قد تسمعين كثيرًا عن "اليقظة الذهنية" أو الـMindfulness كحالة شأنها تبديل حياتك إلى الأفضل ومساعدتك على عيش حياتك من دون قلق وتوتّر ومدّك بكلّ ما تحتاجينه كي تتمكّني من السيطرة على ردات فعلك وانفعالاتك. فما هي اليقظة الذهنية اذاً؟ وماذا تعرفين عنها؟
اليقظة الذهنية ببعض الكلمات
كتعريف لليقظة الذهنية، يعتبرها علم النفس حالة يعيشها الانسان يشترك فيها الجسم والنفس معًا، نكون فيها قادرين على عيش اللحظة كما هي من دون أي أحكام مسبقة ولا اسقاطات ولا توقّعات ولا سيناريوهات مبالغ فيها. اليقظة الذهنية، هي قدرة ذهننا على السيطرة على المشاعر من خلال تقبّلها لا كبحها واسكاتها، بل رؤيتها على حقيقتها اضافةً الى تدريب العقل على عيش الصفاء والهدوء الحقيقيين في أي حالة عاطفية أو نفسية يمرّ فيها من دون ادّعاء الهدوء بل عيشه كحالة استقرار نابعة من الداخل.
كيف تصلين اليها؟
هي لا شكّ أنها ليست وليدة لحظتها، لا يمكن لعقلك ونفسك وجسمك معًا الاشتراك بحالة يغلب عليها الهدوء في أكثر المواقف الصعبة والحالكة من دون تمرين ومواظبة. الـMindfulness مصطلح عالمي له ملايين المواظبين على اتقانه وتطبيقه في حياتهم اليومية من خلال التأمل والتمرينات والنصائح والحيل التي سنأتي على ذكرها وتفنيدها لك في ياسمينة في مقالاتنا اللاحقة بهدف مساعدتك على الوصول الى هذه الحالة السامية.
كيف بدأت وما كانت شرارة انطلاقتها؟
متفرّعةً من مدارس التأمّل الأخرى ولكن مبتعدةً عن المظاهر والممارسات الدينية، تعود انطلاقة "اليقظة الذهنية" الى سبعينيات القرن الماضي، وككلّ الانجازات الانسانية التي غيّرت وجه التاريخ، أتت بالصدفة! يقول "جون كبات زين" وهو عرّاب تأملات اليقظة الذهنية بمفهومها الحديث، أنّ الأسابيع الثمانية التي أمضاها بالتأمّل بعد تعرّضه للاعتداءات على أيدي الشرطة الأميركية كونه كان من المعترضين على الحرب الفييتنامية، أوصلت به وبرفاقه الذين عاش معهم تجربة الأسابيع هذه الى نواة "اليقظة الذهنية" التي غدت مشروع حياته ونقطة ارتكاز لتغيير حياة ملايين الناس حول العالم!