معضلة معظمنا يقع فيها في المواقف الحياتية الكثيرة التي تعترضنا على دروب مسيرتنا المتشعّبة، أتكلّم أم ألتزم الصمت؟! لا شكّ أن التعميم في كلّ ما هو خارج العلوم والرياضيات وتحديداً في الأمور الحياتية يعتبر نوعاً من الهزيان؛ ففي حين أن الصمت يكون أحياناً فضيلة قد يكون أعظم الأخطاء في حقّ انفسنا أو الآخرين في حالات أخرى. ولأنّ الافصاح عمّا في قلوبنا له الايجابيات التي تُحسب له للصمت أيضاً حسناته. فما هي؟
اكتشفي طرق التواصل في الحب من دون كلام
– يقي من الندم: حين تلتزمين الصمت وتكبتين ردّة فعلك في الصالون التجميل، أو حين تشكّين بخيانة حبيبك وتكونين مخطئة كلياً، أو حين تسكتين بدلاً من توجيه كلاماً جارحاً لمن يكبرك سناً، فهذا بالتأكيد خيار سيحررك من الندم ويبعدك عنه كلياً، لأنّك لم تتسرعي أولاً ولم يصدر عنك كلاماً ستضطرين للاعتذار عنه أو لتبريره ولم تدخلي بتاتاً في سجالات أنت بغني عنها أصلاً.
– يتيح لك إصدار الأحكام: ما لم يصدر عنك كلاماً في قضية عائلية تتمّ مناقشتها والاختلاف حولها أو في سجال دائر بين الصديقات ما زلت في موقع القوّة لجهة تهدئة النفوس ومدّ الجسور بين الأطراف المتخاصمة وإصدار الأحكام بين مخطئ ومصيب. بينما حين تعطين رأيك الصريح في القضية من وجهة نظرك أو كما يناسب مصالحك أصبحت طرفاً، وخسرت ورقة التحكيم.
– إجابة من نوع آخر: قد يكون مقطع الصمت في كتاب أحلام مستغانمي "نسيان.كم" من أجمل المقاطع ومن أكثرها إثارةً للمشاعر الانسانية وخضّاً للتحليلات العقلية، إذ تناقش فيه عشرات الاحتمالات التي قد ينطوي عليها الصمت ويمكن للانسان توقّعها خلال تحليل سكوت الآخرين، من صمت الألم لصمت الندم وصمت المكر وصمت من خان ويحتمي خلف صمته وصمت من أصيب بالخيانة ويريد أن يقتل من دمّره بصمته … فباختصار الصمت أحياناً يجعلنا أقوى أمام من ينتظر من كلام يُفصح عمّا يدور داخلنا.