الإبداع في التفاصيل، هي مجرّد كلمات تعبّر عن إعجابنا بالتفاصيل والدّقة التي تقدمها علامة CHANEL موسم تلو الآخر. فما هي الأزياء وما هو التصميم من وجهة نظر المدير الإبداعي كارل لاغرفلد؟ إنه أمر استشنائي، غير متوقع وخارج عن المعتاد، ربما هذه هي الصفات والعناصر التي يتبعها كارل في تصميم الأزياء، وخصوصاً مجموعة أزياء CHANEL الراقية لهذا الموسم، والتي احتوت على مجموعة من التصاميم الرائعة، التي تعبّر عن الأزياء الراقيَة بمعنى جديد كلياً ولون مختلف، ومواد وخطوط مبتكرة! فمَنْ مِن المصممين يتجرأ على استخدام مواد معاد تدويرها في مجموعة أزياء عالميّة راقيَة غير كارل لاغرفيلد؟!
حظيت ياسمينة بجلسة حصريّة في دبي لاكتشاف المجموعة من جديد، فالمجموعة تتطلب ساعات من المشاهدة المتمعّنة، لكل ما فيها من تفاصيل تعبّر عن فنون وبراعة الدار التي ليس لها مثيل. تمحوّر موضوع هذه المجموعة حول عناصر الطبيعة والحفاظ عليها، فانطلاقاً من العرض في باريس الذي تمحور حول منزل خشبي وسط حديقة واسعة، فيه أجواء الرقي والهدوء، إلى عناصر المجموعة التي تركزّت على موضوع المواد الطبيعية والحفاظ على البيئة وغيرها من العناصر مثل الحشرات والورود، نقلت الدار هذه التجربة إلى دبي، وتحديداً إلى Dubai Design District، في مكان هادىء شبيه بأجواء العرض. من هنا، بدأت جولتنا لإعادة اكتشاف هذه الأزياء الراقيّة والفاخرة، بل هذه التحف الفنيّة التي تقدّمها العلامة لموسم ربيع وصيف 2016، فلكل قطعة قصتها الخاصة تم ابتكارها في أتيلييه خاص، من قبل خبراء معيّنين، وساعات من العمل التي لا تقل عن المئات والآلاف.
سيطر لون البيج بمشتقاته المختلفة على ألوان المجموعة، اهداءً لكوكو شانيل التي كانت تعرف "بملكة البيج"، أما الأقمشة فهي عبارة عن مزيج من مختلف الأقمشة الخفيفة والفاخرة، وفيها تطريزات وتفاصيل مكوّنة من رقائق الخشب والنجارة والقش وزوائد أقلام الرصاص، مواد لم يسبق لنا أن رأيناها من قبل في أي من عروض دور الأزياء العالمية أو الباريسية. قدّم كارل لاغرفلد وفريق CHANEL هذه المواد التي تمت إعادة تدويرها خصيصاً لهذه التصاميم، فقد استخدمت بطرق مختلفة منها ما استخدم كقطع أساسية للأزياء وغيرها للتطريز والخياطة والتزيين.
اختار كارل لاغرفلد لهذه المجموعة قصات واضحة، فعدا عن أن تصاميم السترات الأيقونية للعلامة كانت موجودة، فقد قدّمتها العلامة بشكل جديد، بأكتاف مستديرة ومنفوخة، بالإضافة إلى تنانير "البينسل" المستقيمة. كل قطعة هي لوحة بحدّ ذاتها، استغرقت ساعات طويلة من العمل، فمن الإطلالات المفضّلة لدينا لوك رقم 20 والذي تم ابتكاره في معمل "ليساج"، واستغرقت الإطلالة 1000 ساعة من العمل وفيها 20,000 عنصر مختلف، ولوك 41 الذي تم ابتكاره في "ليساج" أيضاً، واستغرقت الإطلالة 800 ساعة من العمل، وفيها 5000 عنصر وقطعة من نشارة الأخشاب المدهونة. أمّا إطلالة 56، عمل عليها خبراء معمل "مونتيكس"، واستغرقت 475 ساعة من العمل، وفيها 4100 عنصر. وصولاً إلى لوك 47، الذي تطلّب ما يعادل ال 700 ساعة من العمل. غير ذلك، يحتوي التصميم على 350 نحلة مطرّزة، تم العمل عليها في معمل "لاميري"، واستغرقت 340 ساعة من العمل الدقيق والمتقن، وتفاصيل هذه القطع موجودة في الفيديو أدناه.
بالنسبة للأكسسوارات والأحذية، فكانت مستوحاة من أجواء وموضوع المجموعة، فمعظم الأحذية كانت ذات كعب "بلاتفورم" من الفلّين. أما للأكسسوارات، فتضمّنت تفاصيل النّجارة والقش، وزيّنت الإطلالات وجعلت منها لوحات فنية، منها حقائب الخصر الصغيرة التي تعود بقوّة هذا الموسم، وغيرها من الأقراط والبروشات على أشكال الورود والحشرات الصغيرة، التي تتبع موضوع الطبيعة وكل ما فيها من عناصر مميّزة واستثنائية! أما إطلالات الشعر والمكياج، فكانت شبيهة إلى حدٍّ كبير بإطلالات العرض، فحرصت العلامة على إعادة ابتكار العرض بكل تفاصيله.
وفي زمننا الحالي، حيث تستمر البراعة في التصميم والحرفية بالتلاشي شيئاً فشيئاً، لا تزال CHANEL تقدّم تصاميم استثنائية فيها مهارات الحرفية بأعلى الدرجات، والتي نادراً ما نراها في أي من دور الأزياء الأخرى. أما بالنسبة للأزياء الراقية التي يختلف أيضاً معناها ومفهومها اليوم عن ما كان في الماضي، تصبح الأزياء الراقيَة عبارة عن تصاميم استثنائية، ويكمن الإبداع في الابتكار والتطوير في الأقمشة والأساليب التي يقدّمها مصمّمو الأزياء، هذه كلّها أمور تميز دار CHANEL عن غيرها من الدور العالمية. تستمر الدار في القيادة تجاه الدّقة في الحرفية والابتكار، وها هو كارل لاغرفلد يقدّم أزياءً بطرق استثنائية وراقية جداً تبدو وكأنها أنواع أقمشة طبيعية فاخرة، إلاّ أنها مواد تحافظ على البيئة. فإذا كان باستطاعة دار CHANEL إيجاد أفضل الطرق لابتكار تصاميم فاخرة محافظة على البيئة، فما الذي يقف في طريق الآخرين؟
إقرأي المزيد:
فيديو لمجموعة Les Talismans CHANEL الفاخرة!
