! ولكنّها لن تقبل أن تكون الضحية! دقّت الساعة، فتحت باب غرفتها، وخرجت….
هكذا أنهت حكاية مدمرّة، وبدأت بحكاية أصعب!
إقرئي المزيد: تخلّى عنها لأنّها لم تنجب…فهذا ما حصل له!