تحت شعار "أمل جديد لمرضى التصلّب اللويحي المتعدّد"، عقدت "ميرك"، الشركة الرائدة في العلوم والتكنولوجيا والمتخصّصة في إبتكار البيوفارما، جلسة للإعلاميين بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب ولجنة أطباء مرض التصلّب اللويحي المتعدّد في فندق فينيسيا في بيروت.
وتمحورت الجلسة حول التصلّب اللويحي المتعدّد، وتأثيره على حياة المريض اليومية، والحاجات التي لا تلبّيها العلاجات المتوفّرة حالياً لهذا المرض. كما تطرّقت الجلسة إلى الترخيص التسويقي التي حازت عليها مؤخراً تركيبة "أقراص كلادريبين" لمعالجة التصلب اللويحي الإنتكاسي النشيط* في الاتحاد الأوروبي. وتعتبر تركيبة "أقراص كلادريبين" من تطوير شركة "ميرك" أول عقار يؤخذ عن طريق الفم على فترة قصيرة لمعالجة التصلب اللويحي الإنتكاسي النشيط ويتميّز بفعالية عالية من حيث تأثيره على نشاط المرض، بما فيه تدهور معدل العجز الجسدي، ومعدل الانتكاسات السنوية ونشاط المرض عبر التصوير بالرنين المغناطيسي.
وحول الموضوع، قال البروفيسور ناجي رياشي، أستاذ مشارك في الجامعة اللبنانية الأميركية ورئيس قسم طب الدماغ والأعصاب في مستشفى رزق: "التصلب اللويحي المتعدد هو مرض مناعة ذاتية مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي بالتهاب. وهو أحد الأمراض العصبية غير الصادمة الأكثر شيوعاً التي تصيب الراشدين الشباب بالعجز. ويعتبر التصلب اللويحي المتعدد الإنتكاسي الهاجع (RRMS) الشكل الأكثر شيوعاً، حيث يشكل المرضى المصابون به حوالى 85٪ من المرضى المشخصين بالإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد. وتختلف أعراض المصابين بالتصلّب اللويحي. أما الأعراض الأولية فتكون خفيفة لدرجة لا تضطر المرضى لطلب الرعاية الطبية دائماً. وتشمل أعراض التصلب اللويحي المتعدد التعب، وصعوبة في المشي، ومشاكل بصرية، شعور بالوخز والخدر، وضعف العضلات وإصابتها بتشنجات، فقدان التوازن، وتنسيق الحركات، والتفكير، والتعلم والتخطيط. ومع غياب علاج ناجع يشفي مرى التصلب اللويحي المتعدد، تتوفّر علاجات تتيح التخفيف من تطوّر المرض وإبطاء مساره".
من جهته، شدّد البروفسور سلام كوسا، أستاذ علم الأعصاب السريري، رئيس اللجنة الطبية في جمعية البحوث الفرنسية لمرضى التصلّب اللويحي (OLSEP) على أهمية التشخيص المبكر والدقيق لمرض التصلب اللويحي المتعدد مشلّطاً الضوء على مدى انتشاره. وقال: "يعتبر تشخيص الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد عملية معقدة لأنه لا يعتمد على اختبار واحد، وقد نحتاج بدايةً لاستبعاد الأسباب المحتملة. وحالما يتم تشخيص الإصابة به، ننتقل إلى تحديد نوعه غالباً بحسب نمط أعراضه"، مضيفاً: "يترتب على مرضى التصلب اللويحي المتعدد وعائلتاتهم ومزوّدي خدمات الرعاية الصحّية ونظامها أعباء سريرية واقتصادية كبيرة. ويبدو أكثر وضوحاً على المصابين الذين يعانون من نشاط مفرط للمرض فتزيد الأعباء لتتحوّل إلى إعاقة أو حتى والبطالة. ولسوء الحظ، يتكفّل مرضى التصلب اللويحي المتعدد بتحمّل النفقات العالية للعلاج، والانتكاسات والعجز الناجم عن تقدّم المرض".
