سعاد حسني أكثر أناقة من مارلين مونرو و موضة الستينيات العربية مذهلة فعلا، فلطالما كان الحديث عن نجمات زمن الفن الجميل لا ينتهي، وحتى هذه اللحظة يتم تداول صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتأمل بجمالهن وأناقتهن، حيث غالبيتهن لم يخضعن لأي عملية تجميل.
في فترة الخمسينيات والستينيات وأوائل السبعينيات كانت هؤلاء النجمات يتمتعن بسحر خاص يصل إلى العالمية، علاوة على اختياراتهن الأنيقة والمتنوعة بعالم الموضة، وأكبر دليل على ذلك الصور التي يتم تداولها إلى الآن. وقد نتوقع أنه في هذا الزمن لو كان هناك وجود للسوشيال ميديا ربما سيكون هناك مقارنات بين نجمات مصر والوطن العربي آنذاك وبين نجمات عالميات على غرار مارلين مونرو، ونتوقع أيضاً أن النتيجة ستكون إلى حد كبير في صف نجماتنا!
حس فني ولباقة عالية
على هامش الحديث، كانت نجماتنا آنذاك يتمتعن بلباقة وحس فني غير عادي، يجعلهن مؤهلات بالقدر الكافي للظهور على أغلفة المجلات العالمية، مثلما ظهرت السندريلا سعاد حسني في مجلة “لوك” والتي تعتبر أول فنانة مصرية تظهر على غلاف مجلة أمريكية، كذلك شاهدنا لقاء آخر لسيدة الشاشة فاتن حمامة تتحدث فيه بالفرنسية في لقاء إعلامي مع التلفزيون الفرنسي.
وسنحاول قدر الإمكان أن نقدّم لكِ مجموعة من الصور وبعض التفاصيل الخاصة بها لتستمتعي بجمال نجمات زمن الفن الجميل آنذاك.
أناقة سعاد حسني في الدورة الأولى لمهرجان القاهرة السينمائي
أناقة غير عادية تداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي للسندريلا وهي تحضر النسخة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي، اعتمدت فيها على فستان طويل مع صيحة الكتف الواحد، جاء منسدلا مع ستايل درابيه، ونسّقت اللوك مع حقيبة سهرة ميني بسلسلة صغيرة لستايل غاية في النعومة.
موضة البولكا دوت اقترن اسمها باسم سعاد حسني
من يصدق أن موضة البولكا دوت اقترن اسمها باسم سعاد حسني، بعدما ظهرت بفستانها الشهير في فيلم “بابا عايز كده” إنتاج سنة 1968 والذي تألقت به مع قبعة البولكا دوت وجوارب شبكية أنيقة، وحذاء مدبب مع كعب رفيع. نشير هنا إلى نجمات اليوم يقلدن أيقونات الأمس.
وعلى هامش الحديث عن السندريلا، فقد تحدث الكاتب الصحفي صلاح البيطار في إحدى الجرائد المصرية عن أن سعاد حسني كانت تعتمد غالبية تصاميمها في الأفلام وبظهورها بمختلف المناسبات من خياطة مصرية، وتتعمد اختيار أقمشة مصنوعة مثلا من القطن المصري الخالص، أو أقمشة مصرية عادية ذات سعر مقبول، لكن ذوقها العالي وقوامها الأنثوي هو ما كان يجعل الموديلات تبدو بهذا الجمال عليها، بينما تضطر أحيانا إلى اعتماد تصاميم عالمية عند رحلاتها إلى لندن وباريس.
فاتن حمامة وفخامة وذوق راقي لا مثيل له
في المقابل، تظهر لنا فاتن حمامة بأناقة لافتة تعتمد فيها على ستايل راقي وفخم ينافس أناقة الملكات، إذ كانت تميل سيدة الشاشة إلى اختيار قطع أزياء فاخرة، تعتمد على الفرو والتايورات الكلاسيكية والفساتين الميدي الضيقة من الخصر، مع إكسسوارات اللؤلؤ الراقية التي كانت تفضلها. على سبيل المثال نشاهدها بهذا اللوك مع زوجها السابق الفنان عمر الشريف، وهي تعتمد تايور ميدي، مع جاكيت فرو، وحقيبة أنثوية عريضة تشبه إلى حد كبير حقائب هذا الجيل.
بتصميم آخر شاهدناها متألقة مع فستان من الستان المخملي، وقصّة ضيقة من الخصر، مع رباط بارز بقماش الساتان، جاء من قصّة نصف أكمام، وزينت اللوك بعقد من اللؤلؤ. نشير هنا إلى أجمل أفلام قديمة تستحق المشاهدة من الزمن الجميل.
