تعاني مؤثرات مواقع التواصل الاجتماعي من ضغوطات نفسية واجتماعية كثيرة فالناس تراقب كل ما تقوله وتفعله وأي رأي تقوله قد يكون له معارض واحد كفيل بأن يمطر عليها عاصفة من الهجوم. إذاً خلف الصورة الجميلة التي تصلنا من مؤثرات مواقع التواصل الإجتماعي هناك حقيقة مرة نكشفها لك في هذه السطور.
فالى جانب الملايين التي نتحدّث عنها في أرصدة مؤثرات مواقع التواصل الاجتماعي، إن كان من حيث عدد المتابعين أو الأرباح، هناك جانب مظلم لا ندركه أو ربما نغفل عنه. فهل تعانين أنت منه أيضاً؟ تعالي نكتشف من خلال هذا الاختبار، من أنت على السوشيل ميديا؟ فهؤلاء المؤثرات يعشن تحت ضغوطات الاعجابات والمشاهدات والتفاعلات، فهم مجبرون على الحضور الدائم والاّ انخفضت أرصدتهم ونساهم الناس وخسروا حضورهم المعنوي ومكسبهم المادي.
وهذه الحقيقة تحدّثت عنها المدونة الكويتية الأميركية الشهيرة آسيا بإسهاب، فقالت إنها مجبرة على تحميل الصور أحياناً كي لا تبقى مختفية عن الساحة، وإن كانت في مزاج سيء أو غلبت عليها ظروف صعبة، فعليها أن تظهر وتنشر أي محتوى. وفي الصورة التي ضمّنتها آسيا هذه الرسالة ظهرت من دون ماكياج وهي التي تتمتّع ببشرة نظيفة ونضرة بفضل حيلها للاهتمام بالبشرةفقالت بكل جرأة إنّها كانت تستطيع أن ترفق هذه الصورة بكابشون مدوّن فيها " سيلفي من دون ماكياج" وتستعطي الاعجابات والمديح، ولكنها في كلّ بساطة لم تفعل، بل أرادت أن تكون حقيقية وتشارك جمهورها بمزاجها السيء من دون زيف أو تلطيف.
> ممنوعة من ابداء رأيي تحت طائلة الخسارة الفادحة
واستفاضت آسيا بصرختها، لتتحدّث عن شكل آخر من الضغوطات التي يرزح تحتها مؤثرو السوشيل ميديا ألا وهي ابداء الرأي، في الموضوعات السياسية والاجتماعية، والاّ حصدت الهجوم الكثيف من الناس وربما العقاب من الشركات التي تتعامل معها عبر الاعلانات، ما قد يجعلها تخسر عملها أو يجبرها على إعادة ما تقاضته. فهي تعيش في رعب التعبير، ورعب ما يجب أن تقول وما يجب أن تخفي!
وختمت آسيا بالقول، إنها ممتنة لهذا المجتمع المصغّر الذي بنته مع متابعيها عبر السنوات، وربما سيقال لها إنها تكثر الدراما قليلاً، أو إنها محظوظة بشكل كبير وتتمتع بامتيازات كبيرة وهي تعرف ذلك، وتريد أن تستخدم هذا الامتياز لخير الآخرين، ولكنها حالياً تشعر أنّ ما تقوم به ليس كافياً!
> "لقد انتزعتِ مني الكلام وعبّرتِ عني" > ليدي فوزازا
تفاعل كبير حصده منشور آسيا، وخصوصاً من صفوف زملائها المؤثرين، فكان التعاطف غالباً على تعليقاتهم والموافقة التامة كانت سيدة الموقف، الى درجة أنّ العنود بدر، أو ليدي فوزازا اعترفت بأنّ آسيا انتزعت الكلام من فمها وعبّرت بلسان حال الجميع عن هذه الضغوطات التي تطاردهنّ وتهدد أحياناً استقرارهنّ النفسي. هل تتذكرين مجموعة الليدي فوزاز من لازوردي؟
وكلام آسيا هذا ليس ناتجاً من فراغ، مؤثرات عربيات وأجنبيات عبّرن عنه بطريقة أو بأخرى، وأحياناً دُفعن للاعتزال كلياً، كما حصل مع المؤثرة هيلا غزال التي بنت لنفسها امبراطوريات من المتابعين على انسغرام ويوتيوب ولكنها اختارت وضع نقطة النهاية، وودعت الناس بفيديو أدمعت عينيها فيه، وكان الكلام في الكواليس عن رفض عائلة هيلا لهذه الشهرة الكبيرة التي هبطت عليهم واختيارهم الابتعاد عن الأضواء. تعالي نتذكر معاً حيل هايلا غزال لرسم الآيلاينر.
> "مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي يعتمدون مدربي حياة لمساعدتهم"
وفي تحقيق نشره موقع The Insider في مايو الماضي، أثير الموضوع نفسه، وفي السياقات التي تحدّثت عنها آسيا، ووصل التحقيق الى الحديث عن أزمة هوية ووجود يعيشها المؤثر الذي يعيش حياتين متوازيتين، ويرزح تحت ضغط الأرقام وضغط الاستمرارية والمحافظة على ما وصل إليه.
وتطرّق التقرير هذا الى عدد من المؤثرين الذين بدأوا اعتماد مدربي حياة يساعدونهم على تنظيم الفوضى التي تعمّ حياتهم من تنظيم الوقت والسيطرة على ادمان السوشيل ميديا الى تقبّل سيل الهجوم الذي قد يواجههم وتفهّم الشهرة التي قد يصلون اليها من دون أن يؤثر ذلك على صحتهم النفسية والعقلية. وكلّنا مدعو لاستشارة مدرب حياة في كلّ الأحوال، وهنا نذكّرك بأهمّ نصائح الدكتورة سمية الناصر خبيرة ابداع الحياة والذكاء العاطفي.
وتحدّث مدرّب الحياة "سام جونز"، عن برنامج أعدّه لمساعدة مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي الوصول الى حياتهم، فصل عملهم عن حياتهم الشخصية وتقبّل كلّ التحديات التي قد تواجههم.
ولفت جونز الى نقطة مهمّة جداً، أرادها نصيحة للمؤثرين، وهي الرفق بأنفسهم قليلاً وتخفيف الضغط عنها، وتقبّل أنفسهم بكلّ حالاتها والدفاع عنها في وجه الدنيا كلّها.