في قلب الرياض، حيث تلتقي التقاليد العريقة بالحاضر المتألق، أُضيئت سماء الأزياء بتوهج فني استثنائي أضاءه ببراعة مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب. في عرض أزياء أسطوري، امتزج فيه عبق الحضارة العربية مع سحر أساطير “ألف ليلة وليلة”، قدّم صعب أحدث تصاميمه بأمسية حملت عنوان The 1001 Seasons of ELIE SAAB، ليعكس تراث الشرق بأبهى صورته مع لمسة عصرية مبتكرة، مختصراً 45 عاماً من الإبداع.
في تجربة لا تُنسى حيث تتحد الموضة والفن والترفيه في مشهد آسر، احتفل موسم الرياض بالسحر الخالد لإبداعات إيلي صعب، في حدث جمع بين فخامة التصاميم وروعة العروض، أحياه ألمع نجوم العالمَين العربي والغربي، ليكون شاهداً على قدرة الفن العربي على التأثير والإشعاع عالمياً. وكنا قد كشفنا لكِ تفاصيل الليلة الأسطورية التي توّجت مسيرة المصمم إيلي صعب في العاصمة السعودية.
تجربة بصرية غنية بالأناقة والابتكار
هنا، في قلب هذه المدينة النابضة بالحياة، تلاقت رؤى الفنانين العالميين مع الحس الفني للثقافة العربية، مما خلق مشهداً جمالياً استثنائياً. تراقصت الأقمشة تحت أضواء المسرح الفاخر، فيما جسّد العرض روحاً جديدة من الفخامة، وخلق تجربة بصرية غنية بالأناقة والابتكار، تتماشى مع أرقى المعايير العالمية، في مزيج لا يعترف بالحدود بين الشرق والغرب.
شبح الحرب رافقه منذ عرضه الأول
معروفٌ عن إيلي صعب حبّه للتحديات، وشبح الحرب يرافقه منذ بداياته، فخلال أول عرض أزياء أقامه عام 1982، اندلعت حرب لبنان. وها هو اليوم يزرع الأمل في قلب كل شاب لبناني يحلم بمستقبل أفضل، وسط الأحداث الأليمة التي يعيشها وطنه.
حلّق بنا إيلي صعب نحو آفاق من الإبداع ضمن هذه الاحتفالية التي تُعدّ بمثابة تكريم لمسيرته المليئة بالعطاء والتي سلّطت الضوء على إرثه.
قدّمت سيلين ديون وجنيفير لوبيز وكاميلا كابيو وعمرو دياب ونانسي عجرم استعراضات استثنائية في The Venue في عاصمة المملكة العربية السعودية. كما حضر العرض مونيكا بيلوتشي وهالي بيري، التي سارت على منصة العرض مرتدية الفستان الذي ارتدته لتتسلم جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في Monster’s Ball في العام 2002. ذلك الفستان الذي لفت خلاله إيلي صعب الانتباه الدولي، ليصبح أول مصمم لبناني يصمم ملابس فائزة بجائزة الأوسكار. وقد كرّمت هالي بيري المصمم إيلي صعب بارتداء فستانها الأيقوني مرتين!
صمّم إيلي صعب مجموعة حصرية لهذا الحدث، مستوحاة من حكايات ألف ليلة وليلة، تأّلفت من عدد مذهل من القطع، لا يمكن أن يستوعبها أي أسبوع للموضة. كان الأمر أشبه بمسرحية استعراضية، تطلبت مستوى عالٍ من الإبداع والابتكار.
على مدى العقود الأربعة الماضية، ارتقى صعب من مصمم منفرد إلى صاحب إمبراطورية تضم فساتين الزفاف، والأزياء الراقية، وملابس الأطفال، والإكسسوارات، والعطور، والديكورات الداخلية، والعقارات السكنية الفاخرة.
المصمم اللبناني أصبح من الأسماء اللامعة في صناعة الأزياء العالمية بفضل موهبته الفائقة وتفرده في تقديم تصاميم تجمع بين الحرفية التقليدية اللبنانية والابتكار العصري. ومنذ وصوله إلى الساحة الدولية، نجح في ترك بصمة واضحة على الموضة العالمية، وأصبح مرجعاً للأناقة والفخامة.
وبتعاونه مع الملكات والنجمات العالميات، عزّز إيلي صعب من مكانته وجعل تصاميمه تُعرض في أضخم المناسبات العالمية. هذا التعاون ساعد في ترسيخ اسمه على السجادة الحمراء وفي المحافل الدولية. وقد أصبحت عروضه من أبرز الأحداث في تقويم الموضة الدولي، وباتت تصاميمه معياراً للأزياء الفاخرة.
ويبقى إرث المصمم اللبناني إيلي صعب مصدر إلهام للأجيال القادمة، ويثبت أن المصممين العرب قادرون على ترك بصمة عالمية في مجال الأزياء.