تحول اسم النجمة إليسا بالأمس بعد افتتاحها حفل مهرجان أعياد بيروت إلى حديث مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب عفويتها الزائدة الأمر الذي عرضها للكثير من النقد.
بعيدًا عن أسعار فساتين اليسا التي أثارت الجدل، استطاعت النجمة اللبنانية من جديد أن تثير الجدل بعفويتها الطبيعية وصراحتها الشفافة لكن الأهم أنها أفرحت قلوب الآلاف الذين تهافتوا من مختلف المناطق اللبنانية والعربية لمشاهدتها والإستمتاع بأغانيها القديمة والجديدة.
اليسا في مهرجان أعياد بيروت: جرعة من الحب والأمل
هكذا هي متفردة ومتمردة والبعض يراها قوية، لكنها دومًا متميزة، برأيي الشخصي كمحررة، تتفقين معي أم لا، تجدين طبقة صوتها فيها الكثير من النشاز أم تجدين صوتها سمفونية طبيعية، مع عفويتها أو ضدها، لدى النظر إليها لا يمكنك أن لا تلمسي طاقة الحب والفرح التي انعكست تمامًا على أدائها الغنائي على خشبة المسرح لمدة ساعة والنصف.
لم يكن أداء اليسا مجرد غناء، بل جسدت أغاني إليسا، مشاعرها الحقيقية وفرحتها الكبيرة، بعودة مهرجان أعياد بيروت إلى الواجهة البحرية من جديد في البلد الأحب على قلبها، بعد تغيبه عن قائمة المهرجانات اللبنانية لأكثر من سنة، بسبب الأوضاع التي مر بها البلد، لتعود اليسا الوفية والمشتاقة لهذا المهرجان، بافتتاحه بطاقة لا يمكن وصفها، لكنها حتمًا وزعت على الجمهور جرعة من السعادة، فتحول معها طيلة الحفل إلى كورال، تناغما معًا ليشكلا حفلاً استثنائياً! قدمت اليسا خلال الحفل مجموعة من أغنياتها القديمة والجديدة، منها “سلملي عليه”، “بتمون”، “مكتوبة ليه”، “كرمالك”، “أنا سكّتين”وغيرها من الأغنيات التي أنعشت فيها مشاعر الحب والحنين في داخل الحضور، خصوصًا مع أغنيات الرحابنة منها “أنا زهرة من الياسمين”.
إطلالة إليسا الراقية من توقيع نيكولا جبران
قبل أن أكمل الحديث عن تفاصيل ما حصل خلال هذا الحفل، لا بد لي من التوقف هنا قليلًا لنتأمل سويًا إطلالة الفنانة إليسا الراقية والتي جاءت من توقيع المصمم اللبناني العالمي نيكولا جبران، الذي أبدع كعادته في التصميم الذي تناغم مع شخصيتها وجاذبيتها.
انعكس بريق النجمة اللبنانية في هذه الليلة الساحرة، وأضفى الفستان رونقه الفاخر بلونه الذهبي الذي يشبه شخصيتها المتسمة بالقوة والحرية. قصته الضيقة عند الخصر أبرزت منحنيات جسمها بأسلوب جذاب، والقماش الفاخر المزود على الأكمام الجانبية منحته رقيًا و أناقة، مع شعرها الويفي المنسدل والمكياج الصيفي الناعم، لينجح هذا الثنائي من جديد من خلق قطعة متوازنة عصرية لاقت بهذه الليلة.
ماريلين نعمان مفاجأة اليسا في الحفل
مشهد سحرنا وأخذنا لدقائق، مع صوت الفنانة الشابة ماريلين نعمان التي أبدعت الى جانب نجمة الحفل بأغنية ” أنا مش صوتك”، حيث كان حضورها مفاجأة كبيرة، لكن يبدو أن الجمهور أحبها، لأنه تفاعل معهما بطريقة مختلفة حيث لم يتوقف الجمهور من التصفيق لهما.
هذه الفتاة الشابة، برأيي الشخصي كمحررة، تستحق أن تقدر موهبتها، وهي محظوظة أن النجمة اليسا لم تتردد من الإعلان عن رغبتها في تقديم أغنية لها من انتاج شركتها الخاصة إذا كانت موافقة، واصفة إياها “بالفنانة الحقيقية”. أستطيع أن أجزم أن ماريلين فعلاً تستحق ذلك لأنها تملك صوتاً فريدًا مليئ بالإحساس المرهف وهي حتمًا بحاجة إلى الدعم في هذا المجال لكي تستطيع أن تكمل مسيرتها الفنية وتستمر بها، خصوصًا في هذه الأيام.
خلعها للكعب العالي عرضها للنقد ولكن..It’s ok
في كل مرة تقدم إليسا حفلاً، يمكنك ملاحظة النقد والهجوم الكبير الذي تتعرض له، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا ما حصل معها بالأمس في حفل مهرجان أعياد بيروت، حيث انتشر مقطع فيديو لها وتحول إلى ترند.
ما يمكنك ملاحظته في هذا الفيديو أعلاه، أنها أخذت استراحة من الوقوف على المسرح وجلست على الكرسي وأكملت الغناء. وما هي إلا دقائق معدودة، حتى طلبت مساعدتها على نزع الكعب العالي لأنها بكل بساطة لم تستطع إخفاء ألمها، فطلبت مساعدة شخص على ما يبدو من منظمي الحفل ومقرب بنفس الوقت منها. كان من إمكانها عدم القيام بهذا التصرف، كما علق البعض أو القيام بنزع الحذاء في كواليس المسرح وليس أمام الحاضرين، كما انتقدها البعض الآخر، ولكن من تابع وثائقي هذه النجمة “It’s Okay”، يدرك تماماً، أنها تعاني من الألم في أسفل قدميها ولا تتحمل الكعب العالي بسبب ذلك. من قبل هذا الوثائقي، كانت إليسا تتحمل وتخفي، لكنها اليوم متصالحة مع نفسها، والتصالح مع الذات أمرًا ليس بالسهل، هذا القرار أخذ منها صحتها وهذه الخطوة كان ورائها انسانة متعبة، لذلك قررت أن تمشي قدمًا، بقوة وصلابة وإيمان، وتتخلى عن عباءة النجومية والكمالية، لتكون إليسا الإنسانة العفوية على طبيعتها، قبل كل شيء، محولة هذا الحفل إلى حدث لا ينسى بسبب تلك اللحظات العفوية التي أظهرت فيها إليسا شغفها الكبير لفنها الحقيقي وحبها الصادق لجمهورها الكبير ليس فقط في لبنان إنما في العالم العربي.