أما البروفيسور سهيل جبيلي، رئيس قسم طب الدماغ والأعصاب في كلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية، فسلّط الضوء على احتياجات مرضى التصلّب اللويحي المتعدد وقال: "خلال العقود الماضية، تغيّرت خصائص مرض التصلّب اللويحي المتعدّد. واليوم، تحقق إنجاز كبير لجهة العلاجات، يتمثّل بمجموعة أدوية معدّلة للمرض ويجب أن تكون متوفرة ومتاحة لكل مرضى التصلّب اللويحي المتعدد. وتلقّي العلاج منذ المراحل المبكرة يعتبر من العوامل الأساسية لتعزيز الأثر الإيجابي المتوخّى منه على تداعيات المرض. وكل مجموعة من الأدوية المعدّلة للمرض تتميّز بملفّ من المخاطر والمزايا، كما أن كل مريض يشكّل حالة خاصة بحد ذاته. وبالتالي، فالعلاقة التي تربط مريض التصلّب اللويحي المتعدّد بطبيبه هي العنصر الأساسي لنجاح إدارة المرض– وهي عملية يجب تصميمها خصيصاً لتلبي احتياجات كل مريض. لذا، يجب أن يتمحور الدعم الطبي الاجتماعي والعائلي حول كل مريض بهدف تحسين نوعية حياته".
وضمن مداخلته في الجلسة الإعلامية، قال البروفسور عواضة، رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الدماغ والأعصاب، ومدير قسم علم الأعصاب في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وأستاذ علم الأعصاب في جامعة القدّيس يوسف: "تأسست عدة جمعيات لمساندة مرضى التصلّب اللويحي المتعدّد في لبنان، وغالبيتها تعتمد على العمل التطوّعي لتنظيم أنشطتها المرتكزة على زيادة الوعي حول التصلّب اللويحي المتعدّد، وتوفير العلاجات الفيزيائية، والتثقيف المستمر حول المرض. كما تعتبر الشراكة مع مختلف الجهات المعنية مفتاحاً لنجاح هذه الجمعيات لتطوير قدراتها وتعزيز مهاراتها للمساهمة بشكل أفضل في تلبية احتياجات مرضى التصلّب اللويحي المتعدّد. وأخيراً، يكمن الهدف الأساسي وراء عمل الجمعيات هو تمكين المرضى في لبنان ليلعبوا الدور الرئيسي في قهر مرضهم بينما يستمرون في عطائهم المجتمعي".
أما الدكتور باسم يموت، مدير مركز البحوث السريرية للتصلب اللويحي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، فسلّط الضوء على أحدث التطورات في علاجات التصلب اللويحي المتعدد بالقول: "تم إطلاق عدة علاجات لمرض التصلب اللويحي المتعدد منها علاج النوبات الحادة عبر المنشطات واستبدال البلازما (plasmapheresis)، والأدوية المعدّلة للمرض (DMDs) التي تعالج الإضطرابات في جهاز المناعة وتساهم في خفض وتيرة النوبات وحدّتها."
وقال: "على مدار السنوات القليلة الفائتة، تمت إضافة عدة أدوية معدِّلة للمرض إلى ترسانة العلاجات المعتمدة للتصلب اللويحي المتعدد بنسبة عالية من الكفاءة تؤثّر بصورة ملحوظة على تطوّر المرض، بعضها يتضمّن تناول العلاج عبر مجرى الدم أو المراقبة عبر إجراء فحوصات مخبرية دورية"، مضيفاً: "العلاج الفموي الجديد لمرض التصلّب اللويحي المتعدّد النشط (RMS) يتمثل بتركيبة أقراص "كلادريبين" وهو علاج انتقائي يعمل على إعادة تشكيل أجزاء منتقاة من جهاز المناعة مما يسهّل تلقّي العلاج – يكفي تلقّي دورتين قصيرتين من العلاج على شكل أقراص للتماثل إلى الراحة لمدة أربع سنوات. ويمكن للمرضى الإستفادة من هذا العلاج طوال هذه المدة من دون الحاجة للاستمرار بتناول الدواء أو الخضوع للمراقبة الدائمة" وختم: "نتطلع في الجسم الطبي إلى توفّر هذا العلاج للمرضى في لبنان قريباً".