يبدو أن أحدث صيحة مكياج رائجة اليوم عبر تطبيق تيك توك هي لصق الخيوط على الوجه ثم وضع منتجات التجميل فوقها، فهل تستحق هذه الصيحة الوقوف عندها وتجربتها في المنزل أم أنها مجرد إتجاه جمالي يود حصد الإنتباه؟
عندما يتعلق الأمر باتجاهات الجمال في تيك توك، فحتمًا رأينا العجائب في كل شيء، سواءً كان ذلك من خلال إضافة هالات سوداء هادفة بمكياج “الفتاة المتعبة” أو الاعتماد على أبراجنا الفلكية الصاعدة في توجيه استخدام المنتجات، ويبدو أن التطبيق يُبدع في الجانب الجمالي. ولكن حتى أكثر خبراء التجميل خبرةً ربما لم يجربوا أحدث صيحات مكياج الخيوط!
ما هو مكياج الخيوط الذي انتشر بكثافة في الآونة الأخيرة؟
يتطلب هذا الإتجاه تغطية الوجه بنمط مُرتب بعناية من الخيوط الدائرية، بدءًا من المنتصف أو منطقة الأنف، ليكون أساسًا لإطلالة المكياج. النتيجة سريالية نوعًا ما، وإن كانت مُقلقة بعض الشيء. حيث تمكّن فنانو المكياج على التطبيق من تحويل وجوههم إلى أعمال فنية تُشبه الدمى من خلال مقاطع فيديو تحويل قصيرة لعملية تستغرق ساعات لإتمامها، ومجموعة متنوعة من العناصر غير التقليدية لحقيبة المكياج، مثل الغراء والخيوط بلون البشرة، وغيرها، فهل فعلًا تستحق هذا العناء؟ وكنا قد أخبرناكِ عن علكة تحدّد فك الوجه بدلًا من الخضوع إلى عملية تجميل!
ما الذي نحتاجه لتطبيق مكياج الخيوط؟ إليك دليل شامل وسريع
عادةً، عند البدء بهذه الإطلالة، يبدأ خبراء المكياج بإضافة قاعدة لاصقة (يُفضل استخدام غراء غير سام) على وجوههم لوضع الخيوط. ثم، توضع الخيوط بعناية على الوجه، بدءًا من طرف الأنف، ثم تلفّ حول سطح الوجه في شكل دائري ينتهي بالقرب من خط الشعر. يتطلب هذا لمسة جراح ودقة متناهية لوضع كل خيط من الخيوط بإحكام بجانب الآخر لتحقيق مظهر أشبه بالحلم. ومن هنا، تأخذ كل إطلالة منحىً فريدًا، حيث يمكن للفنانين إضافة أحمر الخدود البودرة وظلال العيون لإنشاء نسخة طبق الأصل من إيقاع تقليدي، أو حتى تحويل أنفسهم إلى شخصية خيالية تشبه الدمى المصنوعة من الخيوط. يُعد أحمر الشفاه السائل مثاليًا لوضعه على الخيوط دون إزاحتها. وقد ازداد إبداع بعض المبدعين على التطبيق مع ازدياد شعبية هذا الاتجاه، حيث زادوا من مستوى الإبداع بإضافة خيوط تكميلية إلى روتينهم التجميلي العام. ينطبق هذا تمامًا على لمسة خبيرة التجميل زاينا على هذه الصيحة، حيث ابتكرت تسريحة شعر غزلية، وأقراطًا، وأظافرًا، وارتدت طقمًا من قطعتين من الكروشيه لعرض إطلالتها في فيديو خاص بها. حصد فيديو تيك توك الخاص بها أكثر من 13 مليون مشاهدة ومليوني إعجاب، مما ألهم الآخرين لتجربة هذه الصيحة. وسبق أن لاحظنا كيف غزا فيديو AsokaMakeup ترند هندي تيك توك.
وبحسب بعض المؤثرات على تطبيق تيك توك، يبدو أنهن لهن رأي خاص بتطبيق هذه الصيحة، والتي تتمحور بحسب قولهن حول قاعدة أساسية اولى ومهمة وهي تحضير البشرة. حيث يؤكدن أنه بدون قاعدة نظيفة وقوية، يصعب بناء المكياج عليها. بعد ذلك، يتم لصق الحاجبين بغراء إلمر، وهو أمر شائع لدى العديد من خبراء التجميل. ثم لا بد من وضع طبقة خفيفة من الفازلين على الوجه، قبل استخدام “بروس-إيد”، أحد أقوى المواد اللاصقة في مكياج المؤثرات الخاصة، لوضع الخيوط على الوجه. تقول إحدى خبيرات التجميل حول تطبيق هذه الصيحة : “يستغرق الحصول على إطلالة مكياج الخيوط ساعات؛ لا شيء يُضاهي صعوبة هذه العملية، أقوم بلف الخيوط بعناية من منتصف وجهي إلى الخارج. الجزء الأصعب هو التحلي بالصبر والدقة في وضع الخيوط بشكل صحيح”. وتضيف: “أقطع ثقوبًا لأنفي وفمي، فهي ليست مقيدة كما تبدو”.
آنا مورفي، فنانة مكياج كندية متخصصة في المؤثرات الخاصة، تبلغ من العمر 19 عامًا، ينسب إليها الفضل في إطلاق هذه الصيحة. حيث يُذكرنا مقطع فيديو لها على تيك توك، والذي انتشر بسرعة كبيرة، بمزج بين إطلالة مكياج شابيل روان وعرض أزياء ميزون مارجيلا الراقية لربيع وصيف 2024. ومنذ ذلك الحين، قدّم العديد من المبدعين طرقًا متعددة لتفسير هذه الصيحة وإضفاء طابع شخصي عليها.
ما هي الفائدة وراء تطبيق مكياج الخيوط؟
لماذا نقضي ساعات في تزيين وجوهنا بخيوط دقيقة، تُعرف عادةً بالحياكة؟ في عالم “جماليات الفتاة النظيفة” المُرهِق، من الضروري تسليط الضوء على الفنانات اللواتي ما زلن يُحطمن الحدود ويبتكرن إطلالات تُكسر المألوف. من الواضح أن هذا التوجه في عالم المكياج لا يتعلق بالضرورة بتحسين روتينكِ، بل بالفن. يُسلّط هذا التوجه الضوء على مستحضرات التجميل كأداة للتغيير. لا يتعلق الأمر بالتطبيق العملي، بل بإيجاد طريقة جديدة لتجاوز حدود المكياج.
ومن هنا، تؤكد إحدى المؤثرات على تطبيق تيك توك تدعى نيتي لومباردي أهمية هذا الإتجاه بقولها: “لدى بعض الأشخاص أفكارٌ إبداعيةٌ لم أسمعها من قبل. بصراحة، تُلهم اقتراحاتهم معظم مشاريعي. أنا ممتنةٌ جدًا لقاعدة المعجبين الداعمة لي”. وتضيف مازحةً: “أخطط لتجربة أنواعٍ مختلفة من الخيوط، وتوسيع نطاق التصميم ليشمل ما هو أبعد من مجرد وجهي، بل ربما جسدي بأكمله”.