أيام قليلة تفصلنا عن نهاية شهر مايو، شهر عروض الكروز كما هو متعارف عليه والختام مسكاً مع عرض غوتشي كروز 2020 الذي تابعته ياسمينة مباشرة من روما، العاصمة الإيطاليّة التي لها رمزيّة خاصّة في عالم الفنّ والتي تعكس حضارة وتاريخاً مميّزاً بدا واضحاً في هذه المجموعة.
من المتحف الأوّل في العالم، متحف Musei Capitolini اختار أليسندرو ميكيليه أن يقدّم جديده لـ غوتشي وارتأى أن يعود بنا في الزمن ويسلّط الضوء على أهميّة الفنّ والتاريخ الروماني وهذا ما يبرّر خياره للمكان الذي له رمزيّة مهمّة في عالم الفنّ إذ إنّ مايكل أنجلو كان من افتتح هذا المتحف عام 1471 ليصبح مفتوحاً إلى العلن منذ عام 1743.
في الظلام الذي يعمّ هذا المتحف حيث الضوء خافتاً، مشت عارضات أزياء غوتشي وعرضن التصاميم النسائيّة من مجموعة كروز 2020 وذلك إلى جانب التصاميم الرجالية أيضاً وقد عكست الأزياغء أسلوب ميكيليه بامتياز والذي اشتهر بمزج النقشات المختلفة مع بعضها البعض لتكون النتيجة إطلالات منسّقة بطرق ملفتة وفريدة وغير اعتياديّة.
إن كنتِ تتابعين أخبار الموضة فأنتِ تعلمين حتماً أنّ أليسندرو هو من أكثر مصمّمي الأزياء المتحرّرين والذين يعبّرون عن مدى أهميّة حريّة الفكر والرأي والفرد وأهميّة الفنّ أيضاً في حياة الفرد وفي هذه المجموعة، اختار المصمّم تسليط الضوء على مبدأ " جسمي، خياري " هذه العبارة التي رأيناها مطبّعة على إحدى التصاميم إلى جانب عبارات ورسومات أخرى معبّرة.
أيضاً وإلى جانب العبارات المطبّعة، رأينا كذلك تاريخاً مطبّعاً وهو الثاني والعشرين من مايو 1978، هذا التاريخ الذي يعبّر عن اليوم الذي أطلق فيه قانوناً إيطالياً يحمي الإجهاض ويعتبره قانونياً وقد أتت هذه الخطوة في إشارة من ميكيليه إلى مدى جرأته في التعبير عن رأيه في جميع القضايا الإنسانيّة والسياسيّة التي تحصل من حوله وفي وقتنا هذا.
من هذا المكان بالتحديد ومن روما، اختار أليسندرو تقديم هذا العرض وذلك في خطوة منه لتكريم وتمجيد هذا المكان الذي يعبّر عن الحريّة وهنا لا يمكن أن ننسى حضور ميكي ماوس الذي رافق هذه الأزياء أيضاً وذلك بعدما أن رأيناه مسيطراً في المجموعة السابقة وذلك إلى جانب حقيبة الغيتار الكبيرة التي برزت ورافقت العديد من الإطلالات.
يبقى السؤال، ماذا بالنسبة إلى الأزياء والصيحات والقصّات؟ وهنا لا بدّ من القول أنّ الستايل ذاته مستمراً طبعاً فهذا أسلووب ميكيليه وغوتشي ولكن لفتتني الألوان القويّة والممزوجة مع بعضها البعض والتي أتت مقطّعة في بعض الأحيان إنما بألوان قوس القزح أو الألوان القويّة وقد برز القماش المقطع بنقشة الـ Plaid إلى جانب النقشة الكلاسيكيّة أي الـ Vintage التي تعكس رمز غوتشي.
أما من ناحية القصّات والصيحات، فرأينا القماش المخمليّ مع السراويل الواسعة Flare أو مع التوب بقصّة البيبلوم المنسّقة مع السروال الواسع والكشاكش بطبقات تسيطر على التنانير مثلاً أو الكشاكش المثنيّة مع التنورة الجلديّة وطبعاً حضرت الفساتين الطويلة المزخرفة ولفتتنا تلك المزيّنة بالريش الملوّن عند الأكمام عند معصم اليد تحديداً.