تعتبر العادة السرية من أكثر النشاطات الجنسية سريّة عند الرجل والمرأة على حد سواء، فكثيرون يعتبرونها أمراً مخجلاً، بذيئاً وخطيئة دنيئة، ما يجعل جميع من يقومون بذلك يخفون الأمر ولا يتكلمون عنه أبداً حتى الى المعالج النفسي.
من الناحية الدينية، هذا الأمر مرفوض على الإطلاق، لكن ما آثاره على الصعيد النفسي؟
من أكثر الأمور الشائعة عند من يقومون بالعادة السرية بصورة مستدامة أنهم يشعرون بالتعب، الكآبة، الوحدة، العزلة، الإنطوائيّة وعدم القدرة على إقامة علاقات صداقة مع الآخرين.
عندما يصبح الأمر كالإدمان، يقومون بها بصورة يومية. وقد خرجت دراسات عن أشخاص يقومون بذلك صباحاً، ظهراً ومساءً. حتى أنهم يشعرون بالحاجة الى تكرار ذلك فور حصول أي طارئ لم يعتادوه في حياتهم.
ومن المشاكل التي يعاني منها هؤلاء أنهم يحتجزون أنفسهم في غرفهم لساعات أو حتى أيام ويصبحون منعزلين عن العالم.
مؤخراً، نرى أن وسائل الانترنت المتاحة هي المحفّز الأول لهؤلاء ليقوموا بالعادة السرية، فالمواقع الإلكترونية التي تقدّم هكذا محتوى أصبحت دافعاً إضافيا يسهل القيام بذلك.
الرجال يتأثرون بأفلام الفيديو والصور الإباحية، أما النساء فتستهويهن الرومنسيّة ومواقع التعارف والأحاديث الإلكترونية.
من الناحية النفسية، يظهر أن الرجال والنساء يلجؤون للعادة السرية كي يهدّئوا من أعصابهم أو كي يطردوا مشاعرهم السيئة.
ومن الممكن أنهم عانوا في الماضي من مشاكل نفسية قد أثرت عليهم سلباً، كصدمة ما في عمر مبكر، مشاكل عاطفية، قلق، عدم الثقة بالنفس، ضعف العلاقات الاجتماعية والإكتئاب.
هذه المشاكل قد علمتهم مع الوقت، وخصوصا في مرحلة المراهقة، أن يلجأوا الى ذلك لتغطية قلقهم ومشاعر الألم.
تصبح العادة السرية مع الوقت أداة التعامل الوحيدة مع أي مشكلة يواجهونها في حياتهم مهما كانت صغيرة. ويصبح لديهم حياة سرية، يخفونها عن عائلاتهم، أصدقائهم وزملائهم في العمل.
ومع الوقت، تصبح العادة أكثر تكراراً وأحياناً تتطوّر الى أفعال غريبة.
إذاً، على كلّ من يعاني من الإدمان على هذه العادة ألاّ يخجل من البوح بهذا السرّ الى الطبيب النفسي للمساعدة، فالمشكلة لا تحلّ ولا يتخلّص منها المرء إلاّ إذا إستطاع مواجهتها، والمعالجة النفسية هي خير علاج!
هل سبق وسمعت بداء القبلة أو الـkissing disease؟