نادية لطفي وتنسيق رائع للإكسسوارات
تعتبر نادية لطفي من جميلات نجمات هذا الجيل، تتمتع بحس فني رائع، وملامح أنثوية بارزة، ولطالما شاهدناها في أفلام هذا الوقت وهي متألقة بالفساتين المنفوشة مع قصّات تبرز الخصر، أو بالموديلات الميدي مع قصّة مستقيمة، وضيقة نسبياً من الخصر أيضاً.
اخترنا لكِ أكثر من ستايل عصري للجميلة نادية لطفي يؤكد لنا جمال وأناقة نجمات هذا الجيل، كهذا الموديل للفستان الأسود، مع قصّة نصف دائرية ناحية الصدر، يأتي منفوشاً قليلاً من بعد الخصر، نسّقت معه عقد فخم لامع كبير الحجم، جاء متماشياً مع الموديل البسيط للفستان.
بتصميم آخر في أحد المناسبات، اعتمدت نادية لطفي على تنورة مع قصّة مستقيمة تبدو مزركشة قليلاً، مع بلوفر فاتح اللون طويل، وياقة عريضة، ولفتنا تنسيقها للعقد اللؤلؤي الطويل، وحقيبة اليد كبيرة الحجم جاءت مع تصميم مربعي، لتنسيق فاخر.
صباح أيقونة للموضة في الوطن العربي لزمن طويل
بالحديث عن الجميلة اللبنانية الشحرورة صباح، يمكننا القول أنها بالفعل كانت أيقونة للموضة لفترة طويلة من الزمن، وأصبح لها الكثير من التصاميم الخالدة التي تم عرضها بالعديد من المعارض والمتاحف.
وارتبط اسم الشحرورة بمجموعة من المصممين اللبنانين على وجه الخصوص، مثل المصمم ويليام خوري الذي لطالما تحدثت عنه بأنه من المقربين إليها، ويحمل اسمع توقيع العديد من الفساتين التي اعتمدتها بالأفلام والمناسبات المختلفة، وفي السنوات الأخيرة كان المصمم غسان أنطونيوس هو رفيقها بتصميم الموديلات المختلفة، لدرجة أنها قالت ذات مرة عنه “نفذ لي فساتين جميلة، وفي مرّة رأيت عنده فستاناً رائعاً أحببت أن أتزوج لأرتديه”.
فساتين هند رستم دليل إرشادي لنجمات الجيل الحالي
تفوقت هند رستم في جمالها وأناقتها نجمات هوليود آنذاك، لدرجة أنها كانت تُقارن بمارلين مونورو، إذ كانت تتمتع هند بجمال وأنوثة طاغية، وتشتهير بحبها وعشقها للموضة، ويتضح لنا ذلك من خلال خياراتها المختلفة في تصميم الأزياء.
وتعتبر هند رستم من أوائل النجمات اللاتي اعتمدن تصاميم قصّة الحوريّة، والتي أصبحت ستايل أساسي لنجمات العالم على السجادة الحمراء، وكانت هند رستم تمضي الكثير من الوقت لاختيار أجمل الموديلات التي ستظهر بها.
وقد أوضحت ابنتها بسنت في الكثير من اللقاءات التلفزيونية، أن والدتها كانت تصرف الكثير من الأموال على التصاميم المختلفة، ربما أشهرها الفستان الذهبي المُطرز بقشور السمك والباييت من خامات غالية، وكان ذلك في أوّل مشوارها الفني، حيث وضعت هند كل أموالها لتشتري هذا الفستان.
كذلك نتذكر فستانها الأنيق الأسود، الذي جاء مع قصّة ضيقة تبرز أناقتها، وإكسسوار السلاسل المائلة التي ظهرت فيه في فيلم “اعترافات زوج”. ونضيف للقائمة فستانها الأسود الكلاسيكي الميدي، من دون أكمام، مع قبعة كبيرة الحجم، الذي ظهرت فيه في فيلم “إشاعة حب”.
تعتبر كل تصاميمها التي ظهرت فيها بفيلم “لا أنام” من الستايلات الأيقونية الراسخة في ذهننا حتى الآن ويتم عرضها ضمن الكثير من العروض المختلفة للنجمة الراحلة، خصوصاً وأن الفيلم كان بالألوان، ولهذا كان هناك فرصة أكبر لرؤية جمال التصاميم.
ونختم بما قالته الأيقونات عن الجمال.